السبت 10/مايو/2025

إغلاق عيادة البريج.. 52 ألف مواطن دون علاج

إغلاق عيادة البريج.. 52 ألف مواطن دون علاج

لا يكاد يخلو مجلس وزقاق في مخيم البريج وسط قطاع غزة من الحديث عن خطورة وقف وزارة الصحة خدماتها في عيادة البريج الوحيدة التي تخدم أكثر من 52 ألف نسمة.

 
وكانت وزارة الصحة قد أوقفت العمل في عيادة البريج الوحيدة؛ بذريعة عدم قدرتها على توفير موظفين ما أثار حالة من السخط العام، اتهم فيه أهالي البريج الصحة بالتسبب بوفاة طفلين وصلوا العيادة قبل أيام وهي مغلقة وخالية من عربة إسعاف.
 
وقبل عدة شهور أعلن أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة عن إغلاق بعض المراكز الصحية بفعل الحصار الإسرائيلي وتجاهل حكومة “الحمد الله” لمسؤولياتها تجاه القطاع.
 
وأوضح أن وزارته اضطرت لتقليص خدمات صحية كثيرة؛ لأنها تعاني من نقص في الكادر البشري حيث لم يتم تعويضها منذ ثلاثة أعوام في نقص الموظفين المتزايد.
 
اعتصام مسائي
منذ أيام اعتاد السيّد أبو طارق شحادة أحد وجهاء مخيم البريج الحضور هو وجلساؤه لعيادة البريج بعد الواحدة والنصف ظهراً؛ للمشاركة في احتجاج متواصل يطالب بعودة العمل في فترة المساء والليل.
 
يعدل شحادة مقعده مفسحاً المجال لشابين شرعوا في تثبيت لافتات على جدار العيادة قبل أن يؤكد أن العيادة مرت قبل شهور بتقليص ساعات العمل حتى وصلت إلى الفترة الصباحية فقط.
 
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “لا يوجد عربة إسعاف، وهي في المساء والليل مغلقة، ونحن منطقة حدودية تحدث عندنا كثير من الإصابات نتيجة اعتداءات الاحتلال، وقد وصل طفل أمس مختنقًا، وتوفي لتأخر سيارة الإسعاف وعدم وجود خدمة طوارئ”.

ويتناقل سكان مخيم البريج منذ يومين قصة الطفل يزن أحمد أبوعريبان (9 شهور) الذي وصل مختنقاً من شرق البريج، وتأخرت عنه عربة الإسعاف ووجد العيادة مغلقة، فيما توفي طفل قبل أيام بظروف غامضة ولم يجد من يعالجه في العيادة.

وتوجه السيد شحادة رفقة عدد من وجهاء ورجال المخيم بالشكوى لنواب كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي ووزارة الصحة، لكنهم لم يحصلوا على حل لمعاناة أكثر من 52 ألف نسمة.
 
ويشدد ماهر عقل الناطق باسم الحراك الشعبي لإعادة العمل في عيادة مخيم البريج الوحيدة على أن قرار وزارة الصحة مرّ بشكل مفاجئ قبل أن يتنبه السكان لسحب عربة الإسعاف الوحيدة التي تخدم المخيم.
 
ويتابع لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “لدينا حتى الآن حالتا وفاة لطفلين، وكذلك جرحى ومرضى بظروف مختلفة لم يجدوا من يعالجهم، ونحن سنواصل الإضراب ونبيت يوم الأحد حتى صباح الاثنين وبعدها سنضرب عن الطعام”.
 
مطلب شرعي
ويقول زاهر الأفغاني، وهو أسير محرر يشارك بشكل يومي في الاحتجاج الشعبي داخل العيادة، إن مطلب السكان هو مطلب متواضع يتعلق بخدمة طبية وإغاثية تحافظ على سلامة حياتهم، وقد كانت موجودة منذ سنوات طويلة.
 
ويشير أن عدد سكان البريج 45 ألف نسمة، وقرية جحر الديك 7 آلاف نسمة، إضافة إلى سكان المنطقة الحدودية، وكلهم يعتمدون على عيادة البريج الحكومية في الخدمات العاجلة قبل وصول المستشفى.
 
ويكشف السيد أبو نضال الخطيب عن انزعاجه من مشهد عاشه قبل أيام وهو يشارك في الاحتجاج؛ حين جاءت امرأة للحصول على خدمة طبية عاجلة، وعندما وجدت العيادة مغلقة لم تتمكن من وصول المستشفى لعدم امتلاكها ثمن المواصلات.
 
ويضيف: “نطالب بعودة العمل للعيادة ووجود دائم لعربة الإسعاف، وهذا حق شرعي؛ لنا فاليوم بدأنا نرى أن طفلاً لو احتاج تبخيرة وشعر بالاختناق لا يجد من يعالجه لأن العيادة مغلقة”.
 
وتعد مشكلة عيادة مخيم البريج واحدة من عدة مشاكل منتشرة في قطاع غزة تسبب فيها الحصار وتجاهل حكومة رام الله لواجباتها، ما ينذر بمزيد من الخطر على حياة وسلامة المواطنين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات