الثلاثاء 13/مايو/2025

في القدس.. 300 ألف فلسطيني فقراء

في القدس.. 300 ألف فلسطيني فقراء

في مدينة القدس المحتلة، حيث سياسات التهويد، ومخططات الإحلال، يعيش نحو 300 ألف فلسطيني مقدسي تحت خط مستوى الفقر، كنتيجة طبيعية لإجراءات يفرضها الاحتلال بحقهم.

إجراءات تبدأ بفرض القيود المشددة على حركة المواطنين عبر معابر يضربها الاحتلال على كافة مداخلها، مرورا باستهداف التجارة، ووصولا إلى تراجع مستوى الدخل وارتفاع نسب البطالة وتنامي معدلات الفقر بين الأسر المقدسية.

ففي دراسة حديثة، صدرت عن مركز نماء للدراسات الاقتصادية في رام الله، فإن معدلات الفقر بين المقدسيين في ارتفاع وتصاعد مقارنة بالأعوام السابقة؛ وبحسب معطيات العام 2014، قد بلغت نسبة العائلات التي تعيش تحت خط الفقر في القدس المحتلة 82% من عدد السكان، مقارنة بنسبة 22% من مجمل السكان في الكيان الصهيوني، و49% من مجمل سكان القدس المحتلة. وتعكس هذه المعطيات تدهورًا خطيرًا في أوضاع الفقر في شرقي القدس، علمًا أن نسبة العائلات التي تعيش تحت خط الفقر بلغت 76% من مجمل السكان العام في 2013، و66% في 2006.

أضرار الجدار

ويرى الدكتور عبد الحميد القاق، الخبير في الشؤون الاقتصادية، والأستاذ المشارك في جامعة القدس، أنه منذ سنوات يُعتبر الـ 300 ألف مواطن فلسطيني شرقي القدس، من أكبر المجموعات الفقيرة في كيان الاحتلال، لكن الوضع الاقتصادي لديهم تدهور بشكل كبير خلال العقد الأخير.

ويشير إلى أن ذلك يرجع إلى الأزمة الاقتصادية التي حدثت في القدس في أعقاب إغلاق الجدار بين القدس والضفة الغربية، فقد ألحق الجدار ضررًا كبيرًا بالمصالح التجارية التي اعتمدت على زبائن من الضفة، وبالتالي سبب ارتفاعًا في جدول غلاء المعيشة في المدينة بسبب وقف الاستيراد من الضفة، مشيرًا إلى أن الارتفاع نسبة 8% في عدد العائلات التي تعيش تحت خط الفقر، كما حدث بين عامي 2013 و2014، مسألة غير طبيعية في كل المعايير.

وأضاف الدكتور القاق، في حديث خاص لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن هناك مشكلة أخرى أثقلت على المدينة، وهي تشديد الفحص على حواجز الدخول إلى القدس، الأمر الذي يثقل على نقل البضائع من الضفة، وأدى إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية في متاجر القدس.

على الصعيد نفسه قال جبر الكالوتي (49 عامًا) من سكان البلدة القديمة في القدس المحتلة، إن كيس الأرز الذي يزن 12 كيلو، يباع بسعر 25 شيكلا في العيزرية وهي إحدى ضواحي القدس، فيما يباع بـ 120 شيكلا في البلدة القديمة داخل القدس المحتلة، ويعود السبب في ذلك إلى صعوبة إدخال المواد الغذائية إلى البلدة القديمة من القدس بسبب إجراءات سلطات الاحتلال المعقدة.

اعتقالات وفصل

وحسب دراسة مركز نماء فإن 89% من العائلات التي يعيلها شخص واحد تتواجد تحت خط الفقر، وهناك مشكلة أخرى ترتبط بالوضع الأمني، وهي أنه خلال العامين الأخيرين تم اعتقال آلاف المواطنين، من بينهم نسبة كبيرة في جيل العمل، لأسباب مختلفة، وحقيقة الاعتقال أدت إلى فصل الكثيرين منهم أو إلى مصاعب كبيرة في الحصول على عمل، لأن الكثير من المشغلين يطلبون شهادة حسن سلوك للعامل المقدسي من سلطات الاحتلال وهذه شهادة صعبة المنال.

ولتوضيح أسباب أزمة العمال المقدسيين وعقبات عملهم يقول خالد أبو نجمة (34 عامًا)، من سكان الطورفي القدس المحتلة، إنه تم ضبط عامل من الضفة الغربية في منزله في 2009 دخل بدون تصريح، ومنذ ذلك الوقت لا يحصل على عمل ولا شهادة حسن سلوك، وهو يعيل أربعة من الأبناء ويعيش تحت خط الفقر، ويقول أبو نجمه لمراسلنا: “منذ بداية رمضان تناولت اللحم مرة واحدة لدى عمي في وليمة عامة، ونحن في حالة يرثى لها، وأطفالي يعيشون حياة بائسة بسبب الغلاء والفقر، وأنا لا زلت بلا عمل، فالأسعار ارتفعت لكن أسعار البشر أصبحت أرخص!”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات