الجمعة 27/سبتمبر/2024

15 عامًا على رفقة الجمالين.. تعرف عليها

15 عامًا على رفقة الجمالين.. تعرف عليها

خمسة عشر عامًا مضت على رحيل القياديين جمال منصور وجمال سليم، وتأبى الذكريات أن تنمحي من عقول من عايشهم وعاصرهم في ميادين العمل أو رحلة الإبعاد إلى مرج الزهور.

رفقة الجمالين حفلت بمواقف البذل والعطاء وتسجيل المواقف، في مختلف مراحل حياتيهما، وحتى نيلهما الشهادة معًا. وهو ما حاول “المركز الفلسطيني للإعلام” الوقف على بعضه -خلال هذا التقرير- في ذاكرة من عايشهما لإظهار مناقبهما.

“عندما نكتب أو نتحدث أو نتذكر الجمالين لكي لا ننسى، ونحن لا ننسى العظماء ولا ننسى تاريخهم.. نكتب عن فضلهم وعن مكانتهم”.. هكذا استهل القيادي في حركة حماس شاكر عمارة حديثه لمراسلنا عن الجمالين في ذكرى استشهادهما، مؤكدًا أنهما “كانا عظيمين في الأدب والإبداع والبذل والتضحية، وبالفكر والمجاهدة والأسلوب الرفيع.. إلا أنهما لم تُعرف مكانتهما ولم يُكتب عنهما إلا بعد رحيلهما عن هذه الدنيا”.

فارسا كل ميدان

ويشير عمارة إلى أنه تعرف إلى الجمالين أولاً من خلال  مشاركتهما في المناسبات الاجتماعية، وتابع: “تعرفت على الشهيدين جمال منصور وجمال سليم والتقيت بهما بداية خارج السجن في الاحتفالات والمهرجانات، وبعد ذلك في محنة السجن، ومن ثم في محنة الإبعاد.. التقينا كثيرًا وسافرنا كثيرًا، وجلسنا كثيرًا (..) لم يكونا شخصين عاديين، ولكن كانا مثالين للقيادة والأخلاق والأدب.. وأعطيا صورة حقيقية للثبات والصبر والتضحية والإيمان بحتمية النصر، وقدما  صورة جميلة مشرقة عن الشعب الفلسطيني”.

وأسهب عمارة بوصفه لهما بقوله: “الجمالان صاحبا الابتسامة الدائمة اللذان لم يسعيا إلى سمعة أو شهرة.. لديهما خفة ظل وحب للمرح والفكاهة إلى جانب علاقتهما القوية والمتينة والعظيمة مع الجميع”، مضيفًا أنهما “كانا يعملان كرجل، ولم يكن عملهما شعارات فارغة.. تجدهما أينما ذهبت.. في المهرجانات والأعراس الإسلامية.. في المدن والقرى والمخيمات.. في الإبعاد يشاركون في الندوات والمقابلات الصحفية والتلفزيونية المحلية والأجنبية ونشاط لجان الإصلاح”.

وعن تجربة مرج الزهور، قال عمارة: “كان منصور يقول للمبعدين في مرج الزهور: كونوا بين الناس رجالاً وبين الرجال أبطالاً، وبين الأبطال أمثالاً، ويوم استشهادهما أصاب الناس حالة من الهستيرية؛ خرج الشعب في كل مكان في الداخل والخارج مندفعًا مستنكرًا جريمة القتل التي أبكت العيون وحركت القلوب على عظماء الرجال”.

نموذج يُحتذىوشدد عمارة على أن حركة المقاومة الإسلامية حماس “بحاجة إلى نموذج جديد يشابه نموذج الشهيدين منصور وسليم، لأنهما رجلان ليسا ككل الرجال، وقائدان ليسا ككل القادة، رسما بدمائهما معالم الخط الجهادي المقاوم، وتركا وراءهما حملاًً ثقيلاً تنوء به الراسيات الشم”، على حد تعبيره.

أما الكاتب والإعلامي نواف العامر، وهو أحد مبعدي مرج الزهور فيتحدث عن تجربته مع الجمالين قائلا: “الحديث عن رموز فلسطينية يكاد يكون يصيبني بالاختناق مع ذكرى رحيلهما إلى الله، عشت معهما كظلهما في بعض الأحيان، وكان لا يمر يوم دون أن أظفر باتصال معهما أو مع أحدهما بحكم عملي الصحفي آنذاك، بما يمثلونه من حضور وثقل في الشارع النابلسي والفلسطيني على حد سواء”.

ويضيف خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “جمال منصور.. السياسي والإعلامي، ورجل التنظيم، والخطيب المفوه.. ميزته سرعة البداهة والجواب الممتلئ في زمن قياسي”، مشيرًا إلى أنه: “كان يتميز بصفاء الروح ورقة النفس رغم انشغاله في عمله السياسي والتنظيمي”.

وأفرد العامر جزءًا من حديثه عن جمال سليم قائلاً: “سليم الداعية والمربي والقيادي البارع لا يذكره من عايشه سوى بغزارة ما لديه من معلومة وعلم يصاحبها بروح الدعابة والنكتة الطريفة .. سريع الدخول لقلوب من يلتقيهم، لدرجة أن أبرز قيادات حزب الشعب، وهو عاصم عبد الهادي، قال لي يومًا (أعظم من خسرت كان جمال سليم)”.

ويضيف: “لم تمنعه المهام القيادية في الحركة من الاقتراب من أوجاع الناس والتخفيف عنهم ولا متابعة هموم طلبة المدرسة التي عمل فيها فيجتهد لحلها، وبسمته لا تفارق الوجه البشوش بالرأس واللحية الكثة البيضاء”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات