الأحد 04/مايو/2025

إعلام الاحتلال.. خطاب متغير حول مصير شاؤول وهدار

إعلام الاحتلال.. خطاب متغير حول مصير شاؤول وهدار

أثار تغير خطاب وسائل الإعلام العربية خلال الشهر الأخير فيما يتعلق بمصير الجنديين الصهيونيين الأسيرين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة “شاؤول أرون” و”هدار غولدن”، التكهنات حول رغبة إعلام الاحتلال في عمل تهيئة مجتمعه لتقبل حقيقة أخرى غير التي حاول قادة الاحتلال ترويجها.

وعلى مدى عامين بقيت اللغة الصلبة الموحدة بين تصريحات قادة الاحتلال ووسائل إعلامه ومستواه السياسي والأمني والعسكري أن هناك “جثتين لجنديين “إسرائيليين” قتيلين في غزة “، وهو ما تغير بشكل دراماتيكي مؤخرا، حيث بدأ الإعلام في تغيير توصيفه لشاؤول أرون وهدار جولدن من “قتيل مفقود” إلى “جندي مفقود”.

أطراف صنع القرار

وبنقل لمقتطفات من إعلام الاحتلال خلال الشهر الجاري يتبين حجم التغير في اللغة والخطاب، وهو ما يعبر عنه المختصون بأنه التحول الذي يأتي بقرار من أطراف نافذة في مؤسسات صنع القرار.

ونقلت وسائل إعلام الاحتلال الأسبوع الماضي أنه “وحسب تقدير الجهات الأمنية “الإسرائيلية” المختصة رفيعة المستوى فان “حماس” تنتظر الوقت المناسب بالنسبة لها لكي تغرقنا بتفاصيل جديدة حول مصير الجنود “الإسرائيليين” و”المدنيين الإسرائيليين” الثلاثة لكي تعصف بقلب الجمهور الإسرائيلي”.

ونقل الصحفي الصهيوني بن كاسبيت في مقاله في (20-7-2016)، والمعنون (عامان على الجرف الصامد نتنياهو وكما هي العادة يرفض تشكيل لجنة تحقيق رسمية حول الحرب) عن والد الجندي هدار جولدين الأسير في قطاع غزه قوله في أحاديثه الخاصة: “إنهم كانوا كعائلة قادرين على عدم الإعلان عن ابنهم كقتيل في المعارك التي دارت في ذلك اليوم في رفح لو كان الأمر متعلقا بنا، لكن احد أهم الاعتبارات التي دفعتنا إلى عدم الإعلان عن ابننا كأسير أن الأمر سيمنح حماس صورة انتصار مدوية”.

وفي خطوة مفاجئة، قالت زهافا شاؤول والدة الجندي الأسير لدى المقاومة شاؤول أرون، إن ابنها على قيد الحياة، وإنها تمتلك “دلائل واقعية” تثبت ذلك.

وجاء كلامها هذا الذي يخالف الموقف الرسمي الصهيوني، في لقاء مع صحيفة معاريف.

وأضافت والدة الجندي الأسير أن “الدلائل التي سلمها الجيش للعائلة لا تثبت أنه قتل في المعركة، وأن أمرًا واحدًا مؤكد لديها هو أن ابنها كان على قيد الحياة عندما أُسِر”، مؤكدة على أنها تملك أدلة ستقدمها في الوقت المناسب.

وأضافت والدته: “بكل ثقة ابني حي، استنادًا لما قالته حماس لي أو حسب التقارير التي سلموني إياها”، ولم توضح كيف تواصلت مع حركة حماس”، فيما اتهمت جيش الاحتلال “بالوقوع في فشل كبير خلال المعركة التي أسر بها ابنها، وأن نتنياهو يرفض الاعتراف بذلك علنًا”.

فتح الملف

ويشير المتخصص في الشأن الصهيوني معاوية كامل إلى أن نقاش “الكابينيت” مؤخرا حول استنتاجات لجنة “شمجار” كان محاولة لتقليل الانتقادات في موضوع الأسرى والمفقودين في غزة، وفي نفس اللحظة تنتظر الجهات الأمنية المختصة الفرصة المواتية لوضع قواعد عامة لإدارة المفاوضات في موضوع التبادل في حماس.

وأضاف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “النقاش الآن في موضوع الأسرى خاصة بعد لجنة شمجار يدور حول الثمن الذي ينبغي على “إسرائيل” دفعه لقاء الإفراج عن أسراها في غزه؟، وهو القرار الذي تخشى اتخاذه”.

وحول تصريحات عائلات الجنود الأسرى، أو تغير خطاب وسائل الإعلام، قال إن ذلك لا يتم في العادة إلا بإيعاز من جيش الاحتلال، وكأنها تعكس رغبة لدى جيش الاحتلال بفتح هذا الملف.

وأضاف أن غالبية وسائل إعلام الاحتلال بدأت تغير توصيفها لشاؤول أرون وهدار جولدن من قتيل مفقود إلى جندي مفقود، وهذا له دلالاته.

ونوه إلى أن “كل ما كان يخشاه نتنياهو ومطبخه السياسي والأمني وقت الحرب هو منح صورة انتصار لحماس، وكانت صورة الانتصار بالنسبة لهم تتمثل في أسر جندي “إسرائيلي” حي، لذلك سعوا إلى الضغط بكل الاتجاهات لكي لا يمنحوا حماس هذه الصورة في ذروة الحرب، ولكن اليوم وبعد عامين من الحرب فالنسبة للقيادة الأمنية والعسكرية فإن الإعلان عن مصير مختلف للجنديين لا يعد من وجهة نظرهم زخما وصورة نصر كما لو كان ذلك في حينه”.

وتوقع أن يكون جيش الاحتلال والمستوى الأمني بدأ يهيئ المجتمع الصهيوني لذلك. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات