الأربعاء 07/مايو/2025

زبيدة وصلاح.. هكذا تحرم إسرائيل الأم التسعينية من نظرة الوداع!

زبيدة وصلاح..  هكذا تحرم إسرائيل الأم التسعينية من نظرة الوداع!

الموت يتربص بها في كل لحظة، ولكنها تتشبث بالحياة بجسد هزيل أنهكته الأمراض، ليس رغبة بعمر أطول، ولكنها عاطفة الأمومة، ماتت سريرياً غير مرة ولكن صورة ابنها “صلاح” كانت تلك “الكهرباء” التي أعادتها للحياة، هي بقية القوة، اتجاه ابن غيّبه الاحتلال في سجونه عشرات السنين ثم أبعده قسراً منذ العام(2011).

“عناق الموت” كل شيء تحلم بها الحاجة زبيدة محمد خليل العواودة (89 عاماً)، لابن فقدته مرتين أسيراً ومبعداً، وتتمنى اليوم أن تودع الدنيا بين ذراعيه، فآخر لقاء جمعهما كان عام (2013) بعد عشر سنوات عجاف لم تره فيهن، وقبلها منعت من رؤيته في السجن لمدة (11 عاما). 

يتساءل ابنها الأسير المحرر المقيم في تركيا، صلاح الدين العواودة، في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، “عن أي إنسانية يتبجح بها الاحتلال حتى يعذب مسنّة في موتها، يمنعها من العلاج بالخارج، ومن ثم يحول بينها وبين نجلها”.

ويصف “صلاح” حالتها الصحية، “هي مصابة بالجلطة وسلسلة من الأمراض المزمنة، وهي غائبة عن الوعي في أغلب الوقت، لا تتحرك ولا تفعل أي شيء بقواها الذاتية، حتى مضغ وبلع الطعام لم تعد قادرة عليه، ومع ذلك يحظر الاحتلال الصهيوني سفرها إلى الأردن رغم التقارير الطبية من المستشفيات الفلسطينية والأردنية والتنسيق بين الهلال الأحمر الفلسطيني والأردني لنقلها بالإسعاف”، ويتابع: “القضية لا يوجد فيها أي بعد أمني ولا قانوني ولا سياسي بل هي إنسانية بحتة”.

يصمت برهة، ويتنهد، وهو لا يريد أن تنبس بها شفتاه، “الختيارة قد تلقى ربها في أي لحظة، لكننا سنلقى الله جميعا بتقصيرنا، إن لم نفعل ما نستطيع ولدينا كل هذا الكم من وسائل الإعلام ومن المؤسسات الحقوقية، بينما يتباكى العدو على جثث جنوده”.

يتابع “صلاح”، وهو يحمل أرشيف الصور يقلبها، “طرقنا أبواب كل المؤسسات الحقوقية الإسرائيلية (هموكيد، مكتب شكاوي تابع للاحتلال)، ولكن المماطلة هي العنوان الأبرز”.

أي كيمياء أو فلسفة تربطها بفلسطين، ففي الفترة الأخيرة أصبحت تفقد وعيها مراراً بسبب الجلطة، يقول “صلاح”: “فكانت كلما استيقظت طلبت من إخوتي وأخواتي وأنا كذلك (بالاسم)، أن نعاهدها عهد فلسطين (عاهدني ما تتخلى عن فلسطين مهما صار)”.

وهو يسرد تفاصيل أسره، لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، قال لنا: الآن وصلني ، قرار تبليغ المنع رسمياً لعلاج الوالدة بالخارج، ولكن محاولات مكتب الارتباط في الضغط لا زالت مستمرة، ويتابع: “جميع إخوتي الأربعة دخلوا سجون الاحتلال، ومنذ وعيت على الدنيا وأمي صابرة محتسبة قوية شامخة لم تحنها الأهوال والشدائد”. 

ويضيف: منذ سبعينيات القرن الماضي بدأت قصة والدتي مع السجون، فواجهت اعتقال الاحتلال لأبنائها بالصبر والتحدي، ولم تجزع لحكم المؤبد لي، و(15عاماً) لأخي جمال، وكانت سعيدة راضية أنها تجد ما تقدمه لفلسطين.

ويستذكر “صلاح” أجمل اللحظات التي كانت تمده وأخيه بالصبر والعزيمة بالسجن، في التسعينيات وهي تزورنا (الحاجة زبيدة)  في السجن،: “يا بني نذرتكم لفلسطين قبل أن يرزقني الله بكما، والحمد لله أن استجاب لدعائي ووفيت بنذري”. 

يذكر أن صلاح الدين العواودة مكث في السجن (19عاماً)، قبل أن يخرج في صفقة وفاء الأحرار، في العام (2011) ويتم إبعاده إلى تركيا.

ويبقى لسان الحاجة زبيدة يتمتم بالدعاء لنجلها أملاً أن يفرج الله كربتها، باحتضانه قبل مفارقة الحياة، فيما لا يأل “صلاح” جهدا بطرق أبواب المؤسسات الحقوقية لعلاج والدته خارج فلسطين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...