«الجرف الصامد» لم يعد صامداً!
لم تكن “إسرائيل” يوماً دولة طبيعية، ولن تكون. فهي لم تقم فقط على تعاسة شعب آخر، بل ترفض الاعتذار له أو تعويضه أو عودة لاجئيه، وتمعن في تقتيله وإحراق أطفاله ومساجده والاعتداء على مسكنه وثقافته ورمي الآلاف في السجون.
وبعد أن فشلت هذه الدولة الساقطة أخلاقياً في كسر إرادة الشعب المحتلة أرضه، مما دفع مجرم حرب مثل شارون إلى القول بعد قراءته شعر درويش: «أحسد الفلسطيني على مدى تشبثه بالأرض».. بعد ذلك اعتمدت الدولة العبرية «ثقافة الجدران» في الضفة الغربية أولاً ثم على حدود جميع الدول العربية المحيطة بها.
غير أن الجدران لم ولن تروي عطش يهود فلسطين إلى الأمن، كما لم تؤد «200» قنبلة نووية إلى تهدئة أرواحهم المرعوبة أو حتى تمكينهم من قضاء ليلة واحدة دون كوابيس، فيما كدسوا من الأسلحة ما يكفي لتدمير الشرق الأوسط مرات ومرات، وخزنوا في مستودعاتهم آخر وأحدث وأثمن الطائرات والصواريخ والذخائر المحرمة دولياً، وأسسوا نظام فصل عنصري أكثر انحطاطاً من نظام جنوب إفريقيا البائد.
مع كل هذا، يبقى منطادهم مثقوباً، وهم إذ يرقعون ثقباً فيه، يظهر على الفور ثقب آخر.. وآخر، ليقضوا القليل المتبقي من عمر، كما قضاه «سيزيف» بطل الأسطورة اليونانية الذي حكمت عليه الآلهة بحمل صخرة ضخمة إلى قمة جبل، لكنها ما تلبث أن تتدحرج نزولاً ليعود إلى حملها من جديد.. وهكذا حتى نهاية الحياة.
“إسرائيل” هي سيزيف العصر، ودولته المزيفة التي حصلت من أوباما على تعهد بتزويدها بما قيمته أربعون مليار دولار من العتاد الحربي للسنوات العشر المقبلة. لكن ذلك كله لا يعالج نفساً مضطربة تشهد المقاومة وهي تتواصل دون يوم واحد تتوقف فيه، وتتجدد وتبتكر وسائل نضالية لا يعطلها سوى عملاء الاحتلال في رام الله.
وتدرك “إسرائيل” عجزها عن محاصرة المستقبل، أو شراء ذمم عشرات الدول التي انضمت إلى حملة BDS المبهرة الداعية إلى مقاطعة الدولة العبرية ومعاقبتها وسحب الاستثمارات منها. هذه الحملة الناجحة جداً تهدم الرواية الإسرائيلية وتجتاح شرعية هشة يمكن فضحها في جلسة نقاش واحدة.
هذا ليس كل شيء، فسمعة “إسرائيل” البشعة تتناقلها الشعوب والألسن في كل مكان. وحتى لا نطيل، نكتفي بالفقرة التالية من مقال جدعون ليفي الأخير:
«180» طفلاً تحت الخمس سنوات بينهم رضع، «180» طفلاً لا حول لهم ولا قوة قتلهم الجيش في غزة خلال عملية «الجرف الصامد» أثناء لعبهم أو نومهم أو فرارهم من الموت تحت القصف، مع أهلهم. قتل الجيش خلال «50» يوماً «546» طفلاً وفتى، أي بمعدل عشرة في اليوم، وما مجموعه صف مدرسي كل ثلاثة أيام. حاولوا فقط أن تتخيلوا».
“إسرائيل” يا جدعون ويا كل الضمائر الحية، لا تستحق أن تعيش. ونقطة على آخر السطر.
المصدر: صحيفة الوطن القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الموساد: تسلمنا من الوسطاء رد حماس على مقترح الهدنة وسندرسه
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قال جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، إن الوسطاء نقلوا لفريق التفاوض رد حركة حماس على مقترح...
هنية يجري اتصالات مع قطر ومصر وتركيا بشأن وقف إطلاق النار بغزة
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، ليلة الخميس، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى خلال الساعات الأخيرة...
لليوم الـ 271.. القسام يوقع قوة صهيونية في كمين محكم ويفجر دبابتين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 271 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...
مسؤولة في إدارة بايدن تستقيل رفضا لسياسة أمريكا بدعم العدوان على غزة
واشنطن – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت المساعدة الخاصة بوزارة الداخلية الأمريكية مريم حسنين، استقالتها من منصبها، تنديدًا بسياسات إدارة الرئيس جو...
خبيرتان أمميتان: محاكم الاحتلال في الضفة توفر غطاء لتعذيب الفلسطينيين
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت خبيرتان بالأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إن "النظام المزدوج للمحاكم الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة،...
أونروا: أطنان من النفايات تحاصر خيام النازحين وسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الأربعاء، إن أطنانا من النفايات باتت تحاصر خيام النازحين...
إصابة مستوطن بعملية دهس وإطلاق النار على شاب جنوب الخليل
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب فلسطيني مساء اليوم برصاص مستوطن أثناء رعيه الأغنام، قرب السموع جنوب الخليل....