السبت 03/مايو/2025

التين التلاوي.. فاكهة الصيف وثمرة الرزق

التين التلاوي.. فاكهة الصيف وثمرة الرزق

يقف الشاب مراد اشتية ( 38 عامًا)، وعلى رأسه قبعة من القماش تقيه من حرّ الجوّ على أحد طرقات مدينة نابلس ببضع صناديق من التين والصبر التي يتم قطفها من مزارع بلدة تل الواقعة غربي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، والتي تعد من أشهر البلدات الفلسطينية إنتاجًا للصبر والتين.

ويخرج مراد مع أخيه كل صباح من قريتهم تل غرب المدينة لبيع ثمار التين والصبر، ويقضي ست ساعات ينادي على تينه المكدس على الرصيف بأنواع مختلفة.

يقول اشتية، وهو أحد باعة التين،: “كل عام أعمل في بيع التين؛ حيث أقوم بشراء أو أتضمن قرابة 400 شجرة من التين وأشجار من الصبر، لأن هذه المهنة المؤقتة تدر الأموال”، مضيفًا أنه بعد انتهاء موسم الصبر والتين يصبح عاطلاً عن العمل.

وحول أسعار التين في الأسواق، أضاف اشتية أن صندوق التين يباع بالعادة بـ 20 شيقلاً، بينما يبيعها تجار بأسعار متفاوتة للكيلو، تتراوح كذلك بين 20- 30 شيقلاً في بعض الأحيان، ويؤكد أنها تعد مصدر رزق للكثير من العائلات التي تنتظر هذا الموسم.

رزق وعمل
ويزرع التين في العديد من القرى الفلسطينية، ومن أشهرها قرية تل جنوب نابلس والصبر في قرية فقوعة شمال شرق جنين، ويعتبر موسم جني التين والصبر مصدر رزق للعديدين.
 
أما المواطن فتحي رشيد، فيمتهن من موسم التين والصبر عملاً له، فيقول: “بسبب عدم توفر عمل وظروفي الاقتصادية الصعبة أعمل في استغلال موسم التين والصبر وغيرها من الثمار لبيعها وتحصيل مصروفي منها، خاصة أنني لم أجد عملاً لي بشكل دائم”.
 
وأضاف: “لا يقتصر عملي على بيع التين فقط، فخلال موسم الزيتون أعمل في قطفه، وأغلب الأشهر أقضيه بلا عمل”.
 
ويحرص التاجر محمد إبراهيم، وهو بائع تلاوي على أن يبيع المحصول المعبأ في ذلك اليوم كله حتى وإن اضطر لبيعه بأسعار رخيصة في آخر النهار، كما يقول.
 
ويبرر محمد ذلك بأن التين من الثمار التي تتعرض للذبول في اليوم التالي، لذلك يباع أحيانًا بأسعار رخيصة مع نهاية نهار السوق، حتى لا يبيت.
 
ويفتخر أهالي قرية تل بأشجار التين، إلى جانب شجيرات الصبر التي تحيط بأراضٍ كثيرة هناك، ويعتمد العديد من العائلات على التين كمصدر رزق لهم خلال موسمه.

“تل”.. منتجة التين

ويؤكد الدكتور محمد اشتيه، مدير مركز التنوع الحيوي في القرية أن قرية تل تعد أكبر منتج للتين في الضفة الغربية، يليها قرية بدرس غرب رام الله وفقوعة في جنين، ويعد موسم التين والصبر للأهالي مصدر رزق أساسيّ لهم، وهناك أكثر من خمسة آلاف شجرة تين في القرية والتي يبلغ تعداد سكانها 27 ألف نسمة، فالقرية تنتج ما يقارب سبعة إلى خمسة أطنان يوميًّا.
 
وحسب وزارة الزراعة، فهناك قرابة  1600 دونم في محافظة نابلس تنتج التين بأنواعه المختلفة، منها 500 دونم في بلدة “تل” وحدها، لذا يعد التين مصدر رزق أساسي لعشرات العائلات هناك.
 
وتعتقد أخصائية التغذية رزان حجاوي، أن التين  جيد لمرضى القلب؛ حيث إنه يخفض خطر الإصابة بارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية، وهي العوامل الرئيسية للإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين التاجية، كما أنه  يحمى جهاز المناعة، ويبطئ عملية الشيخوخة، وهو كذلك مفيد في علاج التهاب المفاصل والتهاب العينين والعضلات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...