الخميس 08/مايو/2025

الانتخابات المحلية.. هل تمسح الديمقراطية مخاوف المواطنين؟

الانتخابات المحلية.. هل تمسح الديمقراطية مخاوف المواطنين؟

ما بين استذكار لفرحة العرس الديمقراطي والمشاركة في صناعة القرار الفلسطيني وبناء المؤسسات، واستحضار الملاحقات السياسية التي أعقبت تجربة انتخابات 2006، يتوقف المواطنون بالضفة الغربية أمام حالة تردد في التعاطي بأهمية كبيرة في تحديث سجلاتهم الانتخابية أو حتى إبداء الاهتمام الكبير بالتحضير للانتخابات المحلية التي من المتوقع عقدها في الثامن من تشرين أول (أكتوبر) المقبل.

حالة من العزوف، أو الخوف تارة، وعدم التيقن بصدق تعاطي المؤسسة الأمنية بالضفة مع طبيعة مشاركة المواطنين بالانتخابات التي يقرها القانون لهم تارة أخرى، أو حتى قبول ما ستفرزه الانتخابات، كل ذلك يترك مزيجًا من المشاعر في نفوس المواطنين العاديين.

المواطن أبو محمد القصراوي يتساءل: “هل حقًّا “فتح” والأجهزة الأمنية يمكن أن تسمح بوجود منافس حقيقي في الانتخابات القادمة؟، وإن سمحت بذلك هل هناك ضمانات بعدم الاستهداف لمن يشارك ويعبر عن رأيه؟، باعتقادي أن هذا الأمر لن يكون واقعيًّا ما لم يكن هناك قرار سياسي واضح من قبل رئيس السلطة”.

وتابع القصراوي، خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“،: “أنا شخصيًّا لا أستوعب أن نكون أمام واقع ديمقراطي يمكن تقبل نتائجه؛ فالماضي أثبت فشل تلك الشعارات التي كشفت زيفها سجون أجهزة الأمن في الضفة وسياط السجانين؛ حيث طالما مكثت أيامًا وليال تحاول إجبار كثير من المواطنين على الكشف عن سبب تأييدهم لحماس في الانتخابات”.

صراعات تضعف الثقة

ويرى الشاب فادي لبادة هو الآخر أن التجربة أثبتت بأن فتح لا يمكن لها أن تقبل بنتيجة الصندوق ما لم تلب طموحها ومصلحتها، وتابع: “أغلب البلديات والمجالس المحلية شهدت صراعات بين قيادات فتح نفسها بعد أن وجدت هناك تعارضًا في المصالح، فما بالكم لو كانت نتيجة الانتخابات المحلية لصالح حماس أو بالأقل لم تلب طموحات بعض المتنفذين؟”.

وأردف: “للأسف بات لدينا قناعة بأن فتح والسلطة لا تؤمن بالديمقراطية إلا إذا جاءت على مقاساتها، فعلى سبيل المثال الجامعات التي تتمتع فيها بثقل تسارع إلى إجراء الانتخابات فيها، على عكس تلك الجامعات التي تخشى على نفسها من الخسارة فيها، وهذا توصيف لما يمكن أن تكون عليه الانتخابات المحلية”.

ويشارك الشاب فؤاد الصفدي سابقيه بوجود نظرة تشاؤمية إزاء الانتخابات بعد أن تنكرت فتح لنتائجها في الماضي، ولكنه في نفس الوقت يرى بأن الانتخابات هي الوسيلة الأفضل لتعرية ممارسات فتح والسلطة، وإظهار حجمها الحقيقي في المجتمع، كما أنها وسيلة لإعطاء فرصة لأصحاب الكفاءات بان تبدع وتقدم ما لديها حسب قوله.

ضرورة المشاركة

وأضاف: “رغم كل الصور السوداوية، إلا أن المشاركة في الانتخابات ضرورة ملحة، فهناك الكثير من أصحاب الكفاءات بحاجة إلى أصواتنا، وإذا لم نشارك بها فإن الساحة ستخلو للفاسدين وفرص فوز الناجحين والكفاءات ستكون شبه معدومة”.

من جهته، اعتبر القيادي في حزب الشعب الفلسطيني نصر أبو جيش، حالة الخوف الموجودة لدى المواطن الفلسطيني مبررة في ظل تجربته الماضية مع الانتخابات، وتابع، أثناء حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “حالة الإحباط موجودة ولعدة أسباب، يعود أكثرها إلى الانقسام السياسي وتبعاته المتمثلة في الملاحقة على خلفية المشاركة بالانتخابات، وثاني الأسباب يعود إلى رداءة عمل المجالس المحلية وفشلها في تلبية رغبات المواطن  خلال السنوات الأخيرة”.

وأضاف أبو جيش: “للأسباب الماضية أعتقد أن المشاركة في الانتخابات ستكون ضعيفة، فانعدام الثقة بالتوازي مع حالة الخوف من تبعات المشاركة في الانتخابات وضريبة ذلك، أسباب كافية لتدني ذلك التعاطي مع الانتخابات والناخبين”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات