الانتخابات المحلية.. ضمانات النجاح وهواجس الفشل

أوصت ندوة حوارية في غزة، بتهيئة الأجواء الميدانية والمجتمعية وإنهاء الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية، لتمهيد الطريق نحو إنجاح الانتخابات البلدية الفلسطينية المقررة في 8 أكتوبر القادم.

وعقد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم الثلاثاء (26-7)، ندوة حوارية بعنوان “الانتخابات المحلية.. ضمانات النجاح وهواجس الفشل”، وناقش المشاركون في الندوة أبرز المعيقات التي تقف هاجساً أمام إتمام الانتخابات المحلية، وما هو المطلوب رسمياً وشعبياً من أجل نجاح هذه الانتخابات.

وطالب المشاركون السلطات الحاكمة بغزة والضفة بتسهيل إجراء الانتخابات ومنع أي ملاحقات أو استدعاءت لأيٍّ من المرشحين أو العاملين فيها.

لجنة الانتخابات
من ناحيته؛ عبر جميل الخالدي – مدير عام المكتب الإقليمي للجنة الانتخابات المركزية، عن ارتياحه لترحيب الفصائل بإجراء هذه الانتخابات، مبيناً أن الانتخابات ستجرى وفق نظام التمثيل النسبي الكامل والقائمة المغلقة.

وأشار الخالدي إلى أنّ الكرة الآن في ملعب لجنة الانتخابات، وهي تستعد وتتجهز لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد المقرر في 8 أكتوبر القادم.

وبين أنّ الركن الأساسي للانتخابات هو السجل الانتخابي، لافتاً إلى أنّ نسبة التسجيل حتى اللحظة 86% من المشمولين في هذا السجل، ووفق تقديره فإن النسبة سترتفع إلى أنّ تصل إلى 90%.

وأوضح أنَ مراكز التسجيل في غزة عددها 274 في غزة، مبيناً أنًه جرى التنسيق والتوافق مع الفصائل والمؤسسات على حماية الانتخابات من الداخلية من جهة والإشراف الفني من وزارة التعليم لتوفير الطواقم اللازمة لإجراء عملية الاقتراع، وكذلك بت المحاكم البدائية في الأحكام المتعلقة بالانتخابات. 

ونبّه إلى أنّ هناك يومًا خاصًّا لاقتراع قوى الأمن في 6 أكتوبر، وأضاف: “ما يهمنا إنجاح العملية، وحمايتها مسؤولية مشتركة تقع على الجميع، وهي خطوة مهمة وضرورية جداً من أجل البناء عليها وإنجاح بكل المقاييس”.

موقف حماس
بدوره؛ طالب سامي أبو زهري -المتحدث باسم حماس- بضرورة أن يكون هناك قرار سياسي يلزم الأجهزة الأمنية باحترام الانتخابات والعاملين فيها، وألا تكون الأجهزة طرفاً في هذه العملية.

وقال: “بدأنا نشعر أن هناك سخونة فيها بعض التجاوزات من خلال إطلاق النار على بعض من أعلن ترشيح نفسه واستدعاء آخر لذات التهمة بالضفة المحتلة”.

وأوضح المتحدث باسم “حماس”، أن حركته درست موضوع الانتخابات وأعلنت عن ترحيبها بها، “رغم كل الملاحظات بعدم توفر التوافق الوطني؛ لأنّها استحقاق وطني وقانوني، وأننا بحاجة لتفعيل المجالس البلدية وحالة من الشراكة لخدمة المواطن الفلسطيني”، كما قال.

وأشار إلى أنّ هناك تساؤلات جوهرية تتعلق بالظروف الأمنية واحترام المجالس المنتخبة، لافتاً إلى أنّ حماس تعهدت بحماية الانتخابات في قطاع غزة، معرباً عن أمله أن يكون ذلك بالضفة أيضاً.

وجدد أبو زهري موقف حركته، وقال: “سندعم تشكيل قوائم مهنية مشتركة، وهذه الأولوية والرغبة لدينا نأمل أن تعكس حالة من الشراكة، ولدينا أمل أن ننجح في ذلك، وبدأنا مشاورات مع الفصائل وسنواصلها بهدف التوصل إلى حالة من الشراكة والذهاب للانتخابات بحالة تمكن من خلق أريحية والوصول إلى قوائم مهنية فعلاً بعيداً عن أي مناكفات سياسية”.

وبين أنّ حركة “حماس” أعلنت أمام اللجنة بشكل جازم أنها ستبذل كل جهد لضمان نجاح الانتخابات وتوفير كل التسهيلات اللازمة لها، مضيفاً: “لدينا الرغبة أن تكون غزة نموذجاً في إجراء الانتخابات بطريقة سهلة، ونأمل أن تكون الصورة مماثلة بالضفة”.

وحذّر أبو زهري، من أن تشكل الاعتقالات والاستدعاءات في هذه الأجواء تهديداً حقيقياً للأجواء الإيجابية الانتخابية، مؤكداً على ضرورة ضمان تكافؤ الفرص لجميع القوائم الانتخابية سواء في غزة والضفة.

ميثاق الشرف
طلال أبو ظريفة -عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية- تحدث حول بنود ميثاق الشرف لضمان نزاهة الانتخابات الذي وقعته الفصائل الفلسطينية مؤخراً.

وقال: “نحن في حالة استثنائية بغضّ النظر أن هذه الانتخابات ليست سياسية، لكنها في مضمونها حالة سياسية لا يمكن عزلها، وبذلنا جهودًا مضنية للوصول مرحلة الانتخابات”.

وأشار إلى أنّه إذا ما نجحت هذه العملية بإمكانها أن تفتح الطريق لإجراء انتخابات سياسية للتشريعي والرئاسة والمجلس الوطني، “ونكون قد أسسنا لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني لكل مكوناته سواء السلطة أو المنظمة”، وفق قوله.

ولفت إلى أنّ حكومة التوافق لا تتعاطى بالمفهوم الشرعي مع المؤسسات بغزة، لذا كان لا بد أن يوجد ناظم ليضمن انتخابات تعزز العنوان الرئيس لمفهوم الانتخابات.

وأضاف: “من هذا المنطلق الذي انطلقنا منه كفصائل وقعنا جميعا على ميثاق شرف يحتوي على 24 عنصرًا ترتكز وفقاً لما هو متفق عليه في لجنة الانتخابات، على حرية الترشح والانتخاب ومنع أي عوائق أو تدخلات من شأنها أن تؤثر على هذا الجانب”.

ودعا أبو ظريفة، الجميع لاحترام أجواء الانتخابات وكفّ أيدي الأجهزة الأمنية عن أي محاولات للمس بهذا الجانب، كما طالب برفع اليد عن أي مؤسسات سلطوية للعمل بأي شكل من أشكال الدعاية.

واختتم القيادي في الديمقراطية حديثه، بأنّ قوى اليسار الخمس قد حسمت أمرها بالتنافس في قائمة تجمع بين الكفاءة والخبرة لخوض هذه المرحلة.