المؤرخ اليهودي بابيه: الاحتلال في فلسطين استعماري كولونيالي بامتياز

وصف المؤرخ اليهودي الدولي الشهير إيلان بابيه، الاحتلال “الإسرائيلي” في فلسطين، بأنه صراع كولونيالي بامتياز.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها بابيه أمام أكثر من 300 في المكتبة العلمية في القدس واستضافها المركز الثقافي الفرنسي، بمناسبة الاحتفال بإطلاق كتابه الجديد “”إسرائيل” وجنوب أفريقيا: الأوجه المتعددة للأبرتهايد”، الذي صدر حديثاً عن دار النشر البريطانية ” زيد بوكس”، وتضمن مشاركات سياسية نقدية وتاريخية من أكثر من 10 كتاب وأكاديميين دوليين.

وأسهب المؤرخ بابيه في حديثه عن “ضرورة إعادة تعريف الصراع في فلسطين من كونه صراعاً قومياً بين قوميتين ترى كل منهما أن لديها الحق في الأرض والتاريخ، إلى تعريف أشمل وأكثر دقة وهو أنه صراع استعماري كولونيالي يهدف إلى تمييز قومية عن الأخرى، بحيث تسيطر هذه القومية على الأرض، وتتحكم بالقانون وتميز شعبها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا – كما كان الوضع في جنوب أفريقيا”.

وأكد أنه فقط بعد إعادة هذا التعريف، يمكننا مواجهة هذا الصراع بالعديد من الطرق والوسائل التي يمكن تعلمها من التاريخ المعاصر، معتبرا أن رؤية الصراع بمنظور الصراع الكولونيالي يضيف نظرة شاملة وإطارا منطقيا يساهم في سهولة فهم وتحليل الصراع، حيث تبرز ملامح مشتركة مع صراعات أخرى عبر التاريخ.

وأشار إلى أن الكتاب يهدف إلى رسم الصورة الأوضح لأوجه التشابه والاختلاف بين نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ومثيله المتشكل في “إسرائيل” والأراضي الفلسطينية المحتلة، ويأتي الكتاب ليضيف نقاشاً مهماً إلى سلسلة الأعمال والتحليلات السياسية التي تتناول القضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال في الآونة الأخيرة.

يذكر أن إيلان بابيه كان قد كتب ما يزيد عن عشرة كتب تعد الأهم والأكثر مبيعاً حول العالم في دراسات الشرق الأوسط، أهمها “التطهير العرقي في فلسطين”.

ويشغل بابيه الآن منصب بروفيسور ورئيس دائرة الدراسات الشرق أوسطية في جامعة إكستير في بريطانيا، ومشارك نشط في العشرات من المؤتمرات الدولية، وهو ينتمي إلى تيار المؤرخين الجدد الذين أعادوا كتابة التاريخ “الإسرائيلي” وتاريخ الصهيونية، ويصف الاحتلال “الإسرائيلي” للأراضي الفلسطينية بأفظع احتلال عرفه التاريخ الحديث.