ليبرمان يخوض حربا على قصائد محمود درويش

كشفت مصادر بريطانية النقاب عن حالة من الغضب تنتاب “اليمين الإسرائيلي”، هذه الأيام على خلفية بث “إذاعة الاحتلال” قصيدة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.  

وذكرت صحيفة “الأوبزيرفر” البريطانية في تقرير لها الأحد، نقلته إلى العربية “هيئة الإذاعة البريطانية”، “إنه على الرغم من أن درويش ينظر إليه كأحد أهم رموز الأدب الفلسطيني، فقد وجه وزير الجيش الإسرائيلي اليميني أفيغدور ليبرمان انتقادا لأعماله مشبها إياها بكتاب كفاحي لهتلر”.

وأوضح تقرير للصحيفة، أن هذا الجدل ثار بعدما أدرجت إذاعة جيش الاحتلال قصيدة درويش “بطاقة هوية” في فقرة تعليمية. ولفت إلى أن ليبرمان استدعى رئيس الإذاعة لتوبيخه بسبب ذلك.

وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة “بير زيت” الدكتور غسان الخطيب، في تصريحات لـ “قدس برس”، أن “الحملة التي يقودها وزير جيش حكومة الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، واليمين الإسرائيلي ضد محمود درويش، هو جزء من حملة لطمس الهوية الفلسطينية التي كان درويش من أبرز المدافعين عنها”.

وأضاف الخطيب: “محمود درويش له وزن معنوي هائل، ولذلك هو مخيف للاحتلال، خصوصا أن درويش أكثر كتاباته كانت عن الهوية الفلسطينية، وهو أفضل فلسطيني عبر عن الرواية الفلسطينية بأسلوب أقنع العالم”.

وأكد الخطيب، “أن الفلسطينيين سيعيشون في المستقبل، حملات لتغول اليمين الإسرائيلي”. وقلل من أهمية هذه الحملة على قصائد درويش، الذي قال بأنه “شغل الاحتلال والعالم حيا وميتا”.

وأضاف: “يصعب أن تجد مناسبة أو خطبة أو كلمة لأي مسؤول فلسطيني لا تتضمن اقتباسات من إبداعات محمود درويش، فهذا الشاعر ما زال تأثيره قائما بشكل كبير في المخيلة الفلسطينية ولدى العالم، وهذا التصريح المعادي من ليبرمان لفت إليه انتباه العالم ليعود إلى درويش مرة أخرى، ويجعله من أكثر الأسماء الإبداعية بحثا بجميع اللغات”، على حد تعبيره.

وكتب درويش (13 آذار / مارس 1941 – 9 آب / أغسطس 2008)، “بطاقة هوية” في عام 1964، واقتبس من كلماتها اسم الوثائقي “سجل أنا عربي” الذي يتناول حياة الشاعر الراحل.

وجاء في قصيدة “بطاقة هوية”:

سجل برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكره الناس
ولا أسطو على أحد
ولكني إذا ما جعت
آكل لحم مغتصبي
حذار حذار من جوعي
ومن غضبي.