كفر قليل..بركان ثورة على سفوح جبل النار

على سفح جبل جرزيم جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة تغرس بلدة كفر قليل أوتادها وعلى بعد ثلاثة كيلومترات فقط من المدينة.

ورغم قرب البلدة وتداخلها مع أحياء مدينة نابلس، إلا أنها ما تزال محافظة على صبغتها القروية ومتمسكة بعاداتها وتقاليدها الموروثة عن الأجداد فيما يتعلق بالأحزان والأفراح والعادات الاجتماعية بشكل عام.

وتشتهر البلدة التي تقع على مساحة من الأراضي تقدر بـ 4700 دونم بزراعة الحبوب والأشجار المثمرة ولاسيما الزيتون واللوز والعنب والتين، إلى جانب عمل جزء من أبنائها برعي الأغنام كمهنة متوارثة عن الأجيال ومصدر رزق لها.

وإلى جانب اعتماد البلدة على مياه الآبار المتجمعة من الأمطار، فإن هناك العديد من ينابيع المياه التي تغذي القرية ومنها عين ماء تعرف باسم (عين البلد)، بالإضافة إلى عيون أخرى وهي عين الصبيان وعين السارين وعين فاكورة التي أخذ بعضها يجف ويقل إنتاحها في الأعوام الأخيرة.

وفي عام 1982 وبعد إنشاء الاحتلال الصهيوني مستوطنة براخا، خسرت بلدة كفر قليل العشرات من دونمات الأراضي الزراعية التي صودرت لصالح المستوطنة التي باتت مصدر أرق للمواطنين؛ لما جلبته من معاناة حرمتهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية تارة أو التعرض لجرائم من المستوطنين تارة أخرى.

ويعدّ رعاة الأغنام من بلدة كفر قليل الأكثر استهدافاً وتضرراً من الاحتلال والمستوطنين في مستوطنة براخا، والذين يقومون بشكل مستمر بملاحقتهم وإيذائهم وسرقة مواشيهم في كثير من الأحيان.

وعلى مدار الانتفاضات المتتالية قدمت كفر قليل عددًا كبيرًا من الشهداء والأسرى، وكانت هدفًا مستمرًّا لقوات الاحتلال الصهيوني بالاقتحامات تارة والاعتقالات والتخريب أخرى.

وإبان عام 2002 حيث “عملية السور الواقي” الصهيونية التي استهدفت العديد من مدن الضفة الغربية كانت بلدة كفر قليل واحدة من المناطق التي تعرضت للاجتياح والتدمير والخراب على أيدي قوات الاحتلال الصهيونية.

واليوم وبعد أكثر من أربعة عشر عاماً أعيد مشهد الاجتياح للبلدة مجددا بعد أن اقتحمتها قوات الاحتلال الصهيوني مدعمة بأكثر من ألف جندي، وحاصرتها قبل أن تتحول منازلها إلى هدف للجنود وكلابهم المدربة ليعيثوا فيها فسادا وتخريبا وتدميرا بحثا عن ما يسمى “سلاح ومطلوبين”.