السبت 03/مايو/2025

وادي المالح.. نكبة أصحاب بيوت الشعَر

وادي المالح.. نكبة أصحاب بيوت الشعَر

بيوت من “الشَعر” أو “الخيش”، تلك التي تتخذ منها العائلات الفلسطينية في منطقة المالح والمضارب البدوية في الأغوار الشمالية مأوى لها وللأغنام التي تعتاش على منتجاتها، إلا أن الاحتلال الذي يواصل استهدافه لهذه المنطقة جعلها وكأنها تتعرض لنكبات متلاحقة، في ظل إهمال من الأطراف الفلسطينية الرسمية.

وازدادت في الآونة الأخيرة ملاحقة الاحتلال للمزارعين ورعاية الماشية، من خلال هدم منشآتهم الزراعية وإصدار أوامر هدم للبعض منها، تحت حجة البناء غير المرخص، إضافة إلى استيلاء المستوطنين على مزيد من الأراضي لصالح المستوطنات القريبة.

كما يشتكي مزارعو وسكان منطقة وادي المالح بالأغوار الشمالية، من نقص الخدمات المتاحة لهم وندرة المياه، وصعوبة الأجواء التي يعيشونها في ظل التهميش، والتهديد المستمر من قبل الاحتلال على سكان المنطقة في محاولة منهم لتهجيرهم والسيطرة على المنطقة التي تعد من أكثر المناطق جمالاً وخصوبة.

ونتيجة إجراءات الاحتلال، واهمال الجهات الرسمية الفلسطينية، فإن البديل الوحيد لأهالي هذه المنقطة يتمثل في إقامة بيوت من “الخيش”، أو “الشَعر”، ليعيشوا حياة أشبه بحياة البادية.

افتقار لمقومات الحياةوبحسب رئيس مجلس قروي وادي المالح، عارف دراغمة، فإن المنطقة تعاني من تقصير رسمي في توفير الخدمات الصحية والخدمات الأساسية (الكهرباء والماء)، إلى جانب سيطرة الاحتلال على أغلب موارد المياه ومصادرة خزانات المياه من المواطنين، وهو ما يدفع الكثير من العائلات للرحيل بحثًا عن الماء لهم ولمواشيهم.
 
ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “المنطقة تفتقر لأبسط مقومات الحياة من مياه وكهرباء ووسائل مواصلات؛ حيث يضطر الأهالي إلى السفر لأكثر من 30 كيلو متر يوميًّا إلى منطقة عين البيضاء وبردلا من أجل الحصول على الماء مقابل دفع 50 شيكلا لكل 3 أكواب مياه، ورغم ذلك تفرض ضرائب ومخالفات على سيارات نقل المياه، ناهيك عن مصادرة بعض تلك السيارة من قبل سلطات الاحتلال.
 
ويوضح دراغمة، أن منطقة وادي المالح تعد من أكثر المناطق جمالاً وخصوبة، خاصة في فصل الربيع، مؤكدًا أن سكان المنطقة يخاطرون بحياتهم من أجل البقاء والصمود في أراضيهم وعدم إعطاء مجال لليهود بالسيطرة عليها.

ويتابع: “تسكن العائلات في خيم مبنية من صفائح “الزينكو”، ويعيش سكانها على تربية المواشي وزراعة بعض أنواع الخضراوات، إضافة إلى أنهم يعانون من نقص بعض السلع الغذائية”.

أهمية مكانية وأمنيةوتكمن أهمية وادي المالح بالنسبة للصهاينة، كونها تقع على  ثاني أكبر حوض مياه في الضفة الغربية، فضلاً عن كون طبيعتها تحاكي طبيعة جنوب لبنان، ما جعل الاحتلال يستخدمها لإجراء التدريبات العسكرية.
 
ويشير عضو بلدية طوباس عمر العنبوسي، إلى أن الاحتلال يمنع السكان من البناء في المنطقة، فهم يعيشون في خرب مهلهلة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، كما أنهم يتلقون إخطارات بهدم الخرب بين الفينة والأخرى، فقد عمل الاحتلال الصهيوني خلال الأشهر الأخيرة على هدم عدد كبير من الخرب، بحجة أنها مخالفة، كما أن مقر المجلس الذي كان مبنيًّا من الزينكو والشوادر تعرض للهدم أكثر من مرة.
 
ويضيف العنبوسي: “إن مخلفات الاحتلال أوقعت قرابة 70 شخصًا ما بين إصابات وإعاقات وحالات وفاة نتيجة لذلك، إضافة إلى نفوق عدد كبير من الأغنام”.

ويقول المزارع أبو أحمد صوافظة، والذي تعود أصوله إلى مدينة طوباس، لكنه مستقر في المالح منذ 40 عامًا، إن الظروف تكالبت عليهم من كل الجهات، منوهًا بأن “موسم الحبوب أصيب بنكسة هذا العام، والمياه جفت والسلطة لم تقدم لنا شيئا.. لنا الله.. الله عليه الظالم”.

وتشكل منطقة المالح والمضارب الشمالية ثلثي مساحة الأغوار، رحل سكانها الذين يقطنون 13 خربة وقرية عام 1967، إلا أن 450 عائلة عادوا إلى وادي المالح، ولكن بعد أن أصبحت الأرض تحت سيطرة الاحتلال، وفق اتفاقية أوسلو، إذ صنفت الأغوار الفلسطينية ضمن المناطق “C” التي تخضع لسياسة الاحتلال، وفقًا لما أورده دراغمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...