حماس وانتخابات البلدية

هناك من راهن على رفض حماس المشاركة في الانتخابات البلدية التي أعلنتها حكومة الحمد الله، وبنوا توقعهم على قراءة مغلوطة لتوجهات حماس.
وربما تغيرت حسابات الكثيرين بعدما أعلنت حماس تحشيد نفسها وقوتها لصالح إنجاح الانتخابات، رغم تعقيد الواقع الفلسطيني واضطرابه، فمن جهةٍ قطاع غزة محاصر ومضيق عليه، وهناك ماكنة إعلامية تعمل ليل نهار، وتحمّل حماس مسؤولية معاناة القطاع، وتبرّئ الاحتلال والسلطة.
ومن جهة أخرى واقع الضفة صعب جدا بوجود وسيطرة وسطوة الاحتلال، الذي يلاحق ويعتقل ويغتال ويهدم ويقطع الأواصر ويمنع التحركات ويقيم الحواجز، بالإضافة لأجهزة أمنية تنسق مع الجيش الاسرائيلي، وتقوم بحملات اعتقال لكل من يؤيد حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وتصادر الأموال وتفض التجمهرات ولا تسمح لأي مظهر حمساوي مهما كان بسيطا.
لهذا موافقة حماس على انتخابات البلدية موقف شجاع وإيجابي، ويحمل إرادة قوية لإحباط كل حالات الجمود والتيبّس التي دخلت فيها القضية الفلسطينية، بسبب تنصل المجتمع الدولي والإقليمي من نتائج انتخابات 2006، فقبول حماس الانتخابات خطوة لتحريك المياه الراكدة التي تعتري الحياة السياسية الفلسطينية، وتفعل أساليب وأدوات إصلاح الوضع القائم، وإعادة الثقة لرأي الشعب في تحقيق خياراته.
ومع ذلك هناك تفاصيل يجب تحديدها وحسمها كضمان نزاهة العملية وشفافيتها خصوصا في الضفة الغربية، وضمان القبول بها وإعطاء مساحات تحرك للمجالس المنتخبة وآفاق لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، مهما كانت النتائج.
قرار حماس تسهيل الانتخابات سينجحها ويمنحها شرعية أوسع، وسيعزز من تكامل المشهد، ويؤكد التزام الحركة باتفاقيات المصالحة رغم تنصل فتح من الكثير من التزاماتها، ودليل أن حماس لا تقف حجر عثرة أمام الحراك الإيجابي الداخلي لترتيب البيت الفلسطيني وتخفيف معاناة الفلسطينيين.
أعتقد أن نجاح انتخابات البلدية والتزام السلطة بالمعايير التي تضمن نزاهتها وشفافيتها، ومن ثم القبول بنجاحها سيمهد الطريق أمام استكمال العملية الانتخابية، أما في حال عدم الالتزام بسير طبيعي وشفاف، فهنا قد تحدث إشكاليات وارتدادات سلبية، فهذه الخطوة تعتبر حجر الزاوية ومفترق الطرق دقيق وخطير.
أعتقد أن حماس لن تتعامل مع الانتخابات بشكل واحد، وستتعامل مع كل بلدية على حدة، فكل محافظة لها أولويتها ورؤيتها، فهناك بلديات ستشارك بقوائم خاصة بالحركة، وأخرى ستدعم مستقلين وثالثة ستتحالف معهم، ولكن قبولها بالانتخابات وتسهيلها هو القرار المركزي، ولهذا جاء بيان الحركة واضح أنها مع الانتخابات وتدعمها وستنجحها، وذلك منسجمٌ مع رؤيتها ومنهجها الداعم للعملية الديمقراطية والانتخابية ولحرصها على التداول السلمي للمراكز والمسؤوليات، وستشارك حماس في انتخابات البلدية بقوائم تضم كفاءات، وهذا يعني أنها لن تدخل المنافسة الحزبية المقيتة، وستعمل على استثمار الفرصة في دعم شخصيات ليست شرطا أن تكون حمساوية، ولكنها مؤهلة للخدمة والنجاح.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...

362 عملاً مقاوماً في الضفة والقدس خلال إبريل
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامتواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه خلال شهر إبريل/نيسان...

المجاعة تتفشى بمستويات كارثية والأورومتوسطي يوثق ارتفاعًا حادًا في معدلات الوفاة الطبيعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ارتفاعًا حادًّا في معدلات الوفاة الطبيعية بين البالغين من سكان قطاع غزة، إلى...

مستشفى الكويت برفح: المخزون الطبي لدينا يكفي لأسبوع واحد فقط
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اليوم السبت، من توقف عملياته معلنا أن المخزون الطبي لديه "يكفي...

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 77 شهيدا، و275 جريحا وذلك خلال 48 الساعة الماضية...

ألبانيزي: تجويع الفلسطينيين عار على الضمير العالمي
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي مواصلة الاحتلال...

معظمهم أطفال.. 57 شهيداً ضحايا الجوع في غزة منذ بدء الإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد المكتب الإعلام الحكومي في غزة، بارتفاع عدد الوفيات في القطاع بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيداً، مرجحا ارتفاع عدد...