الأحد 11/مايو/2025

أبو ضهير يكشف عن تعرض نجله للتعذيب الشديد في سجون الاحتلال

أبو ضهير يكشف عن تعرض نجله للتعذيب الشديد في سجون الاحتلال

كشف الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة النجاح بنابلس الدكتور فريد أبو ضهير عن تعرض ابنه الأسير براء للتعذيب الشديد في سجون الاحتلال.

وبعث أبو ضهير رسالة جاء فيها:

السادة منظمات حقوق الإنسان
السادة الإعلاميّون
الموضوع: اعتقال سلطات الاحتلال للشاب براء أبو ضهير

تحية طيبة وبعد:
أقدمت سلطات الاحتلال على اعتقال ابني براء فريد أبو ضهير من نابلس الذي ولد في العام 1990 في بريطانيا، ويحمل رقم الهوية (853392124) عن جسر اللنبي بتاريخ 30/5/2016 لدى عودته من الأردن، بعد أن مكث في تركيا قرابة الشهر حيث كان يبحث عن عمل هناك.

وعند عدم تمكنه من إيجاد عمل في تركيا، بذل جهدا أكبر من ذي قبل للحصول على قبول لدراسة الماجستير في بريطانيا في مجال الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد. ويحمل ابني براء شهادة البكالوريوس في علوم الحاسوب، ويتدرب ذاتيا في مجال التصميم ثلاثي الأبعاد طيلة أكثر من خمس سنوات.

تعرض براء، منذ اعتقاله، إلى تحقيق مكثف، رافقه ضغط هائل، في مركز التحقيقات في بيتاح تكفا. وفي أول ظهور له أمام عائلته في محكمة عوفر، بدا وكأنه في حالة انهيار تام، وفي حالة فزع، بل وأخذ يبكي بمرارة وهو يروي كيف أجبروه على الاعتراف بعمل أشياء لم يرتكبها أبدا، وأنه اضطر إلى فبركة أكاذيب.

وأخبرنا بشكل واضح أنه يريد الخروج من هذا الوضع بأي طريقة ممكنة؛ إذ إنه لا يقوى على التحمل أكثر من ذلك، حيث تم شبحه في الليلة التي سبقت المحكمة حتى الساعة الثانية عشرة ليلا.

وقد حاول براء إيذاء نفسه جسديا من شدة الضغط الذي مورس عليه، بل ونجح في جرح يده، ولحسن الحظ تم نقله إلى المشفى، وتم إنقاذ حياته هناك، وهو ما ذكره للقاضي في محكمة عوفر بتاريخ 26/6/2016.

محامية براء أوضحت له بأنه عليه أن يتحمّل الضغط، وبأنه غير مضطر لقول الأكاذيب ضد نفسه. لكن من شدة الضغوط الهائلة الممارسة عليه، اضطر إلى أن يخبر المحققين بأكاذيب لم يرتكبها قط. وفي المحكمة أبلغ القاضي بأن كل ما قاله في التحقيق كان كذبا وافتراء؛ حيث تم الحصول عليه تحت التهديدات المصحوبة بضغط نفسي هائل.

وكان براء قد تعرض، وهو في سن العامين، أي في العام 1992، إلى حادثة صعبة عندما وقع من مكان مرتفع، وهو ما تسبب في كسور في الجمجمة، ونزيف دماغي، حيث حصل تلف في جزء من الدماغ (كما توضح صور الأشعة)، أدى جزئياً إلى الشلل النصفي، وهو ما أفقده القدرة على الحديث.

ورغم أنه تلقى العلاج طيلة سنوات طوال في مشفى بريطاني، وتحسنت حالته تدريجيا حتى تعافى، لكن ليس بشكل نهائي، لأنه لا زال يفتقد إلى التركيز، وينسى كثيرا، لدرجة أنه يتعاطى مع الأشياء ببساطة زائدة عن اللزوم.

من الواضح لي أنه بالإضافة إلى حقيقة أن براء في حالة انهيار نفسي، فإن معنوياته تأثرت بشكل بارز، وكذلك يعاني من صدمة.

وقد قمنا بتقديم معطيات الملف الطبي لابني إلى سلطات الاحتلال الاسرائيلي، التي تدعي أنه مؤهل للخضوع للتحقيق بناء على الرأي الطبي للأطباء والمختصين. وهنا يجدر الذكر أننا لا نعرف شيئا عن درجة مهنية هؤلاء الخبراء، لأننا لا نعرف أصلا أسماءهم، ولأي مؤسسة طبية ينتمون، عدا عن أن الفحص لم يتم في ظل وجود محامٍ ممثل عن براء.

من الجدير بالذكر التشديد على أن الناس الذين يعرفون براء عن قرب يعرفون أيضا بأنه يعاني نفسيا من الحادث الذي مر به وهو في الثانية من عمره.

كان من المفترض أن يسافر ابني إلى بريطانيا في آب أو أيلول القادم، في حال نجاحه في اجتياز اختبار اللغة الانجليزية IELTS، من أجل بدء دراسة الماجستير في جامعة Bournemouth، في حال أتم إجراءات القبول وقدم الوثائق اللازمة لبدء الدراسة.

براء غير قادر على تحمل أي ضغط أو إهانة أو تعذيب أو تنكيل قد تمارس ضده في إطار التحقيق. ومجرد اعتقاله شكل بالنسبة له صدمة قوية تعتبر الثانية بالنسبة له، وضربة أقوى من تلك التي تعرض لها وهو في الثانية من عمره.

لم تذق أسرته طعم عيد الفطر؛ لأنها تعاني من هذا الوضع المؤلم، تماما كما يعاني هو، حيث كان هو من يضفي على البيت أجواء البهجة.

وأود توضيح بعض الأمور:
أولا: نحن متأكدون من براءة ابننا براء من أي تهمة نُسبت إليه، وأن اعتقاله تم بشكل تعسفي من دون أي سبب أو تفسير، وخلال فترة التحقيق انصبّ موضوع التحقيق على زيارته لتركيا.

ثانيا: المحققون مارسوا ضده ضغوطاً شديدة لكي يعترف بأكاذيب منسوبة إليه، وخدعوه بقولهم أنه سيتم الإفراج عنه في حال الاعتراف بهذه الأكاذيب، وأنه لن يتم تحويله للاعتقال الإداري، وأن مرحلة الزنازين والعذاب ستنتهي فورا، وهذا بالضبط ما قاله للقاضي في عوفر وسالم، وأن عدم إقراره بما أملاه عليه المحققون سوف يطيل بقاءه في الزنازين والعذاب النفسي الشديد، وأنه قد يتم اعتقاله إداريا بدون تهمة، وأن الطريق الوحيد للخلاص هو الاعتراف.

ثالثا: وقبل أيام قليلة من كتابة هذه السطور، جددت سلطات الاحتلال فترة احتجاز براء لمدة ثمانية أيام إضافية من أجل تجهيز لائحة اتهام ضده. وهنا يدور الحديث عن إلباسه قضية، لأن الاعترافات انتزعت منه تحت التهديد بما يفيد العودة إلى زنازين الحبس وغرف التحقيق في حال التراجع عن الاعترافات المفبركة.

رابعا: سلطات الاحتلال لم تأخذ في الاعتبار حالته الطبية، وتبعات ذلك على وضعه النفسي أو قدرته على تحمل الضغط الهائل.

خامساً: رغم أن أجهزة الأمن الإسرائيلية متأكدة، وتدرك في قرارة نفسها، أن ابني براء بريء من كل ما نسب إليه، إلا أنها تحرص وتجتهد من أجل إلباسه قضية والتسبب في إدانته على أفعال لم يرتكبها، مثلما أخبر بذلك القاضي ومحاميته.

أقدم هذا الالتماس إلى منظمات حقوق الإنسان والجهات الإسرائيلية ذات العلاقة والسلطات المختصة ووسائل الإعلام من أجل وقف هذه المسرحية الهزلية، ولكي لا تتم محاكمة شخص بريء من دون وجود دليل أو مؤشر على أنه مارس نشاطا ضد الاحتلال، أو أنه كان على تواصل مع جهات معادية لـ”إسرائيل”.

أشكركم على اهتمامكم.

د. فريد أبو ضهير
والد الأسير براء أبوضهير

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات