الضبان الذكي.. اختراع فلسطيني تعرّف عليه

بإمكانيات محدودة؛ أبحر الشاب سعد قريب في عالم التكنولوجيا، ليسجل اختراعًا، استقطب اهتمام العديد من الشركات في العالم، ليسجل اسمه في صفوف المتمزين ويقدم دلائل جديدة على إبداع الفلسطيني رغم ظروف القهر والاحتلال.

“الضبان الذكي” (انسوليتو  “Insolito”، كما يعرف بالأنجليزية)، هذا هو الاختراع الذي أنجزه المهندس سعد قريب (24 عاما)، من مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، ليقدم للعالم جهازًا متعدد الوظائف في مجال التحكم الإلكتروني، الذي بات يشغل العالم.

الشغف وحب الاختراعات إلى جانب متابعات الشاب سعد الحثيثة لكل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا، كانت الشرارة الأولى للتفكير باختراعه، محاولاً أن ينتقل بنفسه من مرحلة المتابعة إلى واجهة الابتكار والاختراع.

وبتمكنه من اختراع جهاز وبشغف الروح الفلسطينية، أصبح سعد وجهة للعناوين وقبلة لكل المهتمين في ميادين العلم والتطور والحداثة، والمعجبين باختراعه النادر، الذي لطالما حلم أن يخوض تلك التجربة ويحلق في عوالمها.

فكرة الاختراع
ولمعرفة تفاصيل اختراع الجهاز الحديث، التقى مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” بالشاب سعد، فتحدث له عن اختراعه: “صممت الجهاز بطريقة وبتقنيات حديثة ومتطورة صالحة للإدخال على كافة أنواع الأحذية، وفي الوقت ذاته تصلح للعديد من الاستعمالات ويمكن من خلالها التحكم بالعديد من الأجهزة الحديثة والذكية”.

استخدامات متنوعة للابتكار

ويوضح أن فكرة الضبان صممت بطريقة وتقنيات حديثة ومتطورة صالحة للإدخال على كافة أنواع الأحذية، وفي ذات الوقت تصلح للعديد من الاستعمالات، ويمكن من خلالها التحكم بالعديد من الأجهزة الحديثة والذكية.

وتابع قريب: “تقوم الفكرة على وضع هذا الضبان في الحذاء وعلى أثرها يتمكن الشخص باستخدامه في العديد من الاستخدامات ومنها التحكم بالأجهزة المحمولة الذكية بالإضافة إلى تتبع الحركة ومعرفة السعرات الحرارية المبذولة والمسافات المقطوعة واخذ الصور والإنذار وإمكانية تتبع مكان الشخص في حال ضل الطريق أو سرقة جهازه المحمول، ونشر ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكل هذا من خلال النقر عليه بواسطة القدم”.

والى جانب ذلك، فإن الجهاز -بحسب قريب- يعدّ مساعداً مهما للرياضيين الحريصين على تتبع نظام صحي معين، ومن خلاله بات بإمكانهم مراقبة عدة أنشطة واستخلاص النتائج لأنشطتهم الرياضية وتأثيرها على صحتهم.

دوافع الاختراع
وعن الدافع لدخوله هذا المضمار، قال: “دائما كنت أردد تساؤلا في مخيلتي: لماذا تغيب فلسطين عن قائمة المخترعين والمتميزين عربياً ودولياً، وعزمت على أن أكون ضمن من يرفع اسم فلسطين في هذا المجال، وبدأت بالتفكير والعمل وصولا إلى الإبداع  والإنجاز”.

وأردف: “الواضح لي أنه كان هناك مشكلة في استخدام التطبيقات في الأجهزة الحديثة وفي ظروف وآلية استعمالها، ومن هنا جاءت الفكرة لتسهل على الناس وتلبي حاجتهم  في عالم التكنولوجيا، ولماذا القدم؟ لأنه بهذه الطريقة يضمن الشخص ملازمة هذه التقنية له ملازمة الحذاء أينما ذهب”.

وأشار إلى أن هناك آلية وطريقة لشحن الضبان باستخدام منصة خاصة له وبشكل سريع لا يتجاوز الساعة الواحدة، وفي حال أخذ ما يلزمه من الشحن فإنه بالإمكان استمراره لمدة شهر دون الحاجة إلى  إعادة شحنه.

طموح للأعلى
وكشف قريب بأن هناك تبنيًا لفكرته من مصانع في الصين والهند، لافتا إلى إنجاز بعض الأعداد من الضبان يدوياً إلى جانب عينات أخرى أنجزت آليا في أسبانيا التي هي الأخرى تبنت الفكرة من خلال أحد المعامل هناك، وقريبا ستبدأ بطرح المنتج بكميات كبيرة في الأسواق من المعامل والمصانع كافة في الدول التي تبنت الفكرة والاختراع”.  

وأضاف: “تواصلت مع الداعمين للفكرة والمهتمين فيها من خلال المواقع الإلكترونية والصفحات العلمية عبر شبكة الانترنت، حتى وصلت إلى هذه المرحلة التي أعدّها بدائية قبل أن أصل إلى طموحي”.

دعم المشروع
وذكر قريب بأن “الدعم المحلي الذي تلقاه لم يرق بأي شكل من الإشكال لحجم الإنجاز والاختراع، ويمكن اختزاله بالأهل والأصدقاء، بالإضافة إلى وجود دعم مادي ولوجستي من مؤسسة الريادي العربي، وهذا دفعني إلى التفكير بوجود دعم خارجي يدرك أهمية ما يريد”.

العديد من الرسائل وجهها قريب خلال حديثه، أولها إلى أنداده من الشباب الفلسطيني والعربي بضرورة العمل على إخراج ما لديهم من مكنونات إبداعية إلى حيز الوجود والبحث عن من يهتم باختراعاتهم دون الركون إلى الواقع الصعب الذي يعيشه الجميع، على حد  قوله.

كما وتوجه قريب برسالة إلى الجهات المحلية والمؤسسات الرسمية بضرورة العمل على دعم كافة الإبداعات والعقول المبدعة وصولا إلى تبنيها وتوفير كافة الظروف لإنجاح ما لديها والأخذ بيدها إلى بر الأمان.