شهادة الدنيا وشهيدة الآخرة.. حكاية التوأمين كلزار والنوار

لم تكن الطالبة النوار العويوي، من الخليل، تتوقع أنها ستستقبل خبر نجاحها في الثانوية العامة وحصولها على معدل 81% لوحدها دون أختها، فرفيقة دربها وشقيقتها التوأم كلزار التي كانت منتظمة معها في الدراسة وبنفس المستوى سبقتها إلى الشهادة والتحليق في حواصل طير خضر نحو الجنة!.

في بيت الشقيقتين التوأم كلزار والنوار العويوي في منطقة المحاور في الخليل، حيث وصل مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، توافدت المهنئات من نساء الحي وطالبات المدارس، وهن يذرفن الدمع حزنًا على ابنة صفهم في الثانوية العامة الشهيدة كلزار العويوي التي لم يحالفها الحظ في تقديم امتحان الثانوية العامة بسبب إعدامها من قبل قوات الاحتلال الصهيوني على أبواب المسجد الإبراهيمي قبل خمسة أشهر.

فرحة ودمعة

الشيخ محمد عبد الحليم العويوي  (أبو شريف) والد التوأمين العويوي، استقبل نجاح ابنته النوار بفرح ممزوج بالدموع، لأنه تذكر كلزار التي كانت منتظمة في الثانوية العامة، لكنها سبقت شقيقتها النوار إلى الشهادة.

أبو شريف (60 عامًا)، لم يخف حزنه على الشهيدة كلزار، لكنه في الوقت نفسه أظهر سعادته وسروره لفلذة كبده النوار، وقال في حديث خاص لمراسلنا: “أنا اليوم مسرور وسعيد بنجاح ابنتي النوار في شهادة الثانوية العامة.. وفي نفس الوقت سبق وأن فازت ابنتي الشهيدة كلزار بالشهادة.. شهادة الفوز بجنة الآخرة”. مضيفًا: “سعدنا كثيرًا بنجاح النوار، وكنا نتمنى لو أن النجاح كان مشتركًا وفي صعيد واحد للتوأمين لكن الحمد لله على كل حال”.

أم شريف، والدة كلزار والنوار، اختلط عندها الفرح بالحزن وهي تقول: “الحمد لله فزنا بشهادتين.. شهادة الدنيا والآخرة.. الله يرحم كلزار ويجمعنا بها في الجنة، وأبارك من قلبي لكريمتي النوار، وأتمنى لها النجاح والتفوق في حياتها، فحركة الحياة لا تتوقف عند فقدان حبيب وغال.. لقد كانت كلزار متفوقة، وكنت أتوقع لها نجاحًا بتفوق ومعدل عال.. لكن شهادتها نحو الآخرة كانت الأسرع وأكثر شموخًا وتفوقًا من كل شهادات الدنيا.. هنيئًا لها بالجنة”.