المتفوقة نور .. وحيدة والديها ستحدث العالم عن فلسطين

لحظات من الفرح التي لا يضاهيها شيء في هذه الحياة، عاشها والدا الطالبة نور أبو جلالة وهم يتلقون التهنئة بتفوق ابنتهم الوحيدة وحصولها على ترتيب الرابع على فلسطين بامتحانات الثانوية العامة، ليخلد التاريخ تلك الفرحة بمداد من ذهب.

ورغم أن نور لم تتوقع أن تحصد المرتبة الرابعة إلا أن نتائج الامتحان التجريبي وتوقع المعلمات في مدرستها، قرب من مخيلتها الحلم الذي أضحى حقيقة.

وحصلت أبو جلالة من مدرسة ممدوح صيدم الثانوية للبنات بمخيم النصيرات وسط القطاع على معدل 99.3% بترتيب الرابع مكرر على محافظات الوطن بفرع العلوم الإنسانية.

تفوق للجميع
أول من زار منزل نور هو خالتها بعيد إعلان النتيجة فيما لم يكفّ الهاتف الأرضي عن الرنين لتقديم التهنئة والسؤال عن والدها الذي هرع لإحضار الحلوى.

وتقول نور لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “لم أتوقع أن أكون من أوائل الوطن لكن الله أكرمني.. كانت سنة صعبة جداً لكنها مضت بحمد الله، وأصعب شيء كان الدراسة آخر شهرين لأن الضغط كان كبيرًا فيهما”.

وتسند نور تفوقها إلى جهد ناظرة المدرسة ومعلماتها في بيت انشغل فيه الأب والأم بتوفير كل سبل الراحة والهدوء لينتظم جدولها الدراسي الذي كانت تمل منه أحياناً فتشجعها والدتها على الاستمرار فيه.

وتتابع: “شاركت في مسابقة أوائل الطلبة، وتوقعت المعلمات بعدها تفوقي لأكون من أوائل الوطن.. ضغط الدراسة له سلبيات وله إيجابيات، والتوفيق يبقى من الله وحده”.

دراسة مكثفة
تتبادل الأم نظرة سعادة مع ابنتها نور قبل أن تؤكد أن تنظيم الوقت هو من ساعد ابنتها على التميز، وأنها كمعلمة مضطرة للخروج من البيت كل يوم، وكيانها كله مشغول بمستقبل ابنتها الوحيدة، كما تقول.

وكبقية سكان قطاع غزة عانت نور من أزمة الكهرباء التي أظلمت الدنيا من حولها ليلاً وزادت من صعوبة الجو صيفاً، لكن أمها كانت تجتهد مع والدها لتخطي الأزمة بالإمكانات المتوفرة.

وحول جامعة المستقبل؛ تقول نور لمراسلنا: “أنوي دراسة اللغة الإنجليزية، وهو تخصص تطمح له كثير من الطالبات الأوائل لأنها لغة عالمية مهمة نحمل من خلالها قضيتنا الفلسطينية للعالم”.

وتدعو أبو جلالة الطالبات المقبلات على الثانوية العام المقبل أن يثابرن ويبذلن كثيرًا، من الجهد مهديةً نجاحها لأسرتها ومدرستها وفلسطين عامة.