الجمعة 27/سبتمبر/2024

سعير.. شموخ جبل الخليل الثائر

سعير.. شموخ جبل الخليل الثائر

كان لاسمها نصيب في تاريخها منذ قديم الزمان؛ فاسمها ينطق بالغضب، وعنوانها مترسخ في ذاكرة القضية الفلسطينية، فهي بالإضافة لكونها قرية موغلة في القدم، هي ذات موقع متحكم في المسار الجغرافي للكثير من المستوطنات الصهيونية التي تحيط بمدينة الخليل من جهة الشمال والشمال الشرقي.

تقع بلدة سعير إلى الشمال الشرقي من مدينة الخليل وتبعد عن مركزها 8 كم، وتبلغ مساحتها 92422 دونما، فيما يقدر عدد سكانها بـ30 ألف مواطن.

ويحدها من الشمال قضاء بيت لحم ومدينة بيت فجار ومخيم العروب وكوازيبا، ومن الجنوب بلدة بني نعيم، ومن الشرق أراضي البرية الممتدة إلى عين جدي والبحر الميت، ومن الغرب يحدها حلحول وأراضيها، وترتفع عن سطح البحر 870م، وتحيط بها عده جبال عالية منها (رأس طورة) في الشمال الذي يرتفع 1012 م عن سطح البحر، وفي عهد الرومان عرفت البلدة باسم (سيور) بمعنى الصخر الشاهق.

أصبحت البلدة بعد العام 1967م تقع بين عدد من المستوطنات الصهيونية المحيطة في محافظة الخليل، والذي دفع شبابها الثائر إلى تنفيذ عملياتهم على أبواب وأطراف البلدة، حيث تحيط البلدة من الجهة الجنوبية مستوطنة كريات أربع، وهي أكبر مستوطنات الجنوب الفلسطيني، ومن الشمال الشرقي مستوطنة “كدوميم” ومن الجهة الغربية يطوقها الشارع الالتفافي رقم “60” الذي يربط مستوطنات الجنوب بالشمال، والذي قطع أراضي البلدة عن أراضي مدينة الخليل، كما أصبح نقطة مواجهة ساخنة لشباب البلدة الثائرين، وذلك على مدخل البلدة المعروف بمدخل بيت عنون.

بلدة الشهداء

وفي الحقيقة لم تكن بلدة سعير حديثة عهد بالمقاومة؛ بل كانت دوما في مقدمة الثورات والعمل المقاوم، وقد تجددت فيها الهمم خلال انتفاضة القدس حيث ارتقى فيها اثنا عشر شهيدا، ومنها انطلقت عدة عمليات طعن ودهس ضد جنود الاحتلال.

حيث نفذ الشباب محمد فهيم شلالدة وأحمد يونس كوازبة وفادي حسن الفروخ ورائد ساكت جرادات ومهند وعلاء وأحمد كوازبة عمليات دهس وطعن على دوراي “عتصيون” و”بيت عنون” أصيب خلالها عدد من الجنود بين قتيل وجريح.

فيما أطلق مستوطن صهيوني النار على الشاب عزام عزات شلالدة أثناء قطفه الزيتون في منطقة واد سعير وأصابه بجروح خطيرة، ومكث الشلالدة أكثر من أسبوعين في مستشفى الأهلي بالخليل تحت العناية المركزة ليعود الاحتلال إلى المستشفى لاعتقاله في عملية خاصة نفذتها قوات مستعربة، قتل على إثرها ابن عمه عبد الله عزام شلالدة الذي كان برفقته لحظة الاقتحام.

فيما استشهد الفتيان إياد روحي جرادات ومحمود محمد عيسى شلالدة في مواجهات عنيفة اندلعت بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين على مداخل البلدة المختلفة، لترتقي هذه الثلة الصابرة من الشهداء إلى ربهم مسطرين بدمائهم نموذجا من التحدي والبطولة والفداء تحكي تاريخ هذه القرية وصدق أهلها.

زواج بين الأرض والسماء
سجلت البلدة أول زواج غريب في كل معانيه ودلالاته على مر الأزمان والعصور، زواج لم يعرفه البشر في الحياة الدنيا، خطوة صنعتها بلد الشهداء سعير هزت مشاعر القاصي والداني؛ ففي مشهد لم يخطر على بال أحد، وفي حضور آلاف من أهالي محافظة الخليل، وقف عريف المهرجان مترجلا بعد مواراة جثمان الشهيد رائد جرادات الثرى، وبحضور والد الشهيدة دانيا ارشيد وتقدم بطلب يد ابنته الشهيدة “دانيا” للشهيد “رائد” الذي استشهد ثأرًا ودفاعًا عنها في مشهد هزّ وجدان الجميع واختلطت به دموع الحاضرين بالهتاف للشهداء والحرية.

البلدة الأولى في جبل الخليل
احتلت بلدة سعير في انتفاضة القدس المرتبة الأولى على مستوى بلدات محافظة الخليل في عدد الشهداء وتنفيذ العمليات البطولية ضد المحتل ومستوطنيه.

وأكد رئيس بلدية سعير كايد جرادات أن بلدة سعير احتلت في انتفاضة القدس موقعا متميزا في التضحية والعطاء؛ انطلاقا من دورها التاريخي في مواكبة المراحل الكفاحية.

وأضاف جرادات في حديث لمراسلنا أن البلدة لن تتوانى عن تقديم الغالي والنفيس لاستعادة كامل التراب الوطني الفلسطيني، وأنها ستواجه همجية الاحتلال وجبروته الذي يمارس الجريمة المنظمة ضد أبناء شعبنا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

رشقة صاروخية من لبنان تستهدف صفد المحتلة

رشقة صاروخية من لبنان تستهدف صفد المحتلة

الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجهت المقاومة الإسلامية – مساء الجمعة- رشقة صاروخية كبيرة تجاه مدينة صفد المحتلة، ضمن سلسلة عمليات واستهدافات...