الجمعة 28/يونيو/2024

ديما ربايعة.. تفوق يلامس روح أقرانها الشهداء

ديما ربايعة.. تفوق يلامس روح أقرانها الشهداء

بابتسامة ملؤها الثقة والتطلع للمستقبل والرغبة الجامحة في خدمة مجتمعها، استقبلت الطالبة “ديما محمد سعيد ربايعة” خبر حصولها على المركز الأول مكرر في الفرع العلمي على مستوى الوطن بمعدل (99.7%).

وتسارع “ديما”، التي تنحدر من بلدة ميثلون جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، الخطى بلملمة أوراقها لتمضي في تحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة، بعد قرارها دراسة الطب البشري في جامعة النجاح الوطنية.

وبعيون لا يسعها الفرح، بدأ مشوار دخول الطبيبة الثانية لمنزل عائلة المواطن محمد ربايعة، حيث أن اثنتين من بناته الثمانية – (ديما وراما) – قد غدتا مشروعي طبيبتين، ويسترسل السيد “ربايعة” في الثناء على ابنته “ديما”، مشيرا إلى أنها متميزة من صغرها، “عدا عن أن لديها اهتمامات كبيرة بالعمل اللامنهجي والمشاركة في المسابقات المختلفة سيما الرياضية، وتفوقها في مسابقة “ألومبياد” الرياضيات الوطني”.

شهداء التوجيهي

“ديما” لم تجد، وهي تستقبل النتيجة التي اعتبرتها مفاجئة، أفضل من الشهداء لتهديهم تفوقها، وبالأخص شهداء الثانوية العامة الذين ارتقوا خلال انتفاضة القدس، “حيث قضى (16) شهيدا من طلبة التوجيهي هذا العام”، كما لم يفتها الأسرى، والذين أفنوا زهرة أعمارهم في سجون الاحتلال، بحسب حديثها “لمراسلنا”.

وتعزو “ديما” الفضل لأسرتها ومعلماتها في صناعة تفوقها، “حيث لم تضعها الأسرة في أجواء الضغط النفسي المعتادة في التوجيهي، إضافة إلى التشجيع المستمر من معلماتها في المدرسة، اللواتي كن دائما ويؤكدن لها أنها ستكون في أعلى المراتب”.

وتوجه “ديما” نصيحة لطلبة التوجيهي بأن يكونوا هادئين غير منفعلين، كما تدعوهم إلى عدم الإكثار من الدروس الخصوصية إلا بقدر الحاجة، وتوصي المجتمع بألا يخلق حالة ضغط لا داعي تسهم في توتير الطلبة.

دعم الأهل

وتصف لحظات تقديمها للامتحانات “كانت نفسيتي مرتاحة وهادئة الأعصاب، وأثناء الامتحان كنت هادئة جدا ومتوكلة على رب العالمين، والدعم الذي كنت أتلقاه ممن حولي يمنحني طاقة إيجابية”.

ولا تغفل “ديما” الأجواء العامة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، سيما في الشهور الأخيرة وتأثيرها على الحالة النفسية للطالب كجزء من باقي شرائح المجتمع، ولكنها اعتبرت ذلك جزءًا من التحديات التي تدفع باتجاه مزيد من التفوق وزيادة الدافعية للعمل لبناء مستقبل أفضل.

وتحلم “ديما” كما الشابات الفلسطينيات، بأن تبني مستقبلها في وطن لا يشوهه الاحتلال، ولا يحد من تطلعات شبابه تداعياته المقيتة.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات