المتفوقة صفاء .. الاجتهاد يقهر المستحيل

في منزل الطالبة صفاء كامل أبو عيشة، بدير البلح وسط قطاع غزة، يدلل الفرح نفسه، مع أكواب الشراب والحلوى، بعد حصولها على المرتبة التاسعة على الوطن، بمعدل 99.1%.

فرحة استثنائية عاشتها الأسرة هذا العام، وهي التي جربت العامين الماضيين فرحة تفوق شقيقتيْ صفاء بمعدل الامتياز، فالتفوق هذه المرة كان على مستوى الوطن (التاسعة على فلسطين والخامسة على غزة) وبمعدل تجاوز 99% .

اختراق
وتبتسم صفاء وهي تتلقى التهاني بالتفوق الباهر، لافتة إلى أنها انتصرت على نفسها هذه المرة، واخترقت حواجز معدلاتها الأعوام الماضية التي لم تحرز في أي منها نسبة 99.1% وهو ما تفسره بالقول “مع الجد والاجتهاد لا شيء مستحيل”.

وتقول صفاء لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “الحمد لله على هذا الإنجاز، ما حصلته جرى بتوفيق الله، ثم بدعم أهلي ومعلماتي وتشجيع المجتمع من حولي”.

وواظبت صفاء من مطلع العام الدراسي على جدول دراسي واحد قدمت فيه كل صباح دراسة التربية الإسلامية، وعقب العودة من المدرسة دراسة التاريخ والإدارة، وهكذا حسب أهمية المواد.

وتفخر المفتوقة أبو عيشة بأهلها الذين “جسدوا لي عامل تحفيز مهمًّا، وعززوا ثقتي بنفسي وأنني سأحصل على درجات أعلى من بعض أوائل الثانوية المتميزين في السنوات الماضية، وهو أمر ساهم فيه أيضا ناظرة المدرسة والمعلمات”.

تخطي الصعوبات
وبعيداً عن أزمات غزة الكثيرة التي تنغص فيها الكهرباء حياة الطلاب توافقت امتحانات الفصل الأول مع زواج شقيقة صفاء ومرض والدها مع الامتحانات النهائية، ما زاد من صعوبة الأجواء الدراسية من حولها.

وتخاطب صفاء المقبلات على الثانوية العامة: “أقول لكل الطالبات لا دخل لما تحصله الطالبة في كل السنوات السابقة بتجربة التوجيهي؛ فأنا لم أحقق هذه النسبة طوال حياتي، ولا شيء مستحيل مع الاجتهاد” .

وتشير أن الطالب الفلسطيني الذي يعيش همّ القضية وصعوبة الحياة بغزة المحاصرة يحمل رسالة مقاومة تؤكد أن في الشعب كثيرًا من الأذكياء والقدرات التي تحتاج فقط للأجواء المناسبة كي تحقق التميز.

فرحة الإنجاز
ويبدو والد صفاء كامل أبو عيشة أحد معلمي مدارس الأونروا فخوراً بتميز ابنته، وهو يؤكد أن منزله يعيش فرحة خاصة بأسرته وعامة للشعب الفلسطيني المحاصر بغزة كافة.

ويضيف: “لدي 7 أبناء، والحمد لله تفوقت منهما اثنتان سابقا، واليوم أكبر تفوق كان لابنتي صفاء التي تميزت بالجد والمثابرة، وواظبت على الدراسة ساعات طويلة، وكنت ووالدتها حريصيْن على توفير الهدوء والجو الدراسي المناسب لها”.