نتنياهو في أفريقيا .. 3 أهداف تحرك الاختراق الصهيوني

شكلت زيارة رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو، للقارة السمراء بأهدافها الثلاثة: الأمنية، والاقتصادية، والسياسية، محاولة للخروج من سلسلة الأزمات التي يعيشها الكيان حاليا، ابتداءً من انتفاضة القدس غير القابلة للسيطرة الأمنية، مرورًا بالجنود الأسرى لدى المقاومة، وختاما بالأزمة السياسية الداخلية التي يعيشها الكيان.
قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع ما نشره الإعلام العبري حول الجولة الساخنة التي قام بها نتنياهو للعديد من الدول الأفريقية.
التعاون الأمني والاقتصادي.. أولويّة
القناة العبرية الثانية، استعرضت تفاصيل جولة نتنياهو التي شملت العديد من الدول الأفريقية، واستقبل بشكل رسمي في العاصمة الأوغندية كامبالا؛ للاحتفال بمرور 40 عاما على عملية “عنتيبى” التي قتل فيها شقيقه الأكبر، وكان من ضمن الوفد المرافق مسؤولون أمنيون وسياسيون، إضافة إلى حوالى 80 رجل أعمال “إسرائيليًّا” للتوقيع على العديد من الاتفاقيات وزيادة الاستثمارات في هذه الدول الأفريقية، ليكون نصيب كل دولة 50 مليون شيكل (الدولار 3.85 شيكل) من الاستثمارات.
ونقلت القناة الثانية عن نتنياهو قوله إن “زيارته التاريخية للقارة السمراء تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، وفتح أفريقيا على إسرائيل للتأكيد على أهمية أفريقيا بالنسبة لإسرائيل، إذ إن الزيارة تعدّ ذات أهمية من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية، وكل أفريقيا متحمسة لإسرائيل، وكذلك رئيس الحكومة متحمس لأفريقيا”.
العودة إلى أفريقيا
وأضافت القناة أن نتنياهو عازم على العودة إلى القارة الأفريقية التي تضم 54 بلدا، وسيكون لذلك تأثيرات مهمّة للغاية مقابل التحالفات “الإسرائيلية” الدولية وعلاقاتها الدولية المتنوعة الآخذة بالتوسع إلى قوى عظمى في آسيا وأمريكا اللاتينية، وبالطبع إلى القارة الأفريقية.
ووفقا لمكتب رئيس الوزراء؛ فإن الزيارة حملت في طياتها معاني اقتصادية كبيرة للغاية، حيث إنه ومن خلال زيارته كينيا وإثيوبيا عقد ندوات تجارية تجمع رجال الأعمال من الجانبين.
وأكدت القناة أن زيارة نتنياهو التي استمرت أربعة أيام في أربع دول أفريقية، هدفها كما قال نتنياهو: “فتح أفريقيا على إسرائيل”، ووصف جولته “إسرائيل تعود إلى أفريقيا، وأفريقيا تعود إلى إسرائيل”.
وتعد الزيارة الأولى لرئيس وزراء صهيوني إلى أفريقيا منذ 1994.
هدف استراتيجي
وفي أبرز ردود الفعل على زيارة نتنياهو للقارة الأفريقية؛ عدّ عوفر يسرائيلي الباحث في معهد هرتسيليا أن أفريقيا باتت هدفا استراتيجيا للسياسة “الإسرائيلية”، وأن هناك توجها لدى صناع القرار “الإسرائيلي” لتوسيع العلاقات السياسية والأمنية مع مجتمعات جديدة، بجانب الحلفاء التقليديين في شمال أميركا وغرب أوروبا.
وشدد عوفر على أهمية التعاون الأمني والاستخباري بين “الإسرائيليين” والأفارقة، إلى جانب توقيع العقود التجارية الخاصة بصفقات الأسلحة والعقود الاستثمارية.
الغطاء الأمني
أما الدبلوماسي السابق بوعاز بيسموت فقد كتب بصحيفة “إسرائيل اليوم”، أن الزيارة تأتي على خلفية وصول العلاقات “الإسرائيلية” الأفريقية لمرحلة من الازدهار غير المسبوق، عادًّا الزيارة تكتسب أهميتها كون القارة الأفريقية تضم 54 دولة، كل واحدة منها تملك صوتا في الأمم المتحدة وتضم اقتصادات ناشئة.
ورأى أن العلاقات مع أفريقيا ستمثل دعما مهمًّا لـ”إسرائيل” في المؤسسات الدولية، و”تمنحها غطاء أمنيا استراتيجيا في ظل ما يحيط بها من دول معادية، إلى جانب تقوية الأواصر الاقتصادية مع القارة”.
أطماع استراتيجية
محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” أجمل الأهداف الحقيقية لزيارة نتنياهو للقارة الأفريقية كالتالي:
الهدف الأبرز هو التعاون الأمني والعسكري بين تلك الدول و”إسرائيل”؛ إذ إن جنوب أفريقيا تعدّ مسرحا للعمليات العسكرية الصهيونية في الخارج، وهي من القارات التي تحتضن وتروّج المعدات العسكرية الصهيونية، ومسرح واسع لاستخبارات الكيان الصهيوني.
وأشار إلى ما كشفته مؤخرًا مصادر أفريقية في دولة أرتيريا لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الكيان أنجز بناء أكبر مرصد له في حوض البحر الأحمر، في منطقة استراتيجية تُطل على منطقة باب المندب، لمراقبة السفن الداخلة والخارجة.
وأضاف المحلل أن نتنياهو يسعى من الناحية السياسية لإيجاد حليف إفريقي يخدم المصالح الصهيونية ويوقف الإدانات المستمرة لممارسات الكيان بحق الشعب الفلسطيني وأرضه، كما يسعى الكيان من خلال هذه الزيارة إلى كسر الحواجز للوصول إلى مقعد في الاتحاد الإفريقي للترويج لممارساته، والدفاع عن تصرفاته بحق الشعب الفلسطيني على اعتبار أنه دولة مسالمة تسعى لتحقيق التنمية والأمن لنفسها ولغيرها من الدول.
وختم المحلل قوله؛ إن الهدف الاقتصادي وراء الزيارة تمثل بزيادة الاستثمارات الإسرائيلية في الدول الأفريقية، حيث تعدّ تلك الدول غنية جدًّا بالثروات الطبيعية وخاصة اليورانيوم والموارد المائية، وهذه المصادر محط أنظار الكيان للسيطرة عليها أو الاستفادة منها، والتي تعدّ من الأهداف الخفية للزيارة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ألبانيزي: تجويع الفلسطينيين عار على الضمير العالمي
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي مواصلة الاحتلال...

معظمهم أطفال.. 57 شهيداً ضحايا الجوع في غزة منذ بدء الإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد المكتب الإعلام الحكومي في غزة، بارتفاع عدد الوفيات في القطاع بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيداً، مرجحا ارتفاع عدد...

غانتس يؤكد أطماع إسرائيل بمناطق الدروز في سوريا
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، أطماع سلطات الاحتلال بالمناطق التي يسكنها الدروز في...

أوروبيون لأجل القدس توثق 30 إصابة و55 حالة اعتقال في القدس خلال إبريل
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام وثقت مؤسسة “أوربيون لأجل القدس” ارتكاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي 756 انتهاكا خلال شهر أبريل/ نيسان...

حماس تطالب المؤسسات القانونية الدولية بضمان حماية الصحفيين الفلسطينيين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس المؤسسات الحقوقية والقانونية في العالم بتحمّل مسؤولياتها واستعادة دورها الحقيقي، وعدم الرضوخ لضغوط...

السجن 53 عاماً لأميركي طعن طفلاً فلسطينياً حتى الموت في جريمة كراهية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قضت محكمة أمريكية بسجن جوزيف تشوبا لمدة 53 عاماً، لإدانته بقتل الطفل الفلسطيني الأميركي وديع الفيومي (6 سنوات)،...

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...