الأحد 06/أكتوبر/2024

في نابلس.. فرحة العيد تطوف على أرواح الأموات

في نابلس.. فرحة العيد تطوف على أرواح الأموات

ما بين الفرحة بقدوم العيد، واستذكار من رحلوا، يحيي أهالي مدينة نابلس بعضا من العادات والتقاليد التي لا يزالون يتشبثون بها وإن كان بعضها يعدّ من العادات المنهي عنها في مثل هذه المناسبات السعيدة.

فزيارة القبور، ووضع أغصان النخيل، وفتح بيوت العزاء للموتى الذين لم يمض على وفاتهم الكثير، تمثل عادات وتقاليد يحاول أهالي مدنة نابلس أن يجعلوا من فرحة العيد ترفرف على “أرواح الموتى”، وفقا لما يعتقدونه. 

فمع ساعات اليوم الأول من العيد، تتحول المقابر بنابلس وقت الضحى إلى مزار لآلاف المواطنين الذين يقصدونها كواحدة من المحطات الرئيسة التي لا ينبغي تجاوزها في العيد، حيث يحرص الكثيرون على زيارة المقابر فور انتهاء صلاة العيد، أو خلال ساعات النهار.

وفي مقابر نابلس، يجتمع الأقارب، لاسيما الأشقاء أو أبناء العم، في صباح العيد، ويتحلّقون حول قبر الأب أو الجد أو من سواهما، ويقرؤون بالعادة سورة الفاتحة وسورة (يس) بصوت جهوري وبشكل جماعي.

ويؤكد المواطن سمير طاهر لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنه يحرص في كل عيد على اصطحاب جميع عائلته، بمن فيهم النساء، لزيارة قبور أقاربه.

ويقول: “زيارة القبور في العيد تعبير عن وفائنا لآبائنا وأجدادنا، وهي مناسبة لقراءة ما تيسر من القرآن الكريم على أرواحهم، بعد انشغالنا عنهم بمشاغل الدنيا خلال العام”.

ويضيف أن اصطحاب أفراد العائلة، لاسيما الأطفال منهم، تهدف لتعويدهم ليحذوا حذو آبائهم بعد أن يتوفاهم الله.
 
رداء أخضر
وتتوشح المقابر في نابلس في كل عيد برداء أخضر تكتسيه بفعل الآلاف من أعواد النخيل، حيث يبدأ الكثير من المواطنين في الأيام الأخيرة التي تسبق العيد بوضع النخيل على قبور أقربائهم.

ويستند مؤيدو وضع النخيل على القبور إلى ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- بوضع أعواد النخيل على قبرين لتخفيف عذاب صاحبيهما، في الوقت الذي يجهد فيه خطباء المساجد بالنهي عن تلك العادة، مؤكدين أنها ليست من السنّة النبوية.

ورغم وجود مؤيدين كثر لهذه العادة، إلا أن هناك انتقادات ومطالبات بالتوقف عنها، نظرا لكون مصدر هذا النخيل هو مستوطنات الاحتلال، وصعوبة التخلص من أعواد النخيل بعد جفافها، فضلا عن العبء المادي الذي تضيفه لأعباء العيد الأخرى.
 
عزاء أول عيد
وتتميز مدينة نابلس بعادة قديمة تتمثل بإعادة فتح بيوت العزاء لمن توفاهم الله خلال الشهور التي سبقت العيد، وذلك في أول أيام العيد.

لكن جهودا حثيثة بذلها تجمع دواوين العائلات النابلسية بالتعاون مع خطباء المساجد، أفلحت في تراجع هذه العادة بشكل كبير، لما تشكله من عبء كبير.

ويقول منسق تجمع الدواوين عماد كمال لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن هذه العادة تضع على الأهالي أعباء كبيرة، ومنها أعباء مادية، فضلا عن أنها تجدد الأحزان بدل الفرح في العيد.

ويضيف أن هذه العادة تبدد أوقات الناس بالتنقل بين بيوت العزاء، بدل استغلال يوم العيد بصلة الأرحام.

ويختم بالقول: فرحة العيد ساعات وتنقضي، لكن الفرحة الدائمة لا يحظى بها إلا من نجح بإدخال السعادة إلى نفوس من حرموا منها، وهذا أولى من زيارة القبور أو الحزن على الموتى، بل السعي في إدخال الفرحة والسرورة على الأرحام والأقارب.

وتعدّ مدينة نابلس من أكثر المدن الفلسطينية تمسكا ببعض العادات والتقاليد المتوارثة، رغم أن بعضا يستهجنه البعض خاصة ما يتعلق بزيارة القبور في العيد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات