المعمول.. أيقونة العيد في فلسطين تزين الموائد

لا يكاد يخلو بيت في فلسطين من كعك المعمول في أيام الأعياد، فهو ملك الحلويات التي تزين موائد الأعياد ولا تمر فرحة العيد بدونه.
 
وقد برعت نساء فلسطين في صنع المعمول فهو من الحلويات المشهورة والتي يتم عمله بيتيا، فيما تتخصص بعض الجمعيات النسوية في عمله حتى بات سمة مميزة لكل أسرة وبيت، كما لا تخلو المحلات التجارية التموينية منه خلال الأعياد فيما يتم إنتاجه حسب الطلب في الأيام الأخرى من السنة. 
 
قليل التكلفة
وتجتهد النساء الفلسطينيات في صنع المعمول بأقل التكاليف تماشيا مع أعباء الحياة اليومية، فهي تلجأ لصنعه في البيت كجزء لا يتجزأ من احتفالية استقبال العيد، حيث إن الرائحة التي تنبعث منه داخل البيوت تهيئ النفوس لاستقبال فرحة العيد، وتضيف على الأجواء جمالية الاحتفال بقدوم الضيف المنتظر.
 
وتعمد النساء إلى شراء مكونات المعمول من محلات العطارين والمحلات التموينية، حيث تجري الأمهات عملية حسابية دقيقة للمقارنة بين شرائه مصنوعا (جاهزا) من المحلات أو عمله داخل المنزل، وتكون التكاليف أقل بكثير تماشيا مع ميزانية الأسرة المتواضعة، وتحرص الأمهات على إحضار (عونة) حيث تطلب المساعدة في صنع المعمول من الأقرباء والجيران للمساعدة في إعداده.
 
أنواع المعمول
والمعمول في فلسطين نوعان، معمول بالعجوة (التمر)، ومعمول بالجوز أو الفستق، ويباع الأول بسعر أقل من المعمول المحشو بالجوز لارتفاع سعر التكلفة.
. 
ويصنع المعمول على مراحل، وتستطيع الأمهات التمييز بين حبات المعمول من حيث الجودة والإتقان. 

ويصنف المعمول حسب درجة إتقانه وكيفية إعداده، وأهم ما يميزه مذاق (الحشوة) سواء كانت من العجوة أو الجوز. 

وتستخدم عدة مكونات من المواد الأساسية يضاف إليها الزيوت والبهارات والتي ينبغي أن تستخدم بحسب المقادير المطلوبة.
 
مكونات الحشوة
يتكون المعمول من مادتين أساسيتين هما (السميد) و(الحشوة) حيث يتم إعداد كلٍ على حدة. 

ويتم تحضير الحشوة من الجوز أو الفستق أو العجوة كل على حدة، حيث يتم هرس الجوز أو الفستق المحمص في وعاء حيث يكون القوام متوسطا بين النعومة والخشونة، ويضاف إلى الحشوة بهار خاص للعجوة وآخر خاص بالجوز أو الفستق، ويضاف أيضا كمية من السكر لحشوة الجوز فقط بحسب الطلب. 
 
وتحضر عجينة المعمول على مراحل حيث (يُبس) السميد، ويفضل أن يكون ناعما لأنه يساعد على تشكيل العجينة بالقوام المناسب لحبة المعمول.
 
تستخدم الأمهات الأواني الكبيرة لوضع السميد؛ حيث يحتاج إلى بهار خاص يختلف عن البهار المستخدم للحشوة، ويستخدم أيضا السمنة ذات الجودة العالية، وأقراص الزبدة، والحليب، والسكر، والمحلب، وماء الزهر، وخميرة إما عادية أو خميرة (باكنج بودر). 

طريقة التحضير
توضع كمية السميد داخل وعاء، يضاف إليه السمنة والزبدة والسكر والمحلب والحليب والبهار، تخلط المكونات مع بعضها البعض، وتدعك بالسمنة حتى يصبح القوام متناسقا بدون بثور أو مواد صلبة، ثم يترك الخليط لعدة ساعات حتى تتغلغل الزيوت في السميد. 

ويستخدم لكل ثلاثة كيلو سميد كيلو سمنة فيما يتم تقدير كمية السكر بشكل دقيق حسب الرغبة. 

بعد مرور الوقت المطلوب، يتم إعداد العجينة بشكلها وقوامها النهائي، حيث يضاف كمية من الماء الدافئ إلى العجينة بالتقسيط وتخلط حتى يصبح قوامها متوسطا بين الصلابة والرخاوة حتى تستقر في القوالب أثناء التحضير. 

إعداد الحبة
يتم تقسيم العجينة والعجوة كل على حدة، والحجم يكون بحسب الطلب أو حسب حجم القوالب المتوفرة. 

تشكل قطعة العجينة بشكل دائرة ثم تؤخذ كمية صغيرة من العجوة داخل العجينة، وتغطى تماما بالعجينة ومن ثم توضع بالقالب، وتصف داخل الصواني لتصبح جاهزة للخبز في الفرن. 

وتؤخذ أيضا كمية بقدر ملعقة صغيرة من حشوة الجوز أو الفستق وتوضع أيضا في قطعة مستديرة من العجينة، وتغطى تماما وتوضع في القالب لتأخذ شكلها النهائي. وتوضع أيضا في صواني مستقلة عن قوالب العجوة.
 
تحمى الأفران بدرجة حرارة متوسطة ثم توضع الصواني في الطبقة العليا من الفرن وتنقل بعد مضي الوقت المناسب الذي يتراوح بين (10-12) دقيقة وينقل للتحمير في الطبقة السفلى لمدة لا تزيد عن خمس دقائق، ويرش بالسكر الناعم بعد أن يبرد، ثم يقدم.