هل تحيي تركيا رحلات التضامن..؟!

توقفت رحلات حركات التضامن العربية والدولية مع سكان قطاع غزة المحاصر عن الوصول إلى غزة بعد ٣/٧/٢٠١٣ بسبب موقف السلطات المصرية الحاكمة وإغلاق معبر رفح.
كانت حركات التضامن الأوروبية والإفريقية والآسيوية تمثل شريان الحياة بشكل أو بآخر لغزة. كانت تحمل مساعدات إنسانية، وإغاثية، ويصاحبها نشاط عام في الفنادق، والمطاعم، وصناعة التراث الفلسطيني. باختصار كانت حركات التضامن الزائرة لغزة تمثل متنفسا ما للسكان، وبعض مرضى القطاع تلقوا علاجا ممتازا من فرق الأطباء المصاحبة لفرق التضامن، وبعض الطلاب تلقوا منحا دراسية في بلدان مختلفة.
كانت الجالية الفلسطينية والعربية والإسلامية واليسارية في أوروبا وغيرها نشطة في تسيير هذه الرحلات والإعداد لها، وتوفير المال اللازم لها، وكانت مصر متعاونة بشكل أو بآخر مع هذا النشاط إلى أن توقف تماما في التاريخ المذكور آنفا.
الأحد ٣/٧/٢٠١٦ وصلت مجددا أول سفينة تركية تحمل اسم (ليدي ليلى) إلى ميناء أسدود الإسرائيلي لتفتيش الحمولة أمنيا ثم نقلها من خلال الشاحنات إلى غزة. ما تحمله السفينة بحسب المعلومات المنشورة هو: مواد غذائية، وملابس، وألعاب أطفال، وغيرها. كان وصول السفينة هو بموجب الاتفاق الجديد، وهذا يعني أن سفنا أخرى محملة بالمساعدات يمكن أن تصل إذا ما أوجدت الجاليات المتضامنة مع غزة أنشطة حقيقية في تركيا، وفي خارج تركيا.
وهنا يبرز السؤال الاجتماعي في هذا المجال والقائل: هل يمكن لتركيا أن تمثل قناة حيوية لأنشطة رحلات التضامن والمساعدات التي يمكن أن تأتي من دول أوربا وغيرها؟! الجمعيات الاجتماعية في غزة تأمل هذا، وتطالب به، ولكن الإجابة الشافية موجودة في تركيا، أو قل في الأيام القادمة.
نعم ثمة من ينتقد الاتفاق التركي الأخير مع “إسرائيل” من الوجهة السياسية، لأنه لم يرفع الحصار عن غزة، وهؤلاء المنتقدون يرفعون سقف مطلبهم بعيدا عن القراءات السياسية التي تعمل في ضوء الممكن. دولة العدو لن ترفع الحصار بجهود تركية بحتة، لأن جزءا رئيساً من الحصار هو عربي وسلطوي أيضا، لذا حين ندرك السقف الممكن نجد الناس ترحب بوصول السفينة ليدي ليلى التركية، وتطالب تركيا بأن تكون بداية شريان حياة لحركات التضامن، وقناة سهلة لتمرير المساعدات الدولية والعربية لسكان غزة.
هل يمكن أن تحمل السفن التركية في قادم الأيام هذا الأمل؟! وهل يمكن أن تحمل مساعدات للمتضررين من الحرب فيما يتعلق بمسألة إعادة بناء بيوتهم المهدمة، وإعادة الأمل للأسر المتضررة، والتغلب على العراقيل التي تضعها دولة العدو أمام إعادة الإعمار؟!
هل يمكن لتركيا أن تكون بعد الاتفاق لسان وصوت هؤلاء المتضررين، وأن تبحث عن آليات إنقاذ جديدة لهم؟! في السياسة عادة خيال وأمل، ونحن نأمل أن تستطيع تركيا فعل شيء ما في هذه المجالات.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يرتكب 4 مجازر دامية في غزة استهدفت مدرستين وسوقًا شعبيًا ومطعمًا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر دموية خلال 24 ساعة آخرها قصف مطعم مكتظ، وقبلها...

القسام يوقع قوة صهيونية من 10 جنود بين قتيل وجريح في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري، لحركة حماس، تنفيذ كمين لقوة صهيونية راجلة من 10 جنود وإيقاعها بين قتيل وجريح في...

38 شهيدًا و145 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، وصول 38 شهيدا، منهم 4 شهداء انتشال، و145 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال 24 ساعة...

مخطط إسرائيلي لإقامة أحياء استيطانية في قلقيلية وبيت لحم
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عن مخطط تعمل عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل بناء مجموعة من الأحياء...

تقرير إسرائيلي: 3 آلاف قنبلة لم تنفجر في غزة إعادة تدويرها يثير المخاوف
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد تقرير إسرائيلي بأن نحو 3 آلاف من القنابل التي أسقطها جيش الاحتلال على قطاع غزة خلال حرب الإبادة المتواصلة، لم...

استشهاد المعتقل إسماعيل الأسطل في سجون الاحتلال
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر حقوقية استشهاد المواطن محمد إسماعيل الأسطل نتيجة التعذيب الوحشي في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت مصادر...

محمد طوباسي .. مدني فلسطيني اغتاله الاحتلال لأنه رفض التخابر معه
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن وثق شهادات مقلقة تفيد بقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي شابًّا مدنيًّا في قطاع...