الأربعاء 07/مايو/2025

هل تحيي تركيا رحلات التضامن..؟!

أ.د. يوسف رزقة

توقفت رحلات حركات التضامن العربية والدولية مع سكان قطاع غزة المحاصر عن الوصول إلى غزة بعد ٣/٧/٢٠١٣ بسبب موقف السلطات المصرية الحاكمة وإغلاق معبر رفح.

كانت حركات التضامن الأوروبية والإفريقية والآسيوية تمثل شريان الحياة بشكل أو بآخر لغزة. كانت تحمل مساعدات إنسانية، وإغاثية، ويصاحبها نشاط عام في الفنادق، والمطاعم، وصناعة التراث الفلسطيني. باختصار كانت حركات التضامن الزائرة لغزة تمثل متنفسا ما للسكان، وبعض مرضى القطاع تلقوا علاجا ممتازا من فرق الأطباء المصاحبة لفرق التضامن، وبعض الطلاب تلقوا منحا دراسية في بلدان مختلفة.

كانت الجالية الفلسطينية والعربية والإسلامية واليسارية في أوروبا وغيرها نشطة في تسيير هذه الرحلات والإعداد لها، وتوفير المال اللازم لها، وكانت مصر متعاونة بشكل أو بآخر مع هذا النشاط إلى أن توقف تماما في التاريخ المذكور آنفا.

الأحد ٣/٧/٢٠١٦ وصلت مجددا أول سفينة تركية تحمل اسم (ليدي ليلى) إلى ميناء أسدود الإسرائيلي لتفتيش الحمولة أمنيا ثم نقلها من خلال الشاحنات إلى غزة. ما تحمله السفينة بحسب المعلومات المنشورة هو: مواد غذائية، وملابس، وألعاب أطفال، وغيرها. كان وصول السفينة هو بموجب الاتفاق الجديد، وهذا يعني أن سفنا أخرى محملة بالمساعدات يمكن أن تصل إذا ما أوجدت الجاليات المتضامنة مع غزة أنشطة حقيقية في تركيا، وفي خارج تركيا.

وهنا يبرز السؤال الاجتماعي في هذا المجال والقائل: هل يمكن لتركيا أن تمثل قناة حيوية لأنشطة رحلات التضامن والمساعدات التي يمكن أن تأتي من دول أوربا وغيرها؟! الجمعيات الاجتماعية في غزة تأمل هذا، وتطالب به، ولكن الإجابة الشافية موجودة في تركيا، أو قل في الأيام القادمة.

نعم ثمة من ينتقد الاتفاق التركي الأخير مع “إسرائيل” من الوجهة السياسية، لأنه لم يرفع الحصار عن غزة، وهؤلاء المنتقدون يرفعون سقف مطلبهم بعيدا عن القراءات السياسية التي تعمل في ضوء الممكن. دولة العدو لن ترفع الحصار بجهود تركية بحتة، لأن جزءا رئيساً من الحصار هو عربي وسلطوي أيضا، لذا حين ندرك السقف الممكن نجد الناس ترحب بوصول السفينة ليدي ليلى التركية، وتطالب تركيا بأن تكون بداية شريان حياة لحركات التضامن، وقناة سهلة لتمرير المساعدات الدولية والعربية لسكان غزة.

هل يمكن أن تحمل السفن التركية في قادم الأيام هذا الأمل؟! وهل يمكن أن تحمل مساعدات للمتضررين من الحرب فيما يتعلق بمسألة إعادة بناء بيوتهم المهدمة، وإعادة الأمل للأسر المتضررة، والتغلب على العراقيل التي تضعها دولة العدو أمام إعادة الإعمار؟!

هل يمكن لتركيا أن تكون بعد الاتفاق لسان وصوت هؤلاء المتضررين، وأن تبحث عن آليات إنقاذ جديدة لهم؟! في السياسة عادة خيال وأمل، ونحن نأمل أن تستطيع تركيا فعل شيء ما في هذه المجالات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات