عيد الضفة

عيد الفطر السعيد في الضفة الغربية؛ ينغصه الاحتلال كل عام؛ ويحوله إلى عيد منقوص الفرحة والبهجة؛ ويسلب الفلسطينيين ويستكثر عليهم؛ أن يفرحوا كبقية الشعوب والدول في أعيادهم ومناسباتهم السعيدة؛ وبرغم ذلك ينتزع مواطنو الضفة من حلق الاحتلال؛ فرحة وإن بدت منقوصة؛ إلى أن تحين الفرحة الكبرى بكنسه والخلاص منه.
الموت البطيء، والآثار السلبية المميتة للجدار والاستيطان، وحملات الاعتقال المتواصلة؛ مع مرور الوقت؛ تقتل الضفة أكثر فأكثر؛ ولا تكاد ترى الفرحة أو البسمة على وجوه مواطني الضفة؛ إلا تصنعا من أجل فرحة الأطفال الصغار والذين لا يدعهم الاحتلال أن يفرحوا كبقية أطفال العالم.
كيف يفرح من هو واقع تحت احتلال ظالم متغطرس؛ وكيف تفرح الضفة ولها قرابة 7000 أسير من بينهم 70 أسيرة وقرابة 400 طفل أسير، يتفنن السجان عقابهم وزيادة معاناتهم على مدار الساعة.
في الضفة؛ تفتقد الفرحة التي تحل محلها أحزان متعددة لأحوال متراجعة ومتردية، حيث يتجرع أكثر من مليونين ونصف فلسطيني؛ مرارة الوقوف عل الحواجز، التي تذل الإنسان وتجبر الفلسطيني على التعري بحجة التفتيش.
7000 أسير فلسطيني تأكل القضبان الحديدية من أجسادهم ولحومهم، لأجل حرية الوطن المسلوبة حريته على يد شذاذ الأفاق؛ من محتل جبان لا يعرف؛ غير لغة القتل والسيطرة والهيمنة وطرد وتهجير الإنسان الفلسطيني.
في الضفة جدار يلتهم أخصب أراضيها ويقطعها؛ ويحولها إلى معازل وكانتونات يتحكم بفتحها وإغلاقها جندي صهيوني أتى من دول شتى؛ وزعم زورا وبهتانا أن هذه الأرض له منذ آلاف السنين تحت منطق القوة الغاشمة.
ليس الجدار وحده يدمر ويخرب حياة ونمو الضفة، فمئات الحواجز تذل وتقهر الفلسطينيين قاتلة بذلك فرحة العيد؛ ومضيفة مزيدا من الحقد والكره وانتظار ساعة رحيل الاحتلال بكل شوق.
لا يكاد يخلو يوم من ممارسات الاحتلال التوسعية؛ وقتل وجرح وحرق حقول الفلسطينيين، ومنظر المستوطنات على تلال الضفة؛ يضيف غصة في القلب لما وصل إليه حالنا من هوان على قطاع الطرق والعصابات من الاحتلال.
ما أكثر العبر وما أقل المعتبر؛ ففي الوقت التي تتحد فيه دول أوروبا في “الاتحاد الأوروبي” باستثناء بريطانيا المتكبرة؛ لتزيد بذلك قوتها وكحالة متقدمة ومتطورة، نرى أنفسنا نسير نحو تجزئة غير مقبولة وغير معقولة؛ وكأن عقولنا؛ في حالة سبات وحالة تعطيل؛ لا نعرف إلى أي مدى سوف تطول وتستنزف طاقات الشعب الفلسطيني، وتمنع عنه فرحة العيد؛ وحتى أية فرحة أخرى.
لسان حال أهل الضفة؛ يدعون الله أن لا تطول هذه الفترة، وأن يتحقق جمع الشمل الفلسطيني بعد العيد؛ لعلها تعوض شيئا من فرحة العيد المفقودة، ويتحول عيدنا القادم من عيد حزين إلى عيد سعيد.
قضت نواميس الكون والقوانين الإلهية؛ أن الظلم لا يدوم؛ سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول والحضارات، فالكون وجد على أساس ميزان دقيق في كل شيء وخاصة في تحقيق العدالة؛ والتي تتحقق ولو بعد حين؛ ولن يطول وقت عودة الفرحة الكاملة بعيد الفطر السعيد، ويكون سعيدا بحق؛ عند رؤية المستوطنين واليهود يخرجون من فلسطين المحتلة، ويعود كل واحد منهم إلى بلده وموطنه الأصلي الذي جاء منه”، ويرونه بعيدا ونراه قريبا”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...