الخميس 08/مايو/2025

الخبز المجفف.. نابلسية الأسرى في رمضان والعيد

الخبز المجفف.. نابلسية الأسرى في رمضان والعيد

صور عديدة عنوانها قهر السجان الصهيوني، يمزجها الأسرى في حياتهم داخل سجون الاحتلال بعرق الصبر والصمود، وانتزاع لحظات فرح؛ يواجهون بها محاولات المحتل فصلَهم عن الخارج وقتل الروح النضالية فيهم، ليفرضوا معادلة أخرى عنوانها قهر الزنزانة وحديدها بإرادتهم القوية.

ومن صور التحدي التي أبدع بها الأسرى صناعة الحلويات في شهر رمضان والأعياد والمناسبات المختلفة، خاصة الكنافة النابلسية؛ محاولين التخفيف من بُعد الأهل والأحبة عنهم، ليغيظوا بذلك السجان، وينتزعوا الفرحة، ويرسموا البسمات بين جدران تلك الزنازين المعتمة.

رسم البسمة
وكل من جرب الأسر كان قد مر بلحظات توزيع الكنافة النابلسية حيث البسمة والبهجة تعلو وجوه الأسرى، وتدخل نوعًا من الفرحة ولو كانت منقوصة؛ وهو ما يخفف عنهم ضغط وبعد الفراق عن الأهل والأحبة؛ خاصة خلال شهر رمضان الكريم الذي يعدّ عنوانًا لتجمع الأهل والأقارب.

ويلجأ أكثر الأسرى في سجون الاحتلال لمحاكاة الخارج خلال شهر رمضان من صلاة التروايح وقراءة القرآن، وصناعة الحلويات كما يقول الأسير المحرر معتز بيشاوي من نابلس، والذي أتقن صناعة الكنافة النابلسية داخل سجن مجدو لمدة ثلاث سنوات فترة حكمه.

ويقول بيشاوي، والذكريات الجميلة ترسم الابتسامة على محياه لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”: “فقدان الحلويات ونقصها وعدم سماح السجان بدخولها للسجن؛ جعلنا في أوائل شهر رمضان نبتكر صناعة الكنافة النابلسية برغم شح الإمكانيات والمحتويات؛ وذلك بهدف لتعويض فقدان الحلويات”.

محاكاة للكنافة الحقيقية
 وتأتي الحلويات التي يصنعها الأسرى محاكاة للكنافة النابلسية الحقيقية خارج السجون، بهدف التخفيف من الواقع الأليم الذي يعيشونه.

ويتابع الأسير بيشاوي حديثه: “محاكاة صناعة وعمل الكنافة النابلسية في سجن مجدو وبقية السجون هو بهدف إدخال نوع من البهجة على نفوس الأسرى والتخفيف من ثقل السجن على نفوسهم، وتعويض جزء من غياب الأهل والأحبة على مائدة الإفطار”.

ولا تسمح إدارة السجون بدخول الحلويات إلا في مناسبات خاصة مثل العيدين، وأحيانا تمنع ذلك، كما يؤكد نادي الأسير، والذي أضاف بأنه لم تسمح إدارة السجون بدخول الحلويات خلال شهر رمضان الحالي، والممنوعات كثيرة جدًّا بحق الأسرى في سجون الاحتلال؛ بحجج ومزاعم هدفها التضييق على الحركة الأسيرة.

النابلسية .. خبز مجفّف
بدوره، يقول الأسير المحرر بهجت ناصر من مخيم قلنديا قرب رام الله بأنه قضى أربع سنوات في سجن النقب جنوب فلسطين المحتلة، وكانت الكنافة النابلسية هي النوع المفضل من الحلويات في تقديمها للأسرى.

وعن طريقة صناعة الكنافة النابلسية برغم عدم توفر المواد التي تستخدم في تصنيعها؛ يوضح المحرر خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنه يتم صناعة الكنافة النابلسية من مواد أولية وبسيطة، ولكن ليس بمواصفات وجودة الكنافة النابلسية الأصلية في الخارج؛ ولكن تبقى متعتها للأسير أكبر بكثير من الخارج بسبب فقدان  البدائل الأخرى من الحلويات.

وتابع: “لا بد لها من المواد الأساسية لصناعة الكنافة؛ وخاصة الطحين والجبن كمادة أساسية في التكوين؛ ولعدم توفرها؛ يقوم عمال المطبخ من الأسرى بتجفيف لبّ الخبز الأبيض الذي يحتوي على حليب في مكوناته، ويجمعونه في صحون كبيرة ومن ثم يضعونها تحت الشمس لتجف وتنشف، ثم يرشون فوقها الجبنة الصفراء وأحيانا اللبن في ظل عدم وجود الجبنه الصفراء”.

وأضاف: “ومن ثم يضعونها في سدر كبير ويحمونها على الفرن في مطبخ السجن، وبعد جاهزيتها يرشّونها بالقَطر، ويضعونها في صحون صغيرة ويتم توزيعها على الأسرى؛ وهو ما يتكرر في مختلف السجون خاصة خلال موائد الإفطار وفي أوقات معينة أخرى مثل مناسبة انطلاقات الفصائل”.

وعن الحلويات الأخرى، أضاف: “هناك محاولات أقل نجاحا في صناعة أنواع أخرى مثل: ”فطائر الجبن” و”فطائر القشطة”، و”خدود الست”، و”شفايف الست”، و”آراتيس بالحليب”، و”البُرمة”، و”سُرّة بنت الملك”، و”بين ناريين”، و”أصابع زينب”، و”العوامة”، و”كراكيش”، و”الزلابية”، و”الهريسة”، و”قزحة”، و”القطايف”، وغيرها”.

وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين؛ فإن الحياة خارج السجون والمعتقلات تختلف عما بداخلها، خاصة في شهر رمضان،  فمائدة إفطار الصائم في السجن لا تتكون من أصناف عديدة كما هي خارج السجن؛ فداخل السجن والأسر لا يوجد من الحلويات إلا ما يصنعه الأسرى بجهودهم وابتكاراتهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...