جنين.. ارتفاع الأسعار والفلتان يسرقان بهجة العيد

بخجل وعين مكسورة انسلّ المواطن الأربعيني من محل لملابس الأطفال في مدينة جنين بعد رحلة مفاوضات شاقة مع صاحب المحل لم يتمكن خلالها من تخفيض سعر البنطال ليلائم ما في جيبه من نقود.

طفل في عمر الخامسة مع والده في محل ملابس للأطفال، الوالد يطلب من مالك المحل أن يريه أرخص ما في المحل كي يواري بها فرحة الصغير، يجيب صاحب المحل “أرخص ما في المحل بـ45″، الوالد يتنهد وينظر في عين ابن الخامسة ويعيد السؤال على صاحب المحل “ما في أرخص من هيك؟” يهز صاحب المحل رأسه بالنفي، “بابا رح نشوف اشي أحلى في محل تاني”.

وما جرى مع هذا المواطن هو حال كثيرين اكتفوا بمشهد التجول في الأسواق دون عناء الشراء، فأقل طقم جيد لطفل سنتين بـ150 شيقلا، ولبنت حوالي الخامسة بـ200 شيقل، الأمر الذي يعد فوق القدرة الشرائية لأغلب المواطنين.

مدير الغرفة التجارية في جنين محمد كميل أعرب هو الآخر عن ضجره بالارتفاع الكبير للأسعار، وناشد التجار ألا يكسروا فرحة الأطفال الصغار في الأعياد، وألا يكون الربح فقط هو همهم خلال موسم العيد، مخاطبا التجار “تجارنا الأعزاء، رفقا بالصغار في عيدهم، لا تكسروا الفرحة في وجوهٍ أوصى الله ورسوله بها”.

أحداث كسرت فرحة العيد
ولم يكن ارتفاع الأسعار المشهد الوحيد الذي عكر أجواء العيد في هذه المدينة الملأى دائما بالحكايات، حيث يشير التاجر محمد أبو طالب “كان السوق مزدحما والبيع على أوجه ليتحطم السوق فجأة فور انتشار خبر الشجار في بلدة يعبد ومقتل ثلاثة مواطنين، فلم يعد أحد في السوق”.

وأضاف في حديث لمراسلنا: “لقد أثرت حادثة يعبد كثيرا على الأسواق في وقفة العيد، وما تلاها من شجارات فاقمت الأجواء المرتبكة أيضا حيث كسرت فرحة العيد لدى الناس، ولقد لمسنا فرقا واضحا في المبيعات بعد ذلك”.

ويشير حسن خلف -بغصّة شديدة- إلى أنه كان يخطط للتوجه للأردن مع عائلته للاستجمام في ثاني أيام العيد، ولكن بعد المشاكل الأخيرة قرر أن يسافر قبل العيد بيوم ليقضي العيد كاملا في الخارج لكي لا يفكر بما حدث في الأيام الأخيرة من سيناريوهات وأحداث صادمة.

وأضاف: “ما يجري لم يبقِ للعيد من معنى؛ الناس تعبت نفسيا مما يجري، ولا يوجد شخص ليس له علاقة، فحتى لو كان الشجار بين عائلة “س وص”، فإن كل من يعيش في المنطقة يتأذى ويصاب بضغط شديد”.