الثلاثاء 06/مايو/2025

الشهيد طرايرة.. الفتى المقاوم

الشهيد طرايرة.. الفتى المقاوم

على غير عادته قرر الشهيد الفتى محمد طرايرة والذي لم يتجاوز عمره الـ 19ربيعاً، وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، أن يتحدث بلغة الرجال وأفعالهم وبحكمة الشيوخ المحبين لفلسطين وترابها، من خلال تنفيذه لعملية طعن اخترق من خلالها حصون الاحتلال الأمنية.
 
محمد ناصر طرايرة، والذي  دخل إلى أكثر المستوطنات تحصيناً في شرق الخليل ونفذ عملية طعن وقتل مستوطنة وأصاب والدها بجروح خطيرة، لم يكن هذا الفتى اليانع سوى مقاوم تفتخر فيه الرجولة، ويحسده الرجال على أخلاقه وانتمائه ووعيه بملمّات الحياة.
 
براعة المقاتل
عندما تنظر إلى صورة الشهيد محمد على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تعتقد أنك أمام طفل صغير مقبل على الحياة مهتم بشكله الخارجي، ولكن عندما تتصفح الموقع تدرك تماماً أن الأشكال لا تعبر عن روح المقاومة لدى أطفال فلسطين، لكن ما يعبر هو ثورة عارمة تنطق بها المنشورات التي تتنزل تحت الصورة.
 
ويتحدث محمد على صفحته بشكل يومي كمراقب لحياة الناس والتي لا تخلو صفحته من درر الأقوال والأفعال التي لا يعبر عنها إلا رجال تعالت هاماتهم فوق السحاب، مقدماً النصح لغيره في أساليب مختلفة عن العادة كأن يقول: “(والله يا غالي.. الدخان على سلامته، الناس هي المضرة بالصحة).
 
وفي منشور آخر يتحدث محمد عن حبه لله (زي ما بنشر بوستات عشان نوخذ لايكات، تعالوا نقول يارب عشان نأخذ حسنات).
 
ولم ينس إدخال السعادة على نفسه ومن حوله بمنشوراته الرجولية والتي تدخل الابتسامة بنفس الوقت على من حوله: “(اليوم رن تلفوني، قال معك مصطفى الأغا من MBC ، شو حلمك قلت الو معك ابن الطرايرة إحنا الي بدنا اياه بنجيبو، ما بنحلمش)”.
 
ويتحدث محمد عن نفسه من خلال منشوراته التي يضع عليها صورة له كأنه طفل، يحمل مقاطع وجهه كل صنوف الألم، ثم يرفق الصورة: (بداخلي جرح أبكم يعجز عن الصراخ وجعاً فيكتفي بغيبوبة صمت لا منتهية، تحرق الحياة بداخلي دون أن يعي أحد).
 
بتاريخ 17-6 وضع منشورا يحمل صورته ووضع عليه تعليقًا (من لا يعرف شخصيتي لا يحق له الحكم على تصرفاتي، ومن لا يستطيع أن يقدرني لا يتوقع مني أي تقدير).
 
وفي اليوم التالي وضع منشورا (الهدوء من أروع الصفات التي أعشقها، لا أعلم ما السبب، ولكن ربما هي لغة بداخلي).
 
محطات مؤلمة
منذ شهر آذار من 2016 تغيرت لغة المنشورات التي كان يضعها على صفحته، وكان محمد يتحدث عن مساحات الألم والوجع التي بداخله. إحدى هذه المحطات استشهاد ابن خاله يوسف وليد طرايرة منفذ عملية الدهس قرب كريات أربع في شهر آذار، والتي استشهد فيها وأصيب عدد من المستوطنين بجروح.
 
ولعل أكثر المنشورات حزناً هي التي تتحدث عن الشهيد يوسف وعلى خاله المتوفى في شهر أيار من هذا العام.
 
ولم ينسَ محمد أن يضع الأناشيد ومنشورات تعبر عن فقدان من أحبهم بصدق في حياته الدنيا.
 
آخر ما كتبوفي منشوراته الأخيرة كتب الشهيد محمد طرايرة قصيدة يمجد فيها الشهيدة مجد الخضور منفذة عملية الدهس في 24-6-2016 بالقرب من مستوطنة كريات أربع والتي تحدث فيها عن الشهيدة بكل فخر واعتزاز معبرا عن ألمه لاستشهادها.
 
ومن منشوراته (الموت حق، وأنا أطالب بحقي)، أما آخر منشور فكان قبل خروجه للعملية بلحظات وضع صورته الشخصية بدون تعليق، وعلى ما يبدو أنه ترك التعليق لمرتادي الصفحة.

وكانت عملية محمد طرايرة، اليوم الخميس، في مستوطنة خارصينا خرقاً أمنياً لمنظومة الكيان، مثلما نفذ من قبله الفتى مراد ادعيس عملا مشابها قبل أشهر واخترق حصون مغتصبة عتنائيل جنوب يطا ونفذ عملية طعن.

ومستوطنة خارصينا تقع إلى الشمال من مغتصبة كريات أربع إحدى أكبر المستوطنات المحيطة بمدينة الخليل من جهة الشرق، ويقع على مقربة منها الخط الالتفافي رقم (60) الذي لا يخلو من حركة دائمة للجيش والمستوطنين الذين يجوبون الشارع على مدى 24 ساعة.

وعلى إثر العملية التي نفذها الفتى طرايرة، فرضت سلطات الاحتلال طوقا أمنيا مشددا على بلدة بني نعيم التي يقطنها أكثر من (30) ألف نسمة، ونصبت الحواجز على مداخلها، واقتحمت منزل الشهيد وفتّشت داخله واستجوبت أفراد العائلة، واعتقلت والده ناصر طرايرة.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...