عودة العلاقات التركية مع الاحتلال.. ماذا استفادت غزة؟
تقاطعت المصالح التركية مع دولة الاحتلال مجددا، وسط تشجيع دولي وإقليم مشتعل، ومحاولات باءت بالفشل من أجل إنهاء حصار قطاع غزة.
وكانت العلاقات التركية-الإسرائيلية قد شهدت قطيعة بعد حادثة سفينة مرمرة التركية التي كانت تقل 581 من المتضامنين مع غزة سنة 2010 متوجهة لفك حصار غزة فهاجمتها بحرية الاحتلال وقتلت 10 من ركابها.
وظلت تركيا تشترط على دولة الاحتلال الاعتذار وتعويض الضحايا وفكّ حصار غزة بينما تدهورت العلاقات إلى شبه قطيعة تدخلت فيها كثير من الأطراف إلى أن بدأت ملامح اتفاق تظهر اعتذرت فيه “إسرائيل” علناً وقبلت بدفع 20 مليون دولار كتعويض للضحايا مع تخفيف حصار غزة.
وأعلن أمس رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم من أنقرة ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من روما، عن بدء المرحلة الأولى من اتفاق تطبيع العلاقات والذي بموجبه سيتم تبادل السفراء وإدخال مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.
الرابح الأكبر
على رقعة الشطرنج المتعارف عليها في الشرق الأوسط يمكن القول إن كل من “إسرائيل وتركيا حققا مصلحتهما بعودة التطبيع بين البلدين فلا شيء في السياسية اسمه الربح المطلق”.
ويؤكد د. ناجي البطة المختص في الشئون الصهيونية لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن “التفكير بمنطق سياسة دولة ليس فيه معادلات صفرية أو معادلة أبيض-أسود ومعه فالدولتان هما رابحتان لأن إسرائيل مأزومة بسبب مشاكل المنطقة، وشعورها بالعزلة والملاحقة بسبب جرائمها، وتركيا بحاجة للتوغل أكثر في سياسة الغرب”.
ويتفق محمد مصلح الباحث في شئون الاحتلال مع القول بأن الاتفاق يحمل مصلحة مشتركة للبلدين لأن مصالحهما استراتيجية على الصعيد الأمني والاقتصادي والسياسي وهما جزء من منظومة حلف الناتو.
ويضيف: “حزب العدالة بهذا الاتفاق سيبقى سنوات طويلة في الحكم بعد أن اضطرب داخلياً كثيراً وعلاقته المتباينة مع أوروبا قربته من إسرائيل، كما أن تركيا بحاجة لممارسة دور في الشرق الأوسط خاصة قضية فلسطين”.
نتنياهو المستفيد
نتنياهو الذي صنع مجده بهذا الاتفاق كان متأكد دوماً أن تركيا مهمة له في كافة السبل سواء على الصعيد الإقليمي أو المحلي بعد أن امتلكت تأثيراً على غزة في زمن حزب العدالة.
ويقول مصلح الباحث في الشئون الإسرائيلية لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إن “نتنياهو عانى من قطيعة دولية بسبب جرائم وسياسة إسرائيل التي استمرت لسنوات، في الوقت الذي كانت أمريكا تضغط فيه على الجانبين لضمان المصلحة الاقتصادية الأمنية، فهما حليفيها في المنطقة”.
ويتابع:”إسرائيل أعادت شريك أمني قوي واستعادت حليف استراتيجي كانت تمده بالسلاح وقطع الغيار علاوةً على الاتفاقيات الاقتصادية والتبادل التجاري والمصالح السياحية وغيرها”.
غزة والاتفاق
الإسعاف الأولي القادم من تركيا لغزة هو إنساني بالدرجة الأولى وسياسي بالدرجة الثانية مستقبلاً، وقد بدأت الأخبار من أيام تتحدث عن اشتراط تركيا إقامة محطة كهرباء ومحطة تحلية من البحر لحل أزمات غزة مع ضمانات بخطط إمداد إنساني من تركيا لميناء اسدود ثم غزة.
ويقول ناجي البطة إن تركيا كدولة تتصرف وفق مصالحها العليا، وأنها فعلت لغزة ما لم يفعله كثير من الفلسطينيين، وأن اختراقها في حصار غزة كان إنسانياً في ملفات الصحة والمياه والكهرباء.
وثمة من يرى أن “إسرائيل قبلت بالشروط التركية بالنسبة لتخفيف حصار غزة أملا في التقاط ما تسميه إسرائيل بوادر حسن نية من حماس؛ قبل الولوج في ملفات مهمة مثل الجنود المفقودين، والطوق الأمني على غزة، الذي قد يبدأ النقاش فيه من بوابة تركيا وقطر”.
ويرى المحلل مصلح أن “حماس بحاجة لتخفيف طوق غزة الأمني، وأن الاتفاق يعزز من دور تركيا الإقليمي، في حين تستفيد حماس من وجود مكتب تمثيل دبلوماسي وسياسي لها في تركيا”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حماس: خطط سموتريتش تؤكد التوجهات الفاشية لحكومة الاحتلال المتطرفة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن ما كشفت عنه نيويورك تايمز الأمريكية من تسجيلات لوزير المالية الإسرائيلي المتطرف...
الأونروا: حرمان طلاب الثانوية العامّة بغزة من الامتحانات أمرٌ مروعٌ ومحزنٌ
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، يوم الأحد، إنّ "حرمان 39 ألف طالب ثانوية عامة في قطاع غزة من...
إصابات خلال اقتحام قوات الاحتلال أحياءً في نابلس
نابلس- المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي وشاب برضوض وجروح، ظهر اليوم الأحد، خلال اقتحامها مدينة نابلس شمال الضفة...
الإعلام الحكومي: 17 ألف طفل في غزة جعلهم الاحتلال أيتامًا
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الأحد، إن أكثر من 17 ألف طفل يَتّمهم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ بدء...
30 شيكل كل ثروته.. زاهر الحداد واصل سقاية أهل غزة بكل حُبٍ وفدائيةٍ بلا راتبٍ ولا إجازةٍ
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام لم يكن حبّ الشهيد زاهر الحداد وفدائيته وإخلاصه في عمله بلجنة الطوارئ في بلدية غزة مستغربًا، وهو الذي لم يتوان يومًا...
مجلة أمريكية: إسرائيل هُزمت في غزة وحماس أصبحت أقوى
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت مجلة foreign affairs الأمريكية، إنّه بعد "تسعة أشهر من العمليات القتالية الإسرائيلية في قطاع غزّة، لم تُهزم...
قيادي في حماس: المقاومة في غزة بخير وندير عملية التفاوض بحكمة واقتدار
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أكد قيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أن الحركة تدير عملية التفاوض "بحكمة وتوافق وإدراك للعقبات والتحديات...