الأربعاء 26/يونيو/2024

البلدة القديمة في رمضان.. الصمود في قلب المواجهة

البلدة القديمة في رمضان.. الصمود في قلب المواجهة

تشكو البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، قلة الزوار وضعف الحركة التجارية، بخلاف كثير من مدن العالم، وخاصة في الدول العربية، حيث تصبح الأسواق التقليدية والقديمة قبلة للمتسوّقين خلال شهر رمضان.

وتواصل قوات الاحتلال إغلاق مئات المحلات التجارية في شوارع ظلت حيوية حتى منتصف تسعينيات القرن الماضي، إضافة إلى مئات أخرى اضطر أصحابها إلى تركها والانتقال إلى مناطق أخرى تخضع لإدارة السلطة الفلسطينية للاستمرار في أعمالهم التجارية، إلا أن تجليات الصمود ما تزال قائمة لدى أصحاب المحلات التجارية.

لم يبرحوا المكان

العديد من المحلات لم تستسلم لعراقيل الاحتلال؛ فمحلات الشويكي صامدة منذ ما يزيد عن 50 عاما، في وجه التحديات الصهيونية، وبالرغم من الأرباح البسيطة التي تجنيها، استطاعت البقاء في البلدة القديمة بالحد الأدنى من مقومات التجارة، والحفاظ على موضع قدم لا تزحزحه معاناتها اليومية مع سلطات الاحتلال.

وليس ببعيد عن “الشويكي”، تنبعث رائحة الخبز الشهي، من مخبز “فنون” في منطقة مربع السوق، بعض العاملين مضى على وجودهم ما يقارب 50 عاما، وبالرغم من تغير معالم المكان إلا أن صمود العاملين لم يتغير، فكل ما هنالك أن الشيب غزا رؤوسهم، وما برحت الابتسامة التي تعطيك الأمل بالبقاء والاستمرار تعلو محيّاهم.

ويرصد مراسلنا، قبالة المخبز، مدرسة أسامة بن المنقذ، التي تعد أحد المعالم العربية والإسلامية التربويه في قلب الخليل، وبالكاد ترى ملامحها، فهي ترزح خلف جدران وأشياك ونقاط عسكرية أحاطت بها من كل الجوانب، إذ لا تشاهد سوى جنود وأصوات المستوطنين تنعق في جنباتها.

“القزازين” شامخا

وفي منطقة القزازين، وسط البلدة القديمة يتفرع منه القناطر والشوارع الضيقة إلى سوق شاهين والسوق القديم المغلقين، حيث تسعفك الانحناءات القديمة، للوصول إلى سوق “خزق الفار”، الذي يرتاده المتسوقون بشكل ضئيل، وأغلبهم من المارّة أو العابرين للصلاة في الحرم الإبراهيمي الشريف.

وبالقرب من جامع القزازين، أحد المساجد العريقة في الحي، لا تستطيع الوصول إلى شارع الشهداء وسوق شاهين ولا حتى السوق القديم؛ فلقد مر على إغلاقها 21 عاما، ويُمنع الفلسطينيون من الدخول إليها حيث يستخدمها المستوطنون للوصول إلى كافة البؤر الاستيطانية الأخرى.

حتى الرمق الأخير

في سوق القزازين تحدث مراسلنا، مع السيد أبو نضال الفاخوري، صاحب محل قطايف، والذي أكد أن الاحتلال لن ينجح باقتلاع الفلسطينيين من البلدة القديمة، وأنها تحتاج للدعم والمساندة وإلى قرار سيادي من السلطة بالتوجه إلى أسواقها ومشاركة مواطنيها صمودهم، مشددا بأن الاحتلال لم ينجح في طرد الثلة الباقية من أصحاب المحلات التجارية؛ “فهؤلاء المواطنون لم يتنازلوا يوما عن وجودهم وثباتهم فيها”.

ويتحدى أبو نضال الاحتلال على طريقته الخاصة، باصطحاب حفيده للعمل يوميا، وهو ابن نجله الشهيد (نضال) الذي ارتقى في عملية اغتيال في العام (2001) قرب باب الزاوية بالخليل، وهو أحد قيادات كتائب شهداء الأقصى، ليؤكد انتماءه للخليل والبلدة القديمة، وثباته مهما عظمت إجراءات الاحتلال.

ويقول أبو نضال، أن حركة المواطنين تزيد بعد صلاة العصر في شهر رمضان الفضيل، وهذا يقتصر على سكان الخليل، وهم معتادون على التوجه إلى البلدة القديمة، ولا يعبؤون بإجراءات الاحتلال.

“لا نهتم بالإجراءات”

ولا بد أن يلفت نظرك، وأنت تتجول في زقاق البلدة القديمة، محلات الشلودي لبيع المخللات، “أوانٍ مليئة بما لذّ وطاب، فقد اعتادوا بيع المخللات المستوردة، مخللات الزيتون والخيار والفقوس والبندورة الخضراء والليمون والبصل والشطة والفلفل”.

وعلى مسافة قريبة من محلات الشلودي، تجد كافة أنواع الألبان ومحلات أدوات منزلية وملحمة، ومحلات تصليح الملابس ومحلات بيع الخضار منذ خمسين عاما، لا يزال أصحابها ثابتين في أماكنهم، تشدو شفاههم بأن “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”.

وحسب منسق “تجمع شباب ضد الاستيطان” عيسى عمرو؛ فإن ما يزيد على (1800) محل تجاري لا تزال مغلقة منذ أكثر من عقدين، 520 منها مغلقة بأوامر عسكرية مباشرة، والباقي من أصحابها بسبب إغلاق الشوارع وصعوبة الوصول إليها.

وأضاف أن أكثر من مائة عائق حركي، بينها 20 حاجزا عسكريا مأهولا، حولت البلدة القديمة إلى مدينة أشباح خالية إلا من الحركة المحدودة للصلاة في المسجد الإبراهيمي خلال رمضان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...