الأحد 06/أكتوبر/2024

نافذة الخير .. بلسم جراح الفقراء بغزة

نافذة الخير .. بلسم جراح الفقراء بغزة

كان الصحفي بسام البطة، معد ومقدم برنامج نافذة الخير، الذي يعرض يومياً في رمضان على فضائية الأقصى، مسروراً وهو يتهيأ لترتيبات تقديم المساعدة لأحد مرضى السرطان، خلال زيارته المقررة عصر الأربعاء (22-6) إلا أنّ شعوره هذا سرعان ما تبدد، وانقلب حزناً، وكمداً، عندما أبلغه أهل المريض أنّه قد توفي فجر اليوم.

هذا الموقف أحد أبرز المواقف التي عايشها الصحفي البطة على مدار ثماني سنوات من تقديمه برنامج “نافذة الخير” فلم يستطع أن يستجمع ما هو أكثر من ذلك، “لأنّ كل الموقف مؤلمة ومحزنة” كما يقول.

رسائل البرنامج
رسائل البرنامج، وفق تصريحات البطة الخاصة لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” تؤكد على ضرورة التكافل والتعاضد بين المجتمع الفلسطيني بشكل خاص والمجتمع الإسلامي بشكلٍ عام.

ويشير مقدم البرنامج، إلى أنّ أهل الخير في الداخل والخارج تأثروا برسالة البرنامج وأنّ هدفه ليس إغاثيا فحسب بل يحض على التكافل، مبيناً أنّ الكثيرين من الجاليات العربية كانوا لا يعلمون شيئا عن واقع غزة، ولكنهم تعرفوا عبر البرنامج على كثير من معاناة الناس.

واعتاد البرنامج على عرض حكايتين على الأقل يوميّا من بيوت غزة التي تعاني الفقر أو المرض، عبر زيارات لتلك البيوت تعكس حجم المأساة التي يعيشونها، بحيث تنتهي الحلقات بتقديم مساعدات لهم، تتنوع بين تقديم مساعدات مالية وكفالات، أو توفير مشاريع عمل صغيرة، أو ترميم منازل.

ويبين البطة أنّ البرنامج ليس من رسالته تقديم الواقع المؤسف والمؤلم رغم وجوده فقط، ولكن أيضاً نقل صورة الشرف والكرامة التي يحياها الشعب الفلسطيني وهو يصبر ويصمد على الحصار والحروب.

أما الرسالة الثالثة – بحسب البطة – كما قالها بالعامية “اللي بشوف مصيبة غيره بتهون عليه مصيبته”، ويضيف: “كثير من الناس لا يعرفون ظروف الآخرين ولكن عندما ترى كثيرا من الأسر المستورة أوضاع من هم أبأس منهم فإنهم يحمدون الله ويشكرونه على ما هم فيه”.

طبيعة العمل
ويؤكد مقدم البرنامج، أنّ البرنامج يقدم ما بين مشاريع إغاثية وأخرى تنموية، والتي تعمل على حل مشاكل الناس العالقة والعميقة وعلى رأسها توفير فرص عمل ومساكن قابلة للعيش، وتوفير مصادر رزق لأخرى.

ويوضح البطة، أنّ البرنامج أكمل رمضان الحالي موسمه الثامن، لافتاً إلى أنّ متوسط ما يتم صرفه كل عام على هذا البرنامج ما قيمته ربع مليون دولار، معرباً عن أمله أن يزيد هذا المبلغ ليساهم في إنهاء معاناة شريحة أوسع من الناس.

ويقول: “ما يركز عليه البرنامج هو عدد معين ومحدود جداً من الأسر الفقيرة، وأنّ ما ننشره هو عينة لواقع أسوأ بكثير ربما لكثير من الأسر”.

مصدر التبرعات
وينوه البطة، إلى أنّ حجم ما تم صرفه على البرنامج منذ انطلاقه ما قيمته 2 مليون دولار، لافتاً إلى أنّ نصف هذا المبلغ تم إعادة ترميم بيوت فيه، والنصف الآخر كان عبارة عن مشاريع تشغيل صغرى، وتسديد عن الغارمين، وغيرها.

وعن مصدر هذه التبرعات، يؤكد مقدم البرنامج، أنّ التبرعات تنقسم إلى قسمين، الأول عبارة عن مؤسسات داخلية وخارجية تتفاعل مع البرنامج، والنصف الآخر هو عبارة عن تبرعات شخصية من أفراد وتجار من مختلف المهن ومن جميع أنحاء العالم.

الطموح العالمي
ويبين البطة، أنّ التفاعل مع البرنامج بلغ مبلغاً كبيراً، لافتاً إلى أنّ مؤسسات إغاثية دولية دعت البرنامج لزيارتها في كثير من الدول منها نيجيريا ولبنان والجزائر.

ويكشف الصحفي الفلسطيني، عن طموحه من خلال هذا البرنامج أن يشكل مؤسسة وحملة عالمية لها علاقة بكسر الحصار وإغاثة أهالي غزة، وقال: “الفكرة المستقبلية هي أنني بتُ على قناعة أنّه يمكن أن يشكل البرنامج حملة عالمية”، مبيناً أنّه سيشرع بتنفيذها خلال الأشهر القليلة القادمة.

كما كشف عن نية البرنامج أن يقدم مشاريع تنموية تهدف لتقديم المساعدة لشريحة من الناس بشكل عام، أهمها توصيلات المياه والآبار، تقديم عمليات جراحية لشريحة معينة، منوهاً أنّ البرنامج سيكون عنوانه جهات معينة وليس لأسر بعينها فقط.

وعّبر البطة عن أمله أن ينطلق البرنامج في الأفاق ليصل كل بيت فلسطيني في كل مكان، متحدثاً عن جولته خلال الأعوام الماضية في مخيمات لبنان ومعالجة معاناة بعض الأسر الفقيرة.

ليضيف: “لكن الواقع السياسي والإغلاق والحصار حال دون الاستمرار في هذا المشروع”، معرباً عن طموحه أيضاً أنّ يصل البرنامج للعالمية ليعالج قضايا فقراء المسلمين في كل مكان في العالم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات