انتفاضة القدس.. الهدوء المخيف والسيناريوهات المتوقعة

صدمة أحدثتها العملية النوعية في مجمع “شارونا” بـ”تل أبيب” بداية شهر رمضان، وتداعياتها مستمرة حتى الآن، وباتت السيناريوهات المتوقعة للأيام القادمة تشكل قلقا مستمرًّا للقيادة الأمنية الصهيونية.
قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع ما نشره موقع “واللا” العبري حول توقعات الشاباك في المرحلة القادمة من انتفاضة القدس، والمخاوف التي تركتها عملية “تل أبيب” الأخيرة.
بركان تحت الرماد
فقد كتب المختص بالشأن الفلسطيني “آفي يسخروف” على موقع “واللا” تحت عنوان “الوضع يزداد تفجرًا.. والهدوء النسبي في الضفة الغربية سينفجر في وجه السلطة”، إن شبكة متنامية من التحريض ضد “إسرائيل” تزداد يوما بعد يوم، وليبرمان يتعهد من يتورط في أي هجوم بأنه لن يفلت من العقاب.
ويعكس “يسخروف” تقديرات الشاباك ومخاوفه فيقول: “هذا الهدوء قد يبدو مستغربا في ضوء الهجوم الذي وقع قبل عشرة أيام في مجمع شارونا بتل أبيب؛ الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص”.
الكاتب الصهيوني، أرجع أسباب عملية “تل أبيب” الأخيرة لـ”التحريض وخطاب الكراهية” على الشبكات الاجتماعية الشعبية الفلسطينية، وفق ما زعم.
وتابع: “ومع ذلك، فإن هذا الهدوء النسبي غير مقتصرعلى القدس والأقصى وحدهما، ولكن يشمل الضفة الغربية، وإن كان هناك إلقاء حجارة وقنابل مولوتوف، ولكن لم تحدث مظاهرات واضطرابات بيومي النكبة والنكسة وغير ذلك”.
ويؤكد الكاتب في ذات الوقت أن الهجمات الفلسطينية لا تزال في انخفاض ملموس، مقارنة بالشهور الصعبة (تشرين أول- كانون أول 2015)، على سبيل المثال.
ووفقا للشاباك؛ كما نقل الكاتب، في شهر تشرين أول الماضي سجل 483 حادثًا كانت هجمات خطيرة (بما في ذلك قنابل المولوتوف)، بينما في الشهر الماضي بلغت 67 هجوما، “الأرقام الأخيرة تذكرنا في الأشهر الهادئة بالسنوات الأخيرة؛ اعتبارا من شهر آذار 2015، والذي سجّل 61 حادثًا وشهر تموز؛ حيث تم تسجيل 66 حادثًا”، يقول الكاتب في مقاله.
وتشير البيانات إلى شيء غريب يحدث على الساحة الفلسطينية، على حد وصفه، كهدوء المنطقة واستمرار انخفاض الهجمات الذي يمكن أن يكون هناك تفسير له، وتظهِر الاستطلاعات والمتابعات آراء الشارع الفلسطيني؛ “إذا نظرنا إلى صفحات الشبان الفلسطينيين على الفيسبوك بما في ذلك الجمهور الفلسطيني العام، يمكن أن يخطر لنا بسهولة أن عشرات الآلاف من الناس ينتظرون مع أحزمة ناسفة وسكاكين وبنادق تنتظر للانقضاض والهجوم”.
الرعب القادم
وبأسلوب يفتعل الطمأنينة ذكر يسخروف: الأمر الجيد أن السلطة الفلسطينية تعمل ضد أولئك الذين يخططون للهجمات، انظر للفرق بين الوضع الحالي والوضع التي كان في الانتفاضتين الأولى والثانية، كانت هناك محاولة لتوجيه الجمهور من خلال منشورات أو شعارات لتحديد التكتيكات، والموجة الأخيرة لم يكن لديها قيادة ولا صوت متناغم ولا يوجد خطة معينة، على حدّ تعبيره.
ويقول الكاتب إن أسباب التوتر ما تزال قائمة، وإن توقَّف أعضاءُ الكنيست عن زيارة الأقصى، إلا أن تحديد الأعمار للدخول للأقصى موجود، والوضع لا يزال متقلبا جدًّا، والدافع لدى الشبان لتنفيذ هجمات ضد “إسرائيل” لا يزال موجودا.
ويعتقد الكاتب أن الغضب القادم سيتوجه ضد السلطة الفلسطينية نفسها بالإضافة لـ”إسرائيل”، لأنهم يرون في السلطة عبئا ثقيلا؛ فاليوم يرى الناس على “الفيس بوك” تحريضا ضد أبو مازن والسلطة ويتأثرون بذلك، جيل الانتفاضة يدرك وينظر للسلطة على أنها جزء من المشلكة التي يعيشها الشعب الفلسطيني أمام مقاومة الجيش الصهيوني.
وفي النهاية؛ التحريض ضد “إسرائيل” مستمر ولكنه مصحوب أيضا بالتحريض ضد السلطة الفلسطينية، والهجوم الأخير في “تل أبيب” يعطي مؤشرا لتغيير الاتجاه في الهجمات الفلسطينية، وتجاوز مسألة الطعن والدهس إلى هجمات إطلاق النار والأحزمة الناسفة.
الإرادة القتالية العالية
ويرى محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الكاتب يسخروف يتناسى أن الأجيال التي تقاوم الصهاينة في هذه الانتفاضة هم امتداد لا ينفصل عن أجيال الانتفاضتين السابقتين؛ وعلى عكس ذلك تماما فإن هذا الجيل يُعدّ بشهادة قيادة الكيان أنه جيلٌ لا يعرف الخوف، ويقتحم الأهوال لتنفيذ عملية بسكين أو بأي أداة بسيطة، وإن دل على شيء إنما يدل على الروح العالية من الشجاعة والإصرار على كنس هذا المحتل.
وأضاف المحلل؛ أنه بات من المؤكد لدى الشعب الفلسطيني أن السلطة الفلسطينية لا تمثل أصالته وانتماءه، مشيرًا إلى أن هذه السلطة باتت أداة قمع بيد الكيان بات من الضروري أن تستبدل بالشرعية التي تعبر عن هوية الشعب الحقيقية.
وختم المحلل؛ أن عملية مجمع شارونا أحدثت زلزلة أمنية لا تزال آثارها النفسية قائمة، ولذلك يُقدر قادة الكيان أن الهدوء الحالي هو ثوران تحت الرماد، ويدل هذا الكلام على أن الانتفاضة ومقاومتها قادرة على إحداث المفاجآت التي تؤلم الكيان، وما العملية الأخيرة بـ”تل أبيب” إلا غيضٌ من فيضِ بركات مقاومة الشعب الفلسطيني.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...