الخميس 08/مايو/2025

الملياردير موسكوفيتش.. نهاية عرّاب الاستيطان

الملياردير موسكوفيتش.. نهاية عرّاب الاستيطان

“هذا هو رائد وصاحب الرؤية الثاقبة، ومن الذين شاركوا ورأوا في البناء بالقدس مهمة جدا في حياته، ورأي أهمية كبرى في البناء الاستيطاني في القدس، وكان أول المساهمين في تطوير الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية”، بهذه العبارات نعى نير بركات رئيس بلدية الاحتلال في القدس الملياردير اليهودي الأمريكي “إيرفينغ موكوفيتش”.

بركات يضيف: “اليوم ونحن نرى ازدهار مدينة القدس وسلوان والبلدة القديمة وحي الزيتون ونوف تسيون وبيت اوروت ونقاط استيطانية أخرى؛ نقول لعائلة موسكوفيتش بكل ثقة إن إيرفينغ أدى مساهمة مهمّة وحاسمة في بناء التجمعات الإستيطانية وخاصة في القدس”.

ودفن موسكوفيتش في جبل الزيتون بالقدس المحتلة، بعد أن لقي حتفه ليلة الخميس الماضي بمنزله في ولاية فلوريدا الأمريكية عن عمر يناهز 88 عاما.

عنصري مجرم في لباس طبيب

الدكتور إيرفينج موسكوفيتش ولد في عام 1928 في مدينة نيويورك، وسكن في ولاية فلوريدا، وهو طبيب ومن أباطرة الاقتصاد في أمريكا، ومقدم مساعدات مالية للجاليات اليهودية التي تعيش ولها تأثير وثقل في أمريكا، وعمل في بناء المستشفيات والكازينوهات في ولاية كلفورنيا.

وقد شغل منصب استشاري لمركز “أرئيل للأبحاث السياسية”، وهو واحد من أكبر مؤيدي البناء الاستيطاني  في القدس والضفة الغربية، وساهم أيضا في دعم العديد من المنظمات اليمينية المتطرفة.

أنشأ موسكوفيتش مؤسسة تساعد المحتاجين في جميع أنحاء العالم، وقدم تبرعات ضخمة للعديد من منظمات اليمين المتطرف، وساهم مساهمة كبيرة في بناء التجمعات الاستيطانية في “القدس الشرقية” والضفة الغربية.

وفي العام 1994 منحته المنظمة الصهيونية الأمريكية جائزة لمساهمته الكبيرة في تقديم المساعدات لها.

وفي عام 1968م أنشأ الملياردير مؤسسة أطلق عليها “كارين موسكوفيتش”، ولها نشاط في كل أنحاء العالم لتقديم المساعدات لضحايا الكوارث الطبيعية، وفي العام 1955 أنشأ مؤسسة “بنك الطعام” في ولاية كاليفورنيا والتي تساعد المحتاجين، وكان الصندوق متاحًا لغاية 2004 بقيمة 52 مليون دولار.

كما أنشأ “جائزة موسكوفيتش للصهيونية”، والتي تمنح سنويا جوائز بقيمة 100 ألف دولار للمنظمات والناشطين الاجتماعيين في “إسرائيل”، وذلك للمواطنين والسكان “الإسرائيليين” وتحركاتهم التي تجسّد الصهيونية الحديثة في “إسرائيل”، وجائزة أخرى لترويج الأفكار الجديدة للتعامل مع التحديات الصهيونية في “إسرائيل”.

ويعدّ موسكوفيتش يهوديًّا متدينًا، وتبرع بالكثير من الأموال للمنظمات اليمينية المتطرفة في “إسرائيل”.

وفي عام 2005 تبرع لـ8 منظمات يمينية مختلفة بحوالي 6 مليون و800 ألف دولار، وهو أحد المؤيدين الرئيسين لمنظمة “عتيروت كوهنيم”.

ومن المنظمات والمؤسسات التي قدم لها مساعدات: المركز الأعلى للحاخامات الصهيونية في “إسرائيل”، ومستوطنة “بيت إيل” والمجلس القومي للشبان “الإسرائيليين” في أمريكيا، والمنظمة الصهيونية الأمريكية، والقناة العبرية السابعة، ومنظمة ييشع (تتزعم عددًا من المستوطنات بالضفة).

كما يعدّ موسكوفيتش داعما رئيسًا لمنظمات غير “إسرائيلية” وذات “طابع أيدولوجي ثوري” حتى ولو لم تكن محافظة مثل “مركز السياسة والأمن، أميركيون من أجل إسرائيل آمنة، معهد إنتربرايز الأمريكي، معهد هديسون، المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي”.

في العام 1994 وبعد شهر واحد من “هجوم” إطلاق النار الذي أسفر عن “مقتل” 29 من المصلين الفلسطينيين في الحرم الإبراهيمي على يد باروخ جولد شتاين، كتب موسكوفيتش على صحيفة Jewish Press ونشر في بروكلين مقالا، ومما جاء فيه “العرب القتلة يشوّهون اليهود في إسرائيل كل يوم.. عندها نهض يهودي واحد غاضب على الإرهاب العربي، ولا يتعين على الحكومة الإسرائيلية التعويض للفلسطينيين عن جريمة لم ترتكبها”.

وقد أدان بشدة اتفاق أوسلو، وكثيرًا ما كان ينتقد رابين على الاتفاقات التي يتم عقدها مع الفلسطينيين.
  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات