عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

قرية العراقيب .. سحورٌ فهدمٌ فإفطارٌ في العراء

قرية العراقيب .. سحورٌ فهدمٌ فإفطارٌ في العراء

على وقع الخراب الذي أحدثته آليات الاحتلال في منازلهم، استقبل أهالي قرية “العراقيب” الفلسطينية في النقب المحتل، شهر رمضان لهذا العام.

فعوضا عن انشغال الأهالي بالعبادة أو تحضير طعام الإفطار، انهمكوا بإعادة بناء منازلهم المكونة من الخيام، بعدما هدمتها جرافات الاحتلال للمرة الـ 99 على التوالي، بحجة أن القرية بُنيت دون ترخيص.

ويقول عمدة القرية الشيخ صياح الطوري “إن قوات كبيرة من شرطة وجيش الاحتلال طوقت القرية، ولم يكد السكان ينهون سحورهم، حتى باشرت الجرافات بهدم المنازل على ما فيها، وتركتهم في العراء دون أن تبالي بحرمة شهر رمضان، وبالنساء والأطفال الذين التحفوا رمال الصحراء الحارة”.

ونقلت وكالة “قدس برس” عن الطوري قوله: “تخيّل أن تتسحّر في الرّابعة فجراً داخل بيتك، وفي السّادسة، لا تجد البيت الذي تسحّرت فيه”.

وتابع قائلا “الأمر الأصعب عندما حضر وقت الإفطار، فلا منزل ولا خيمة تؤوينا بعد أن تم هدمها جميعا ومصادرتها، ومصادرة محتويات الخيام، وحاولنا قدر الإمكان تأمين طعام الإفطار للأطفال على الأقل”.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال “لا تأبه برمضان أو بغيره؛ فهي لا تفهم سوى لغة القوة والإجرام وسياسة الاقتلاع والتهجير”، مضيفاً “العراقيب هي أكثر قرية هُدمت في التاريخ”.

ودعا الطوري إلى التضامن مع القرية وأهلها في ظل ما تتعرض له من سياسة تهجير ممنهجة، قائلا “رمضان هو شهر الخير، ونحن في العراقيب لا نريد طعاما، ولكن نريد التضامن معنا ولو بكلمة حسنة، أما نحن فلن نساوم ولن نفرط بأرضنا ولو بقينا بدون طعام وشراب (…)، ومستمرون على ذلك حتى نلاقي الله مخلصين لا مساومين على الأرض”.

وفي سياق متصل، انتقد الطوري موقف القيادات العربية في الداخل الفلسطيني، مضيفا “نحن لا نرى تلك القيادات سوى يوم الانتخابات فقط، وعندما يجلسون على الكراسي ينسوننا، ولا نسمع منهم ولو كلمة واحدة”.

وأكد أن أهالي القرية أعادوا بناء منازلهم المبنية من الخيام بالتعاون مع عدد من المتضامنين، مشدداً على عزمهم التغلب على كل المصاعب التي تعترضهم وخاصة خلال شهر رمضان؛ حيث يتم رفع الأذان من مسجد القرية الذي هدم الاحتلال مأذنته، كما تقام فيه صلوات التراويح يوميا.

وتحرم سلطات الاحتلال قرية “العراقيب” القائمة على أرض مساحتها 1250 دونما، من كافة الخدمات الأساسية؛ فلا يوجد فيها بنى تحتية، ولا شوارع معبدة، ولا شبكة كهرباء أو مياه، ويحصل أهاليها على المياه من الآبار الستة الموجودة فيها.

وتعد العراقيب واحدة من 45 قرية عربية في النقب لا تعترف حكومة الاحتلال بها، وتعمل على تجميع سكانها في ثمانية تجمعات أشبه بـ “غيتوات” أقامتها لهذا الغرض.

يذكر أن نحو 220 ألف فلسطيني يعيشون في صحراء النقب جنوب الأراضي المحتلة عام 1948، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات ترفض سلطات الاحتلال الاعتراف بها، رغم أن بعضها أقيم منذ مئات السنين، وقبل إنشاء الدولة العبرية.

وترفض سلطات الاحتلال الاعتراف بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، كما ترفض تزويدها بالخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء.

وينظم أهالي القرية منذ عدة سنوات مظاهرة احتجاجية بالقرب من مدينة بئر السبع يوم الأحد من كل أسبوع، للمطالبة بوقف عمليات الهدم والانتهاكات التي تتعرض لها العراقيب.

وتبلغ مساحة النقب 12 مليون دونم، بما يشكل نحو 40 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية، وصادر الاحتلال منها 11 مليونًا، بحسب مصادر فلسطينية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات