نابلس.. عصائر رمضان تطفئ ظمأ الصائمين

لا يكتمل مشهد مائدة الإفطار في رمضان إلا بوجود صنف واحد أو أكثر من العصائر الرمضانية التي يشتد الطلب عليها كلما ارتفعت درجات الحرارة.

وفي أسواق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، يندر أن يسير المرء أكثر من خمسين مترا ولا يجد عربة أو بسطة لبيع العصائر، لا سيما ذات الطابع الرمضاني، كالسوس والخروب والتمر هندي.

في ميدان الشهداء في قلب نابلس، يتبارى بائعو العصائر هذه الأيام في عرض أصناف عديدة ومتنوعة منها، ومنهم أبو أحمد (56 عاما)، صاحب أحد المحلات المشهورة بهذا المجال.

ويقول “أبو أحمد” لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أعمل بهذه الصنعة منذ قرابة الخمسين سنة، وقد تعلمتها من أبي حيث كان يبيع العصير على عربة، وأنا كنت أساعده”.

وأمام محله، كانت عبوات العصير تصطف جنبا إلى جنب بأسلوب مثير لشهية الصائمين في نهار رمضان، فيما كان ابنه يردد: سوس، خروب، تمر هندي، ليمون.
 
أذواق متنوعة
وتتنوع رغبات الزبائن فكلٌ له ذوقه وتفضيلاته، كما يؤكد “أبو أحمد” الذي يبين أن كل صنف له مريدوه الذين يأتون من مناطق بعيدة لشرائه.

ويوفر “أبو أحمد” لزبائنه خيارات متعددة، منها الخروب، والتمر هندي، والسوس، والليمون، والليمونادة، والرمان، وقصب السكر، واللوز، والأناناس، وغيرها.

وإذا كان صغار السن لا يستسيغون شراب السوس، فإن ذلك لا يمنع أبا أحمد من عرضه بمحله وبكميات وافرة، ويقول: “بعض زبائني يصابون بالإحباط إذا جاؤوا يطلبونه وأخبرتهم أن الكمية قد نفدت”.

ويؤكد على ذلك أحد الزبائن الذي تصادف وجوده، والذي قال أنه لا يشعر بأنه قد أنهى صيام يومه إلا إذا شرب كأسا كبيرا من شراب السوس بعد الإفطار.
 
موسم هام
ويشكل تزامن شهر رمضان مع فصل الصيف موسما هاما وفرصة لبائعي العصائر لزيادة مبيعاتهم، في ظل تزايد الإقبال على بضاعتهم.

لكن “أبو أحمد” يؤكد أن الإقبال على شراء العصائر مرتبط بشهر رمضان أكثر من ارتباطه بالصيف، ويقول: “حتى عندما كان رمضان يأتي في الشتاء، كنا نبيع العصائر، والثلوج تتساقط”.

وتتفاوت أسعار العصائر تبعا لاختلاف أنواعها، ففي حين يبلغ سعر عبوة شراب التمر هندي أو الخروب بسعة ليتر ونصف خمسة شواكل (حوالي دولار وربع)، تباع عبوة عصير الرمان بعشرين شيكلا، وشراب اللوز بخمسة عشر.

ويعتبر “أبو أحمد” أسعار العصائر الطبيعية مقبولا بالرغم من غلاء بعضها، مبينا أن الصائمين إجمالا يفضلون شرب هذه العصائر على تناول المياه الغازية، بسبب الأضرار الصحية للأخيرة، خاصة في رمضان.