الخروب.. سيد العصائر على مائدة الإفطار الغزِّية

رغم انتشار باعة الخروب في قطاع غزة طوال العام، إلا أنّ ما يميز رمضان لدى السواد الأكبر من الغزيين هو مشروب “الخروب” على سفرة الإفطار، حيث يتدافع النّاس في  هذا الشهر لشرائه مثلجاً قبل موعد الإفطار بقليلٍ من الوقت نظراً لانقطاع الكهرباء.

المواطن أبو يوسف حميد لا يحبذ أن يشتري الخروب الجاهز من المحلات أو العربات الصغيرة التي تنتشر بكثرة في نهار رمضان، فهو يفضل بحسب حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ يُعده بنفسه في البيت مستمتعاً بإعداده من ناحية، ومطمئناً على طبيعة ما يشرب من خروب ينقعه بيديه من ناحية أخرى.

ويجتهد المواطن حميد، بشراء كمية كبيرة من الخروب الذي يباع على شكل “قرون” ثم يقوم بتكسيره ونقعه ثم غليه وعصره بطريقةٍ ما ثم تصفيته حتى.

وكما أنّ قطاع غزة يضم عدد من المصانع التي تقوم بتصنيع عصير الخروب المركز، إلا أنّ أهالي القطاع لازالوا يفضّلون شراء الخروب الطبيعي بعيداً عن الذي يتم تصنيعه.

وهو ما أفاد به التاجر زياد بلبل الذي أكّد في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ مطلع شهر رمضان يشهد بيع كميات كبيرة خاصة في أسواق العطارة بغزة.

وقال: “الناس تفضل شراء الخروب الطبيعي وهو متوفر بكميات جيدة وكبيرة في أسواق غزة ويأتي لموسمه في شهر رمضان المبارك”.

فوائد صحية
ورغم اشتهاره بأنّه مشروع رمضاني بامتياز، إلا أنّ الخروب يعرف بأنّه ينسدل من فرع الثمار البقولية الجافة، حيث يحتوي بحسب أطباء وخبراء إلى فيتامينات وعناصر ومواد غذائية مهمة لصحة الإنسان أبرزها، السكر، البروتين الدهون، الزيوت الخالية من الكولسترول وعديد الفيتامينات والأملاح.

ويعد الخروب من النباتات قلوية التأثير لذلك فانه يعمل على معادلة حموضة المعدة كما يعمل على الحد من نشاط الجراثيم وإضافة طبقة عازلة فوق المناطق المصابة بالقرحة مما يمنع وصول الأحماض والإنزيمات في المعدة إلى المناطق المصابة بالقرحة، كما أنه ثبت أن الكثير مما استخدموه لعلاج مشاكل قرحة المعدة مع الاستمرارية في الاستخدام والانتظام تم شفائهم من قرحة المعدة.

راحة للصائم
وتستمع الحاجة أم سمير (57 عاماً) بشراء الخروب الذي تعتبره ملين طبيعي للمعدة والأمعاء للصائم في شهر رمضان، مبينةً أنّها تحرص أن يكون الخروب أحد أهم المشروبات الأساسية على سفرة إفطارها وسحورها الرمضانية.

وعن سر شربه على السحور وخاصة في وقت الصيف، تؤكد أم سمير بحسب خبرته العمرية والتجربة السابقة أنّ الخروب قاطع للعطش حيث يعمل على حفظ الماء في الأمعاء ويسهل حركتها باحتوائه على مواد صمغية.

وتنصح الحاجة الفلسطينية، أصحاب مرضى القلب ممن ترتفع لديهم معدلات الكولسترول إلى شرب الخروب فهو نافع ومفيد للقلب.

وبحسب دراسات حديثة، فإنّ شراب الخروب مرطب ومضاد للميكروبات ومجدد للنشاط ومقوى للمعدة ومطهر ومدر للبول، بالإضافة إلى قدرته على علاج القولون العصبي والمتهيج، كما أنّه ينشط إفراز العصارة المرارية مما يسهم في هضم الدهون ويهدئ من الحركة الزائدة للأمعاء ويقلل من فقد السوائل الذي يصاحب حالات الإسهال.