طريق يتسهار.. ثكنة عسكرية وأمن مفقود

لا يكاد أحد يمر بطريق يتسهار إلى الجنوب من مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، إلا ويلمس حجم المعاناة ومقدار الرعب الذي يجلبه الطريق بفعل ممارسات قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال.

ويعود تاريخ إقامة هذا الطريق الى شهر أيار (مايو) من العام 1998؛ حيث كان الهدف منه ربط مستوطنة “يتسهار” مع المستوطنات الأخرى الموجودة في المنطقة، وذلك لتعزيز قوة المستوطنات الموجودة الى جانب تسهيل حركة المستوطنين الصهاينة وسهولة تقديم الخدمات لهم حيث ربط الشارع_يتسهار_بمستوطنة شافي شمرون عبر الطريق الالتفافي رقم 60 الى جانب ربطها بمستوطنين  ايتمار وألون موريه من جهة بلدة حوارة.

وعلى إثر إقامة هذه الطريق فإن المئات من دونمات الأراضي الزراعية تم مصدرتها لصالحه تعود ملكيتها الى المواطنين في قرة مادما وبورين وحوارة وجيت وصرة وعصيرة القبلية، إذ يزيد طول هذا الشارع عن 10 كيلو مترات.

المواطن مجدي السدة، من بلدة جيت غرب المدينة، يتحدث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” عن تجربته مع شارعٍ يضطر يوميًّا إلى سلوكه ليصل إلى مكان عمله في بلدة حوارة، قائلاً: “الطريق رغم قربه من بلدتي إلا أنه بالنسبة لي ولغيري بمثابة الكابوس، فهو يحوي في جنباته قطعانًا من المستوطنين تترقب أي فريسة تنقد عليها”.

بين الاحتلال والمستوطنينوتابع: “في أغلب الأسابيع -إذا لم أقل الأيام- نسير عبر هذا الطريق، نتعرض لهجوم أو محاولات اعتداء من قبل المستوطنين، وإذا لم نصادفهم، فإن جنود الاحتلال المتواجدين على بداية الطريق أو خلاله أو نهايته هم الآخرين يمارسون دورهم في إعاقة تحركنا أو احتجازنا وإذلالنا”.

أما الشاب سيف عليان، فهو الآخر يصف هذا الطريق بـ”طريق الرعب”، نظرًا لكثرة الاعتداءات وخطورة المسير فيه، مضيفًا: “في أقل من أربعة شهور تعرضت لمحاولات اعتداءات، ولولا لطف الله وعنايته لكنت في عداد الموتى أو المصابين بعدما قام المستوطنون بإلقاء حجارة على سيارتي، الأمر الذي أدى إلى تحطمها وإصابتي بشظايا، والمرة الثانية والتي كانت مرعبة تمثلت في إيقافي من شخصين مجهولين اعتقدت في البداية أنهما عربيان قبل أن يتبين لي أنهما من المستوطنين الذين أشهروا سلاحهم، ولولا تنبه صديق لي كان في جانبي لقتلنا على الفور”.

سفرٌ غير آمنويصف الطالب الجامعي سالم قاروط، الطريق بأنه “طريق الرعب والغدر”، لما شهده من جرائم من المستوطنين، ويتابع: “في أغلب الأيام التي أسير فيها من هذا الشارع أجد تجمعات من المستوطنين يمارسون العربدة ضد سيارات العرب المارة وتزداد همجيتهم وشراستهم مع كل عملية تحصل في الضفة الغربية أو في الداخل المحتل  ليبدأوا بنشر الرعب والخراب ضد كل من يمر عبر هذا الطريق”.

وأردف قاروط: “أما المسير في الطريق ليلاً، فقد بات من المحظورات لكثير من المواطنين، نظرًا لقناعتهم بأن حصول جريمة بحقهم من قبل المستوطنين يكون قاب قوسين أو أدنى، الأمر الذي يضطرهم إلى السفر عبر طرق أخرى أكثر أمانًا وإن احتاج ذلك إلى وقت أطول”.

ومن الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال الصهيوني خلال الشهور الأخيرة عمدت إلى إقامة العديد من الأبراج العسكرية الجديدة على طول الطريق المؤدي إلى منطقة حوارة إلى الجنوب من نابلس الأمر الذي أدى إلى مصادرة العشرات من الأراضي الزراعية المسحوبة على قرى مادما وعصيرة القبلية  وبورين وصرة.

كما ويشار إلى أن هذا الطريق شهد العديد من الجرائم على يد قوات الاحتلال تارة والمستوطنين تارة أخرى، أدى بعضها إلى استشهاد مواطنين أو إصابتهم واعتقال آخرين.