الأربعاء 07/مايو/2025

في نابلس.. خمسة معاقين ينشرون البهجة في نفوس الصائمين

في نابلس.. خمسة معاقين ينشرون البهجة في نفوس الصائمين

قبيل ساعات إفطار اليوم الأول من شهر رمضان، حركة دؤوبة غير اعتيادية، بالقرب من المستشفى الوطني بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وإذ بمجموعة من ذوي الإعاقة يحملون الماء والتمر، ويتأهبون لتوزيعه على الصائمين، ممن تأخروا  بالوصول إلى منازلهم.

هم خمسة أشخاص من مركز الاتحاد العام لذوي الإعاقة في مدينة نابلس، لم يعجزهم تيبس أطرافهم عن الحركة، أن يعملوا عقولهم ويتحدوا وضعهم الحالي، ليكونوا فاعلين منتجين بالمجتمع، فتفتقت فكرة تفطير الصائمين، وهي ليست الأولى لهم، فهم يعتبرون من رواد العمل التطوعي في نابلس. 
 
صورة جديدة 
يقول أمين سر الاتحاد العام للأشخاص ذوي الإعاقة في محافظة نابلس معاوية منى، في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إن فكرة تفطير الصائمين انبثقت من ذاتهم الشخصي، وتهدف إلى إعطاء صورة جديدة وإيجابية للمجتمع، بأنهم قادرون على الاندماج رغم الإعاقات والصعوبات والمشاكل الصحية التي يواجهوها.

ويضيف أن فكرتهم (المعاقين) جاءت من أجل مساعدة المتأخرين عن فطورهم في شهر رمضان، كونه شهر الخير والرحمة، مؤكداً أنها “تعتبر سابقة على مستوى فلسطين”.

ويشير منى “إنهم يشعرون بمنتهى السعادة (المعاقين) وهم يقدمون لإخوانهم الماء والتمور لينالوا رضى الله – عز وجل- أولا وأخيرا، دون مقابل أملآ بنيل الأجر والثواب، وتحقيق لذة العمل التطوعي، والتي لا يشعر بها إلا من جربها، حيث التراحم والتحاب بين البشر”.

وعن ردود فعل الصائمين، يقول “منى” “ليس هناك أجمل من ابتسامة الصائم مع كلمة شكرا، وجملة “كثر الله من أمثالكم”، مشيراً، إلى كم البهجة التي تدخلها في نفوس المتطوعين.

وعن استمرار الحملة طيلة أيام شهر رمضان، يوضح “لم يحدد بعد فنحن نحتاج تموراً وماء بشكل كبير يومياً، لذلك من الصعب الآن الجزم في الأمر، مضيفا، “إلى الآن الأمر سيتعدى دراسة تمديد المبادرة طيلة شهر رمضان، إلى الاتساع في التوزيع في الأماكن الأكثر ازدحاماً كمنطقة حاجز حوارة”.
 
وأشار منى إلى أن المجموعة سبق أن قامت بنشاطات تطوعية مماثلة، مثل تزيين أحياء من المدينة استعدادا واحتفالا بقدوم شهر رمضان.

رسالة للمجتمع
من جانبه، يقول المقعد على كرسي متحرك، فؤاد أبو ليل من مخيم بلاطة، لمراسنا، إنه شارك في فعالية اليوم الأول لإيصال رسالة للجميع، “أنه رغم إعاقته يتغلب على الكثير من الأصحاء في العمل التطوعي”.

وأوضح أنه سار مسافة (3 كيلو متر) ذهابا وإيابا إلى منطقة الفعالية، وشارك في توزيع المياه والتمر، ثم عاد إلى منزله لتناول الإفطار، معربا عن ارتياحه الكبير لما قام به، وأضاف “أكثر ما أبسطني فرحة السائقين، وهم يتجاوبون مع دعوتي لتناول التمر والماء مع انطلاق الآذان، فيما تلقيت دعوات بالخير  لكل معاق حركيا”.

يشار أن أفراد المجموعة التطوعية يجتمعون قبيل أذان المغرب، وينتشرون أمام المستشفى الوطني  لتوزيع علب المياه وحبات التمر على السائقين، ما يضفي لمسة إنسانية ورونقا خاصة لشهر رمضان في نابلس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات