الثلاثاء 25/يونيو/2024

ذوو الإعاقة على مقاعد التوجيهي .. طموح وإرادة

ذوو الإعاقة على مقاعد التوجيهي .. طموح وإرادة

تجلس الطالبة فاتن أبو يوسف المصابة بشلل نصفي وضعف شديد في عضلات اليدين، على كرسيها المتحرك، تمسك القلم بأجزاء من أناملها الضعيفة، تقرأ أسئلة ورقة الامتحان شيئاً فشيئاً وتجيب مما عرفته وفهمته من المنهاج التعليمي خلال العام الدراسي.

فاتن لا تستطيع الكتابة، لكنها تحضر إلى لجنة مدرسة محفوظ النحناح بمدينة غزة وتتقدم لامتحان الثانوية العامة وذلك ضمن عدد من طلبة ذوي الإعاقة الحركية أو البصرية أو السمعية الذين يتقدمون للتوجيهي على مستوى محافظات قطاع غزة.

تقول فاتن: “إصابتي بالشلل منذ الصغر لم تمنعني من مواصلة المشوار التعليمي، فكنت أجتاز الفصول الدراسية وها أنا أصل لنهاية المطاف، آمل أن أنجح وأتفوق وأحقق طموحي وطموح أهلي بدخول الجامعة وأعمل في مجال الإدارة لخدمة وطني”.

المعلمة ميسون عبد الباري والتي تم تعيينها ككاتبه لفاتن في لجنة الامتحان تقول: “وزارة التعليم تعمل على رعاية الطلبة ذوي الإعاقة من أجل أن يقدموا الامتحان بالصورة المطلوبة، وتضيف: “مهمتي تدوين الإجابة التي تجيبها فاتن”.

مراعاة الحالة
وليس ببعيد عن فاتن فهناك في لجنة مدرسة الماجدة وسيلة بغزة نجد الطالبة علا كريّم التي تعاني من ضعف البصر، فهي تمسك ورقة الأسئلة المكبرة وتقرأ الأسئلة بكل اهتمام ونشاط وتجيب عنها، وتشكر وزارة التعليم على توفير الأسئلة المطبوعة بشكل مكبر.

وفي لجنة مدرسة رقية بغزة يجلس خمسة طلاب مكفوفين لتقديم امتحانات الثانوية العامة، متحدين الصعاب وواصلوا مشوارهم التعليمي رغم فقدان البصر، التحقوا بمدرسة النور والأمل للمكفوفين التابعة للوزارة وها هم اليوم على مقاعد التوجيهي.

أحد هؤلاء الطلبة وهو معتصم البيطار يقول: “نحن فقدنا البصر لكننا لم نفقد البصيرة، التطلعات والآمال كبيرة، نريد أن نثبت للمجتمع أن الكفيف عضو فاعل يمكن أن يصل وينتج، ويطمح معتصم مع زملائه بكر الغرباوي وسعد سكر وأيوب عطوة النجاح والتميز والوصول إلى الجامعات والتخصص في مجالات العلوم الشرعية والحقوق والقضاء والإعلام وغير ذلك كي يكونوا ضمن قصص النجاح”.

وفي مدرسة مصطفى صادق الرافعي للصم  التابعة للوزارة بغزة نجد هذا العام وللسنة الثالثة على التوالي الطلبة الصم يتقدمون للتوجيهي، وهذا العام هناك 57 طالباً وطالبة يقدمون الامتحانات ويطمحون لعبور هذا المعترك نحو الجامعات والتعليم العالي.

ويلاحظ الزائر للجان الامتحانات كيف ينهمك الطلبة الصم في قراءة الأسئلة والإجابات، ويعبر الطالب الأصم باسم الحبل عن شعوره الرائع في تقديم الامتحان ويقول بلغة الإشارة التي ترجمها معلمه: نحن اليوم في نهاية المطاف وغداً إلى الجامعة، المستقبل أمامنا، أطمح لدراسة الحاسوب.

متابعة الوزارة
فلاح الترك عضو لجنة متابعة التوجيهي بمديرية غرب غزة يبين أن المديرية وبإشراف من الوزارة وإداراتي الإرشاد والامتحانات تقوم بعملها مثل باقي المديريات في القطاع بمتابعة الحالات الخاصة من الطلبة وتنظم جلوسهم في القاعات، وتوفر كل ما يلزمهم لإنجاز امتحاناتهم بالصورة المطلوبة.

مروان شرف مدير عام القياس والتقويم والامتحانات يوضح؛ أننا نضع فئات ذوي الإعاقة على أجندتنا عند إجراء ترتيبات امتحانات التوجيهي وننفذ عدة خطوات منها تشكيل لجان الامتحانات الخاصة لهذه الفئات على مستوى اللجان، إضافة إلى تكبير أوراق الامتحانات والتدخل السريع لحل أي إشكاليات أو عقبات قد تحدث وغير ذلك من الأمور.

وهكذا فإن جلوس طلبة ذوي الإعاقة على مقاعد امتحان الثانوية العامة، وهو الامتحان الأهم في المشوار التعليمي المدرسي في فلسطين، يدلل على طموح هؤلاء الطلبة الذين لم يستسلموا للإعاقة بل اعتبروها جزءا من الحوافز التي تدعمهم لتخطي الصعاب، كما يدل ذلك على رفعة النظام التعليمي الفلسطيني الذي يسخر إمكانياته لخدمة هذه الفئات. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أبو مرزوق يلتقي بوغدانوف في موسكو

أبو مرزوق يلتقي بوغدانوف في موسكو

موسكو - المركز الفلسطيني للإعلام التقى الدكتور موسى أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الممثل الخاص لرئيس...