عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

الاعتداء على منزل البرغوثي.. أيدٍ مشبوهة وتقصير مريب للسلطة

الاعتداء على منزل البرغوثي.. أيدٍ مشبوهة وتقصير مريب للسلطة

لم يكن الاعتداء الذي تعرض له منزل عميد الأسرى في سجون الاحتلال، نائل البرغوثي، قبل أيام، في قرية كوبر قضاء رام الله، وسط الضفة المحتلة، الأول؛ فقد سبقته اعتداءات مماثلة ومشابهة في السلوك والتوقيت.

وشكلت محاولة حرق المنزل الأخيرة، صدمة، من حيث المساس برمز كبير بقدر القائد نائل البرغوثي، الذي يحظى بتقديرٍ شعبيٍّ كبير، ولكن اللافت أن محاولة الحرق تكررت مرتين بالطريقة نفسها؛ ما يعني أن الفاعل يحمل رسالة تهديد.

وبين محاولتي الحرق، تعرض المنزل للسرقة العام الماضي، الذي عدّه البعض حدثا جنائيا عابرا لمنزلٍ صاحبُه في الأسر وبلا حماية، ما يشكل مطمعا لضعاف النفوس الباحثين عن سلبٍ سهل.

تقصيرٌ متعمد
عائلة الأسير البرغوثي أعربت عن استهجانها لطريقة تعاطي أجهزة السلطة الأمنية مع القضية؛ متهمة السلطة وأجهزتها بالتقصير الواضح في متابعة القضية والتحقيق الجادّ فيها.

وتؤكد أم عاصف زوجة القيادي الأسير أبو عاصف البرغوثي شقيق الأسير نائل لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “هناك تقصير متعمد من أجهزة السلطة الأمنية في متابعة القضية، وسبق وتم إبلاغنا بالوصول لأطراف خيوط للجناة، وعند بحثنا في التفاصيل يتم التعتيم على الموضوع وتجاهله”.

وأشارت إلى أنه ومنذ سرقة المنزل والاعتداء عليه العام الماضي لم تقدم لنا الشرطة شيئا، وهناك شعور بأن هناك إهمالًا متعمدًا للمتابعة، مضيفة “طلبنا حماية المنزل ولم يحدث ذلك، وهناك تقصّد بعدم متابعة القضية بالشكل الجاد، حيث تولد هذا الشعور لدينا ولدى متابعي القضية”.

اعتداءات متكررة.. وأصابع الاتهام للعملاء
مصادر مطّلعة قالت لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن تفهم تصنيف محاولات السرقة في الشق الجنائي مقبولة، ويمكن أن تكون في إطار الجريمة العادية، ولكن تكرار محاولات السرقة مع محاولتي الحرق تجعل الأمور تأخذ منحى آخر.

وعلى الرغم من عدم وجود جهة محددة يمكن توجيه الاتهام لها نتيجة غياب التحقيق الجاد من أمن السلطة، فإن أصابع الاتهام توجه بشكل رئيس للعملاء من أعوان الاحتلال، الذين يتحركون إما بدوافع انتقام من شخص قارعهم لعقود، أو بأوامر مخابراتية صهيونية؛ تهدف لخلق الفتن وخلق حالة من الإرباك لدى رمز بحجم البرغوثي.

ويبلغ مجموع ما أمضاه الأسير البرغوثي، في سجون الاحتلال حتى اللحظة 36عامًا؛ حيث اعتقل المرة الأولى في الرابع من أبريل/ نيسان 1978 بينما كانعمره 19 عامًا، لدوره في قتل ضابط صهيوني، وأفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار2011، قبل أنيعاد اعتقاله في 18 يونيو/ حزيران 2014، فيما أمضت زوجته الأسيرة المحررة،نحو 10 سنوات في سجون الاحتلال.

وشددت المصادر على أن الاعتداء على رمز مثل البرغوثي “عمل معيب”، مضيفة “مهما تكن الدوافع سواء كانت مجرد سرقة، أم أي هدف آخر، فإن واجب الشعب الفلسطيني ومؤسساته توفير الحماية لهذه الأسرة، وسرعة كشف الجناة كنوع من رد الاعتبار المعنوي للقيادي البرغوثي في سجنه”.

ازدواجية في التعامل مع الجرائم
نشطاء ومتابعون للقضية، لم يبدوا استغرابهم من طبيعة الاعتداء على منزل البرغوثي؛ لأن أجندات الاحتلال، وأعوانه، وضعاف النفوس، معروفة واعتاد عليها الشعب الفلسطيني في هذا الإطار، ولكنهم يستهجنون وباستغراب كبير فتور وعدم مبالاة أجهزة السلطة الأمنية في متابعة هذه القضية.

مصدر مطلع قال لمراسلنا إن التعامل مع قضية الاعتداء على منزل البرغوثي “ينسجم مع سلوك اعتدنا عليه، وهو المزاجية في التعامل مع الجرائم حسب الانتماء السياسي لصاحبها”.

وأضاف: هناك جرائم نجم عنها اعتداء بليغ على حرمات منازل وإطلاق نار على أشخاص لم يتم إجراء أي تحقيق جدي فيها لسببين: فإما المعتدى عليه شخص له توجهات سياسية مختلفة، سيما إن كان حماس، وإما لأن الجاني من جهة محسوبة على السلطة وأجهزتها فيتم التعتيم على القضية.

حماس تدين
من جهتها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الاعتداء على منزل القائد البرغوثي، أقدم أسير فلسطيني ومحاولة حرقه أكثر من مرة الليلة الماضية، واصفة الاعتداء بـ”الآثم”.

وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، في تصريح صحفي، الجمعة، إن حماس تتهم عملاء الاحتلال بارتكاب هذه الجريمة النكراء.

وأضاف: “نستهجن تقصير الشرطة الفلسطينية في توفير الحماية لمنزل الأسير البرغوثي رغم تعرضه للاعتداء أكثر من مرة في ذات الليلة”.

وأكد أبو زهري وقوف الحركة إلى جانب الأسير البرغوثي في ظل تعرضه لهذه الأعمال الجبانة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...