فلسطينيو 48 خط المواجهة الأول

إن أكثر ما يُهدد الاحتلال الإسرائيلي ويقض مضاجعه ويعقّد حساباته هو وجود الشعب الفلسطيني في أرضه التاريخية إن كان في الضفة الغربية أو قطاع غزة، والأهم فلسطينيو 48، هؤلاء الذين تمسكوا بأرضهم وبيوتهم واستمروا وتكاثروا وأورثوا أجيالهم المتعاقبة أصالتهم المنتمية لفلسطين ولدينها وهويتها.
فبعد أكثر من 65 عاماً من التهجير والقتل والإرهاب والملاحقة والتضييق والطرد؛ هناك ما يزيد عن 5 مليون فلسطيني يعيشون حياتهم ويتمسكون بأرضهم ما بين النهر والبحر وما بين رأس الناقورة شمالاً ومدينة رفح جنوباً، 5 مليون فلسطيني ينتمي لأرضه وشعبه ويحمل هم قضيته، هذا التكدس السكاني هو الأخطر على المشروع الصهيوني الذي يعمل ليل نهار لتحويل هذه الأرض لدولة يهودية خالية من العرب والمسلمين.
عشرات الأبحاث والكتب والدراسات الاسرائيلية تدرس اليوم الخريطة الديموغرافية المعقدة التي عجز الاحتلال عن معالجتها، وتصفها بالخطر الحقيقي والوجودي على مشروعهم في المنطقة، فلقد فشلت جميع حيلهم ومخططاتهم وأفكارهم من التخلص أو التقليل من تمسك الفلسطينيين بأرضهم وديارهم، حتى أولئك اللاجئين في لبنان وسوريا والأردن، رفضوا كل الحلول وتمسكوا بشيء واحد ألا وهو حق العودة.
لا أعتقد أن التاريخ سجل حالةً مشابهةً لإصرار شعب وتمسكه بأرضه وهويته وثقافته وحقه كالشعب الفلسطيني، فبالرغم من الظروف المختلفة ومحاولات الاجتثاث المتكررة والصعوبات المتلاحقة والمغريات الضخمة وحملات التطهير العرقي المستمرة إلا أن الهوية الفلسطينية لم تمت بل زادت وقويت وتجذرت، وشعار الكبار يموتون والصغار ينسون فشل وتحطم وانتهى بجيل يشتاق لفلسطين ويعمل على استعادتها والقضاء على المشروع الإحلالي فيها.
إن مجرد وجود الشعب الفلسطيني على أرضه المحتله عام 48 يعتبر تهديداً وخطراً استراتيجياً على الاحتلال، فكل مواطن فلسطيني يعيش هناك هو مقاومة بحد ذاته، ويكفيه أن يأكل ويشرب ويعيش على أرضه ويتمسك بهويته ولغته ودينه، فهو بذلك يدق مسماراً في نعش الاحتلال ويعمل على تقويض فكرته من أساسها.
ولهذا إن شرط نتنياهو الاعتراف بدولة يهودية يهدف في حقيقة الأمر للتخلص من أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني يعتبرهم كابوساً وخطراً استراتيجيا على مشروعه الصهيوني، فالاحتلال ومنذ قيامه عام 48 وهو يمارس التضييق والمحاصرة على السكان الأصليين، ويمنعهم من التملك والبناء والإعمار.
ومن الملاحظ أن فلسطينيي 48 يعيشون حالةً وطنيةً عالية، كما وقدموا لشعبنا إرثاً ثقافياً عظيماً، ويُنظر إليهم على أنهم أبطال في خط المواجهة الأول، ولا يُطلب منهم إلا أن يثبتوا وينظموا أنفسهم ويهتموا بتعليم أبنائهم واقتصاد أسرهم وبناء مؤسساتهم الثقافية والتنموية، ويُحاربوا مخططات المخابرات الإسرائيلية بنشر الجريمة والمخدرات بين شبابهم، وعلى المهتمين بدعم قضيتنا توجيه الاهتمام والمساندة لهم عبر إبراز رموزهم، والتنسيق معهم ومد خطوط العمل المشترك معهم ودعمهم مالياً وعلمياً وثقافياً، للاستمرار في دورهم الفلسطيني البناء.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

بعد ساعات من ولادة طفلته.. استشهاد صحفي بمجزرة إسرائيلية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الصحفي الفلسطيني يحيى صبيح، اليوم الأربعاء، في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال بقصفه مطعماً شعبياً غربي مدينة غزة،...

32 شهيداً وعشرات الجرحى في مجزرة إسرائيلية استهدفت مطعمًا بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم الأربعاء مجزرة دامية غربي مدينة غزة أسفرت عن 25 شهيداً وعشرات الجرحى، وسط...

الاحتلال يرتكب 4 مجازر دامية في غزة استهدفت مدرستين وسوقًا شعبيًا ومطعمًا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر دموية خلال 24 ساعة آخرها قصف مطعم مكتظ، وقبلها...

القسام يوقع قوة صهيونية من 10 جنود بين قتيل وجريح في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري، لحركة حماس، تنفيذ كمين لقوة صهيونية راجلة من 10 جنود وإيقاعها بين قتيل وجريح في...

38 شهيدًا و145 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، وصول 38 شهيدا، منهم 4 شهداء انتشال، و145 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال 24 ساعة...

مخطط إسرائيلي لإقامة أحياء استيطانية في قلقيلية وبيت لحم
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عن مخطط تعمل عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل بناء مجموعة من الأحياء...

تقرير إسرائيلي: 3 آلاف قنبلة لم تنفجر في غزة إعادة تدويرها يثير المخاوف
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد تقرير إسرائيلي بأن نحو 3 آلاف من القنابل التي أسقطها جيش الاحتلال على قطاع غزة خلال حرب الإبادة المتواصلة، لم...