الأربعاء 07/مايو/2025

يطا.. بلدة المقاومين التي قهرت إسرائيل

يطا.. بلدة المقاومين التي قهرت إسرائيل

إلى الجنوب من مدينة الخليل تتمدد بلدة كبيرة (يطا) في هضبة مرتفعة على أطراف نهايات جبال الخليل، تمتد بعدها صحراء النقب، وتحيط بها من الشرق والجنوب البريّة الصفراء، تبلغ مساحتها نحو (147) ألف دونم، أما على صعيد سكانها، فيزيد عددهم عن (120) ألف نسمة.

 

ويرى الباحث الدكتور أسامة الأشقر أنها بلدة نشأت أيام العثمانيين، من غير تحديد تاريخ دقيق لنشأتها، إلا أنها يفيد أن ما فيها من خِرَب وآثار وأطلال يحكي قصة حياةقديمة لم تنقطع، بل إن كهوفها البعيدة قرب قرية “مسافر يطا” ما تزال تسكنهاعائلات فلسطينية توارثت السكن فيها جيلاً بعد جيل.

  
وتحاصر مدينة يطا ومسافرها وخربها العديد من المستوطنات (ماعون، سوسيا، كرمئيل، حفات يائير، متسيبي يائير، حافيات ماعون، أفيجال، وبيت ياتير) التي صادرت آلاف الدونمات، واعتدت على أصحابها. 

طبيعة المدينة

في يطا تجد اختلاطاً عجيباً بين الخضرة والصخر والصحراء والجبل، تجد الزيتونة الجبلية تواجه الرمال وهي تتشبث بالحجارة، وتجد الحقول الخضراء تزدان بسيقان الحبوب في بيئة شديدة المِراس.

ويقول “الأشقر” إن طبيعة يطّا الجبلية المفتوحة على الصحراء جعل منها ملاذاً آمناً لمئات الباحثين عن الأمان والحرية عبر الزمان، فهناك تكون قريباً من الجبل ومن الصحراء معاً، ويمكنك الاختفاء والتداري عن عيون الطالبين، ويمكنك أيضاً أن تكتشفهم بسهولة لاسيما أن تلك الهضبة قد امتلأت بأولئك الناس الذين استوطنوها وشكّلوا معاً عائلات جديدة مترابطة لها امتداداتها في كل فلسطين، وهم يحمون بعضهم ويحملون بعضهم عند كل طارئ. 

ويتابع: “هذه البيئة الاستثنائية حوّلت أهالي البلدة إلى مجتمع خاص يحمي الغريب، ويكرم الضيف وعابر السبيل، ويفتح عينيه عليه أيضاً لئلا يكون مبعوثاً لعدوّ، فجمعوا بين الغَيْرة النبيلة والنباهة اليقظة والشجاعة والعناد”.

مقاومة المدينة

ويتزين تاريخ المقاومة الفلسطينية بأسماء كبيرة من مدينة يطا، عطّرت بدمائها أرض فلسطين، فقد شارك أبناؤها في مقاومة الاحتلال، وقدموا مئات الشهداء منذ عام 1948م، لا بل كان شهيدها أمجد حاتم الجندي (17 عاما) من أوائل شهداء انتفاضة القدس الذي اسشهد بتاريخ (17-10-2015)  بعد اقتحامه مستوطنة “كريات جات” وطعن العديد من الصهاينة.

 

وجاءت عملية “تل أبيب” البطولية، التي نفذها المجاهدان محمد أحمد موسى مخامرة والمهندس خالد محمد موسى مخامرة، وأدت إلى مقتل أربعة صهاينة وإصابة آخرين بجراح مختلفه، لتؤكد على عراقة هذه المدينة بالمقاومة والجهاد.

حصار يطاالناشط في مقاومة الاستيطان راتب الجبور، يرى أن عنف المستوطنين ومصادرة الأراضي والاعتداء على أصحابها وطردهم منها، وتّر الأجواء وخلق حال صراع ملتهب ودائم في يطا وضواحيها ومسافرها وخربها.
  
وأضاف الجبور في حديث خاص لمراسلنا: إن “ما يجري الآن في مدينة يطا من حصار مشدد، وإقامة سواتر ترابية، واقتحام المنازل وتفتيشها والاعتقالات العشوائية، كل ذلك يدفع إلى المزيد من التوتر والتصعيد”.

من جهته، يصف رئيس بلدية يطا، موسى مخامرة، الأوضاع في البلدة، بأنه “كارثية”، ويقول في تصريحات صحفية: “قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل لليوم الثاني على التوالي حصار نحو 120 ألف مواطن فلسطيني، والاحتلال يفرض حصارًا كاملًا على البلدة، ويُغلق كافة مداخلها بالسواتر الترابية والحجرية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني، صباح اليوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية، مركبة في مدنية صيدا جنوب لبنان. وأفادت الوكالة...