الثلاثاء 06/مايو/2025

الكارلو الفلسطيني .. ميراث القسامي عقل بأيدي فدائيي الانتفاضة

الكارلو  الفلسطيني .. ميراث القسامي عقل بأيدي فدائيي الانتفاضة

لم يعد بإمكان الاحتلال الصهيوني إيقاف طلقات سلاح “الكارلو” الشخصي للشهيد القسامي عماد عقل والذي نفذ أول عملية عسكرية له ضد جنود الاحتلال، ليتوارث هذا السلاح شباب انتفاضة القدس، ولتستمر تلك الطلقات بزعزعة الأمن الصهيوني.

وارتبط اسم هذا السلاح بالانتفاضات الفلسطينية الثلاث، ليكون السلاح اليدوي الصنع مفجر الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وليستخدمه الشباب الفلسطيني في مطلع انتفاضة الأقصى، وبذلك يكون السلاح النوعي في انتفاضة القدس.

وبهذا يكون ميراث المقاومين في الانتفاضة الأولى بأيدي المقاومين في انتفاضة القدس، محافظين على مجده، وليغدو رفيق دربهم في مشوارهم البطولي التحرّري.

ففي الرابع من آيار (مايو) 1992م أطلق عماد عقل رصاصه القسامي مستخدماً بندقية كارلو غوستاف ضد قائد الشرطة في قطاع غزة الجنرال (يوسيف آفنيبغد)، ونفس السلاح استخدمه الشابان محمد وخالد مخامرة ليطلقا رصاصات الثأر في قلب “تل أبيب”.

النسخة الفلسطينية
ويعدّ السلاح بنسخته الفلسطينية بندقية بدائية مستمدة من “كارل غوستاف M/45″، وهو سلاح رشاش سويدي الأصل عديم الارتداد، ومن هنا أخذ الـ “كارلو” اسمه، بحسب قدس برس.

ويستخدم السلاح الفلسطيني اليدوي الصنع أعيرة رصاصية من عيار 9 ملم، وهي متوفرة بشكل كبير، خاصة أنها ذخيرة أساسية للمسدسات بشتى أنواعها، كما أن مخزن البندقية يتسع لحوالي 25 رصاصة من هذا العيار.

وتُعد آلية عمل هذا السلاح الصغير بسيطة نسبيًّا؛ فعند إطلاق الرصاصة، يدفع الانفجار ترباس السلاح إلى الخلف، فيخرج خرطوشة الرصاصة المستهلكة ويقوم آليًّا بتعبئة العيارات الجديدة في مخزن البندقية، وتتكرر العملية ذاتها أوتوماتيكيًّا ما دام الضغط على الزناد مستمرًّا أو لحين نفاد الذخيرة.

عمليات نوعية
سجّل الـ”كارلو” حضوراً في عدة عمليات نوعية مثل عملية “ديزنجوف” التي نفذها الشهيد نشأت ملحم، وعملية القدس التي نفذها الشهيد فؤاد أبو رجب التميمي، وعملية الخليل التي نفذها الشهيدان قاسم فريد جابر وأمير فؤاد الجنيدي، وعملية “باب العامود” التي نفذها الشبان الثلاثة أحمد ناجح أبو الرب ومحمد أحمد محمد كميل وأحمد زكارنة -وفق تقرير لقدس برس-.

وبالإضافة إلى تلك العمليات، جاءت عملية تل أبيب التي نفذها ابنا العم محمد وخالد مخامرة في قلب تل أبيب، مساء الأربعاء الماضي.

قُتل أربعة صهاينة، وأُصيب عدد آخر بجراح، في عملية إطلاق نار نفذها الشابان مخامرة في مجمع “شارونا” التجاري في قلب مدينة تل أبيب وسط فلسطين المحتلة.

من يمنع الفلسطينيين عن الـ”كارلو”؟

يقول الكاتب الصهيوني غودا آري غروس في مقال نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، “الكارلو الفلسطيني كفيل بإحداث الفوضى والموت”.

ويضيف “من شبه المستحيل منع الفلسطينيين من تصنيع الكارلو، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقيًّا لأمن الإسرائيليين”.

وبحسب مراقبين؛ فإن الجيل الجديد من شباب الضفة، لا يحتاج لجهد كبير من أجل تعزيز القلق والخوف لدى الاحتلال، فبعد “السكين” الذي زادت نسبة استخدامه خلال انتفاضة القدس الحالية منذ شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي؛ فإن سلاح الـ”كارلو” أصبح حلماً للشباب، حيث لا يتعدى ثمنه في السوق المحلية الـ 250 دولاراً فقط.

ويلجأ الشبان في الضفة الغربية المحتلة إلى استخدام هذا السلاح لمقارعة الاحتلال والرّد على انتهاكات جيشه ومستوطنيه، في ظل الملاحقات الأمنية المكثفة التي تقوم بها قوات الجيش الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية ضد المقاومين.

وعلى الرغم من حملات الاعتقال شبه اليومية ومصادرة ما يقول الجيش الصهيوني إنها أسلحة بدائية من منازل المواطنين ومداهمة ورش الحدادة في الضفة الغربية والقدس المُتهمة بتصنيع هذا السلاح، إلا أن جهودها لوقف تصنيع الـ”كارلو” تبوء بالفشل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات