الأربعاء 26/يونيو/2024

مركزدودو .. محضَن التفكير العسكري للاحتلال

مركزدودو .. محضَن التفكير العسكري للاحتلال

لكل مركز من مراكز الأبحاث الصهيونية ميزة خاصة، لكن في الإطار العام تحمل تلك المراكز ذات الأهداف والمنظور؛ وحلقتنا اليوم تتكلم عن مركز يختلف عن باقي المراكز؛ كونه مفرخة للضباط وإعداد القيادات العسكرية والأمنية، وفيه تدرس القواعد العسكرية وإدارة الحروب.

قسم الدراسات في “المركز الفلسطيني للإعلام” يرصد في الحلقة الرابعة من حلقات مراكز صنع القرار لدى الاحتلال الصهيوني، مركز “دودو للتفكير العسكري متعدد التخصصات”، ويقف عند أهم ما كُشف عنه من معلومات ومعطيات تبرز دوره في المجال العسكري للاحتلال.

رائد العقيدة الإجرامية
المركز تابع لقسم العمليات في هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال، بهدف تعزيز التعلم وعمليات التفكيرالعسكري في الجيش النظامي، ويرأسه ضابط برتبة عميد، ومسؤول عن تطوير الوصول إلى نظام التعليم العسكري على أساس منهاج النظام العام، وفي الوقت نفسه يتعامل المركز مع مبادئ تنمية التفكير المنهجي العسكري وتقديم المساعدات في المقرات وتدريب الموظفين ذوي الصلة.

أنشأ المركزعلى أساس “معهد الأبحاث النظرية التشغيلية” من قبل الدكتور شمعون نافيه “وهو جنرال إحتياط، و يعتبر المفكر والرائد في ميدان الحرب والعقيدة العسكرية للاحتلال، والتخطيط الإستراتيجي والتحركات التكتيكية، حيث انضم الدكتور نافيه إلى الجيش وتطوع للواء المظليين وتم تعينه في الكتيبة 890 وهي أول كتيبة في لواء المظليين، وعُين قائد سرية في 1973خلال حرب “يوم الغفران”، وشارك في عدة حروب وفي الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987”.

خطط التدمير للمقاومة
إلى جانب دور الدكتور نافيه، برز دور الجنرال إحتياط دوف (دوبيك) تماري، الذي ساهم في إقامة هذا المركز، حيث عمل سابقا “كقائد للوحدة الخاصة سيرت متكال، وضابط في الاستخبارات العسكرية، وقائد كلية كبار ضباط معهد التدريب في الجيش الإسرائيلي حيث تخدم الفروع الثلاثة للقوات المسلحة – البحر والجو والأرض وطلابها برتبة ملازم إلى رتبة عقيد، وشارك في العدوان الثلاثي 1956 وفي حرب الأيام الستة 1967 وحرب الاستنزاف عام 1969 وفي حرب تشرين 1973”.

في أعقاب حرب لبنان الثانية، تعرض المركز لنكسة على خلفية تقرير أثار شكوك مراقب الدولة  في المخالفات المالية وأدت إلى إقالة نافيه وتماري، وعلى ضوء الجدل فيما يتعلق بفعالية استخدام الجيش للنهج القائم عليه المركز خلال الحرب، بينما يقول الكثيرون إن الإخفاقات التي مر بها الجيش خلال حرب لبنان الثانية، مرتبطة بخلق التباس في محاولة لتنفيذ المفهوم المنهجي، إلا أن المركز برز دوره في الأفكار التي قدمها لتنفيذ عملية “السور الواقي” في عام 2002، حيث تم اجتياح المدن الفلسطينية بشكل كامل، وهو ما يعزز قدرة المركز على رسم السياسات العسكرية لجيش الاحتلال.

ويعرف المركز أنه يعتبر مركز تخريج ضباط وحدة 8200 المسؤولة عن التجسس الإلكتروني التابعة للاستخبارات العسكرية.

قيادة وتاريخ إجرامي
في أوائل عام 2007 أُعيد تنظيم المعهد برئاسة العميد آيتاي برون “وهو جنرال احتياط والقائد العسكري للمركز، ورئيس مركز الهيئة الرئيسية المسؤولة عن أجهزة المخابرات على جميع المستويات، شغل منصب رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، وشارك في الحروب الأخيرة على غزة: عملية الرصاص المصبوب عام 2008 وعملية عمود السحاب 2012 وعملية الجرف الصامد 2014”.

وتمت إعادة تسمية دودو كمركز للتفكير العسكري للتخصصات المتعددة، بمراحل متقدمة من الباحثين الجدد وإعادة بناء وغرس روح جديدة، وقد سمي المركزعلى اسم الجنرال داود اليعيزرالذي كان يلقب “دودو” وكان أحد قادة عصابات “الهاجانا” ومن قيادات ذراعها الضاربة “البالماخ” وعُين فيما بعد قائداً لهيئة الأركان، وشارك في حروب عديدة”.

مجالات نشاط المركز
يهتم المركز بثلاثة مجالات رئيسية تتمثل في:
* مركز عمليات التعليم: يرافقه عمليات التفكير الرئيسية للجيش، وكجزء من هذه المنهجية يساعد ما يقدمه المركز الهيئات والموظفين الكبار، وقادة السلك وغيرها من الهيئات العسكرية العليا، والحفاظ على دراسة دقيقة للعمليات وصياغة مفاهيم جديدة.

* مدرسة لتدريب ضباط كبار التفكير المنهجي: وكجزء من هذا الجهاز ضباط كبار الموظفين في الجيش “الإسرائيلي”، حيث يتلقون الدورات المتخصصة في عمليات التعلم الجماعي، وأنظمة التفكير حول مفاهيم التنظيم والتطوير وسبل العمل الجديدة.

*احتضان الباحثين في الجيش وخارجه من موظفي البحوث، الذين يكرسون جهدهم للبحث عن البيانات المتعلقة في اهتمامات المركز، وتحليلها وتشغيل خوارزمية أو برامج كمبيوتر للكشف عن المعلومات الواردة في قواعد البيانات، وإعطاء قواعد جديدة لمناورات عسكرية رفيعة المستوى، وتنفيذ حلقات دراسية مشتركة بين الجيش والمؤسسات الأكاديمية وغيرها من الأنشطة.

إصدارت المركز
في عام 2014 نشر مركز دادو مجلة تسمى “بين القطبين”، التي حررها العقيد “عيران أورتال”، وهدفها المساهمة في التنمية المعرفية لدى الجيش “الإسرائيلي” وكيف تؤثر الظواهر الجديدة على البيئة المحلية، والتوترات والانتماءات التي تحدد المنطوق الاستراتيجي، من خلال سلسلة من الدراسات على الظواهر والتوترات، والسعي لتحفيز مناقشة أوسع للظواهر والاتجاهات الحالية التي تميز البيئة المحلية.

 

وقد تم توزيع المجلة بين كبار الضباط في الأجهزة الأمنية، والوكالات الحكومية ومراكز الأبحاث، ومنظمات القطاع الثالث ذات الصلة، ومكتبات الكليات والجامعات والجمهور العام، من خلال موقع أنظمة الناشرين على الإنترنت.

وتضمنت المجلة مقالات لكبار الكتُاب مثل الجنرال أبيب كوخافي الذي استعرض عملية التحول في شعبة الاستخبارات العسكرية كونه رئيسا لها، وكان في السابق قائد فرقة غزة ورئيس قسم العمليات في هيئة الأركان العامة، وكذلك رئيس الاستخبارات العسكرية “أمان”، وشارك في الانتفاضتين وعملية السور الواقي، وعملية أمطار الصيف على غزة عام 2006، وعملية عمود السحاب والرصاص المصبوب وعملية عودة الإخوة “المستوطنين الثلاثة” الذين تم أسرهم في الخليل، كما شارك في عملية الجرف الصامد”.

كذلك كتب في مجلة “بين القطبين” الجنرال يوآف هآرآبين عن استراتيجية الجيش، ويعتبر هآرأبين “الرئيس التنفيذي لشركة رافائيل – أنظمة الدفاع المتقدمة”، وشغل عدة مناصب هامة منها رئيس ذراع القوات البرية، وشارك في الانتفاضتين، وعملية الرصاص المصبوب وعمود السحاب والجرف الصامد”.

كما تضمنت المجلة مقالا لـ”جاي تسور”، استعرض فيه عملية التغيير الحاصلة في القوات البرية، وهو “جنرال في الجيش شغل منصب رئيس القوات البرية، ورئيس المركز القومي لتدريب القوات البرية، شارك في الانتفاضتين الأولى والثانية، وفي عملية عمود السحاب والرصاص المصبوب والجرف الصامد وعملية إعادة الإخوة الثلاثة”.

كذلك كتب في المجلة العقيد المتقاعد “شاحم شوحاط” عن مفهوم الدفاع الجوي في سلاح الجو و تطويرالدفاع الفعال للجيش”، وكان شوحاط قد شغل منصب قائد نظام الدفاع الجوي، ورئيس برنامج “موسم الحصاد” في وزارة التخطيط، وشارك في عدة حروب من بينها عمود السحاب والجرف الصامد، وحاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية (جامعة حيفا)، وبكالوريوس في العلوم الاجتماعية (جامعة بن غوريون)، وهو خريج من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة بمادة (القيادة ذات التأثير العالي)، وخريج كلية الأمن القومي وكلية القيادة والأركان”.

وكتب العقيد “شارون آفيك” عن الفضاء الإلكتروني وقواعد الإجتماع الدولي”، وقد شغل منصب النائب العام في سلاح الجو ومستشارالقضاء العسكري في الضفة الغربية، وشارك في الإنتفاضتين الأولى والثانية وعملية أمطار الصيف على غزة عام 2006، وعملية الرصاص المصبوب وعمود السحاب والجرف الصامد وعملية الكشف الكامل  في مارس 2014 (وهي عملية عسكرية لوحدة الكوماندوز البحري المسماة شطيت 13 مع وحدة شطيت 3 الصاروخية التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي، حيث صعدت هذه الوحدات على متن السفينة KLOS C  في البحر الأحمر وادعت تلك الوحدات أنها عثرت على كمية كبيرة من الأسلحة والقذائف والذخائر متجهة من إيران إلى غزة).

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات