الجريح الزغلول.. معاق برصاص الاحتلال عاش تجربة الإعدام

عندما يستعيد الجريح حسن الزغلول (22 عامًا) شريط الأحداث التي وقعت معه قرب الحدود واستشهد فيها اثنان بجواره، لا يصدق أنه تخطى حاجز الموت المحقق برصاص الاحتلال من مسافة صفر.
وكان الزغلول أصيب برصاص الاحتلال خلال أحد الاحتجاجات السلمية على السلك الفاصل بين مخيم البريج وفلسطين المحتلة في أحداث انتفاضة القدس، لكن رصاص الجنود المتفجر خلّف عنده إعاقة دائمة في ساقه وقدمه.
ويستخدم جنود الاحتلال الرصاص المتفجر والمحرم دوليًّا في إصابة عشرات الشبان الفلسطينيين الذين يشاركون بشكل أسبوعي في احتجاجات سلمية قرب مواقع الاحتلال شرق غزة ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات بإعاقات دائمة.
إصابتان في جسد
كل شيء في منزل الشاب الزغلول يشي بالفقر.. الزقاق المؤدي إلى منزله وحالة الجدران والسقف الذي لا يصمد كما يقول أهله في صيف ولا شتاء.
عندما أخبرته أسرته أن شقيقه الصغير محمد (13 عامًا) توجه للمشاركة في الاحتجاج السلمي قرب الحدود ذهب محاولاً استعادته لكنه وقع في فخّ الجنود الذين أطلقوا وابلاً من الرصاص على مجموعة من الشبان.
ويقول حسن لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “على السلك الفاصل تماماً حاولت الاحتماء خلف مكعب إسمنتي أنا وعدة شبان من رصاص الجنود الذين نادوا علينا من مسافة أمتار بالنهوض، ولما وقف أحدنا قتلوه برصاصة في قلبه، وعندما استغاث الثاني ووقف قتلوه أيضًا”.
حاول حسن بدوره النهوض والنجاة بنفسه لكن جنود الاحتلال الذين قدموا مع تعزيزات 3 جيبات عسكرية وجرافة أطلقوا عليه النار من مسافة 4 أمتار فأصابوه برصاصتين وظل ينزف بجوار 2 من الشبان لفظا أنفاسهما وهو يلقنهما الشهادة.
ويتابع: “في الرصاصة الأولى شعرت أن لحم فخذي تفجر، وعندما حاولت الوقوف أصابوني برصاصة ثانية متفجرة وبقيت من ساعات الظهر حتى قبيل الغروب حتى اندفع عشرات الشبان مع المسعفين وسحبوني من الحدود فأصابوني برصاصة ثالثة في ساقي”.
وخلّف رصاص الاحتلال المتفجر عند الزغلول -حسب التقارير الطبية التي اطّلع عليها مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“- حروقًا في الأوردة والأعصاب وسقوطًا في القدم تسبب في إعاقة دائمة.
وكان الجريح حسن قد أصيب في رأسه عام 2012 في أحد الاحتجاجات السلمية ضد جنود الاحتلال قرب معبر بيت حانون ما أدى لضعف كبير في نظره وفقدان جزئي للذاكرة.
رحلة العلاج
بعد أن نزف لساعات طويلة تمكن الشبان من نقله على عربة يجرها حصان من الحدود مئات الأمتار وبعدها نقلته دراجة نارية إلى عربة الإسعاف لكنهم في مستشفى شهداء الأقصى حولوه لمشفى الشفاء لخطورة حالته.
وتؤكد والدة حسن أن ابنها مكث في العمليات عدة ساعات نقلوا له فيها 16 وحدة دم بسبب النزيف الشديد اضطروا بعدها لزيارة مستشفى المقاصد بالقدس المحتلة 3 مرات.
وتضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “في المقاصد وجدوا 25 سم من أعصابه محترقة، وقالوا لا يوجد علاج، والآن أنا محتارة بين احتمال نجاح العملية الضعيف وبين بقائه معاقًا لا يحسن المشي”.
إعدام ميداني
يعدل حسن منظاره الطبي السميك الذي خلفت فيه إصابته الأولى سنة 2012 عجزاً شبه كامل في إحدى العينين، متسائلاً عن مغزى إعدام جنود الاحتلال لاثنين من الشبان كانا بجواره رغم استغاثتهم طلباً للرحمة.
ويضيف: “نادى الشاب على الجندي وقال له سأخرج الآن، فأجابه الجندي انهض ومنحه الأمان، وعندما اعتدل أصابه برصاصة في حنجرته من مسافة 4 أمتار سقط بعدها، ولما حاول الثاني الوقوف قلت له سيقتلك لكنه أيضًا نادى وقال للجندي اتركني أذهب، ولما اعتدل قتله برصاصة في صدره”.
وتركت حادثة إعدام الشهيدين اللذين كانا بجواره ذكريات مؤلمة في رأسه بينما لم يتمكن حتى الآن من معرفة اسمهما سوى أن أحدهما من مخيم المغازي والثاني من مدينة دير البلح.
عندما يسأل أحدهم حسن عن إعاقته الدائمة يستعيد مشهد ما وقع يوم الثالث عشر من تشرين أول (أكتوبر) ومئات الشبان يتظاهرون قرب الحدود تظللهم غمامة من الغاز المسيل للدموع تخترقها طلقات الجنود التي تركت لهم وسمًا لا ينساه.
ويتابع: “كأن ما وقع أمامي يحدث الآن؛ كنا تحت غاز ورصاص كثيف والشباب يحاولون سحبي فيصابون وأنا أشاهد الأنفاس الأخيرة لشابين بجواري أردد لهم الشهادة تباعًا”.
ويتردد حسن بين أسبوع وآخر على مستشفيات غزة حاصلاً على المسكنات التي يلجأ لها عندما تنتفخ قدمه، لكن أكثر ما يزعجه هو مستقبل قدمه التي لا تبدو كجزء حي من جسده، وعجزه عن ممارسة أي مهنة بسبب إعاقته.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...