السبت 19/أكتوبر/2024

المسجد العمري بغزة قبلة المعتكفين نهاراً

المسجد العمري بغزة قبلة المعتكفين نهاراً

مع ساعات صباح الأول من رمضان وصل الحاج أبو وائل أبو عفش (66 عاماً) إلى أعتاب المسجد العمري في البلدة القديمة في مدينة غزة، قاصداً الاعتكاف فيه حتى مغيب الشمس بنية تحصيل أكبر قدر من الأجر بقراءة القرآن وأداء الصلاة على وقتها.

الحاج أبو وائل كان واحداً من بين مئات المعتكفين نهاراً في باحة المسجد الخارجية والذين في غالبيتهم من كبار السن المتقاعدين عن أعمالهم، أو الفتيان الذين أنهوا سنةً دراسية ويتمتعون بوافرٍ من أوقات الإجازة.

7 سنوات
منذ أكثر من 7 سنوات يحرص الحاج أبو عفش على الاعتكاف بمسجد العمري خلال ساعات النهار، كما يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، ويضيف: “آتي كل يوم صباحاً إلى المسجد وأبدأ بتلاوة القرآن حتى وقت المغرب؛ حيث أفطر على بعض التمرات وأصلي ثم أعود لبيتي وأهلي، وذلك طيلة شهر رمضان المبارك”.

وحول ما يتحصله أبو وائل من هذا الاعتكاف، يقول: “أشعر بسكينة وطمأنينة وبرائحة رمضان في كل زاوية من زوايا المسجد العمري”، موضحا أنه “لو أعطى أجرة عمل يومي 100 شيكل وأتوقف عن الاعتكاف طيلة النهار لن أقبل بتاتا” حسب قوله.

ويستشعر المسن الفلسطيني، بمزيد من الخشوع في ظل الأجواء الإيمانية التي تلف المسجد العمري، ليؤكد: “لا أشعر برمضان إلا في المسجد العمري فالظروف والحياة اختلفت تماماً”.

شاهد على التاريخ
ويعد الجامع العمري الكبير، المسجد الأكبر والأقدم في القطاع، ويقع في حي الدرج في البلدة القديمة وسط مدينة غزة، في الطرف الشرقي من شارع عمر المختار، جنوب شرق ساحة فلسطين، حيث يجاوره سوق الذهب “القيسارية” على الجانب الجنوبي منه، ويجاوره مسجد كاتب الولاية من جهة الشمال الشرقي، كما يجاوره قصر الباشا الأثري القديم.

وأُطلق عليه هذا الاسم تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب صاحب الفتوحات، وبالكبير لأنه أكبر جامع في غزة، وكان موقع المسجد الحالي معبداً فلسطينياً قديماً، ثم حوَّله البيزنطيون إلى كنيسة في القرن الخامس ميلادي، وبعد الفتح الإسلامي في القرن السابع حوَّله المسلمون إلى مسجد، وقد وصفه الرحالة والجغرافي المسلم ابن بطوطة بـ”المسجد الجميل” في القرن العاشر الميلادي، وفي عام 1033م ضرب زلزال المنطقة فأدى إلى سقوط مئذنة الجامع العمري الكبير.

دروس مستمرة
وعلى مدار الساعة لا ينقطع الدعاة من تقديم الدروس للناس بشكل مستمر، فلا تجد مجلسا ينفض حتى ينشأ مجلس آخر، هذا عن علوم القرآن، وذاك عن علوم الحديث، وآخر عن فقه الصيام والصلاة، وآخر عن أحكام التلاوة.

وهو ما يثير إعجاب المئات من الناس الذين يتوافدون من كل أنحاء مدينة غزة بكل ضواحيها لينهلوا من العلم الذي لا ينضب.

وهو حال الحاج فاروق عمار “أبو لؤي” (64 عاماً) الذي يقطع مسافاتٍ طويلة حيث يسكن تل الهوا الذي يبعد أكثر من 5 كيلوات عن المسجد العمري، ليقضي نهاره في المسجد العمري ثم ليعود إلى أهله مساءً ليفطر معهم.

وكما هو حال سالفه، يؤكد المواطن عمار لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه يستشعر بسكينة وطمأنينة غير معهودة بمكوثه بالمسجد، مبيناً أنّ له مع المسجد العمري حكاية من الارتباط النفسي والوجداني والعاطفي؛ حيث كان يرتاده بصحبة والده منذ أنّ كان طفلاً صغيراً.

شبيه المسجد الأقصى !
ولأنّ الكثيرين من أهالي قطاع غزة محرمون من زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، فإنّ كثيرا منهم يستشعر ذلك بالصلاة في المسجد العمري، كما قالت الصحفية بثينة اشتيوي، لتضيف: “شعور عظيم وأنت تتمعن في أقبيته العالية (المسجد العمري)، وكأنك داخل باحات الأقصى المبارك، رغم أني لم أذق الشعور من ذي قبل، لكن البناء القديم والمتراص بعظمته يوحي إليك بذلك”.

وهذا لم يكن شعور الصحفية اشتيوي وحدها، بل هو شعور مئات الناس الوافدين إلى زيارة المسجد العمري الذين كان من بينهم الشاب إياد أيوب (34 عاماً)، ويقول لمراسلنا “هنا بنستشعر ولو بجزء من تراثنا الفلسطيني والإسلامي العظيم، وهو ما يجعلنا نعيش حالة الارتباط مع المسجد الأقصى”.

ويقع المسجد العمري على مساحة 4100 متر مربع، ويؤمه سنوياً في رمضان أكثر من 4500 مصلٍ ومعتكف لأداء صلاة التراويح والقيام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أبو زهري: شمال غزة يتعرص لإبادة كاملة

أبو زهري: شمال غزة يتعرص لإبادة كاملة

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام أكد القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري أن بشاعة الجريمة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في شمال غزة هي أكبر من أن...