بلباس الأطباء.. مخابرات الاحتلال تلج لعمق المواطن الفلسطيني

تفاجأ أهالي بلدة قريوت وقرى جنوب نابلس، صبيحة يوم السبت (9-4-2016) بعد حملة ترويج ليوم طبي سيحضره أطباء فلسطينيون من الداخل والمحتل، وأطباء أجانب، أن من حضر كانوا أطباء يهود، جاؤوا من مختلف التخصصات، بما فيهم أطباء نفسيون وذلك بحجة تقديم العلاج للمواطنين بالمجان.

ورافقهم في الزيارة طاقم القناة التلفزيونية الصهيونية الثانية، ما اعتبره متابعون محاولة لتزيين صورة الاحتلال وقراءة نفسية المواطنين الفلسطينيين عن قرب من بوابة تقديم خدمات طبية.

رحلة مشبوهة برعاية السلطةيشير بشار القريوتي عضو مجلس بلدي قريوت والناشط ضد الاستيطان لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن “طاقم الأطباء الصهيوني مكون من 20 طبيباً وطبيبة تقريباً ومن مختلف التخصصات، وقد طلب المنظمون أن تكون المدرسة مكان إقامة نشاطهم، وهي ذات المكان الذي أقيمت فيه بيوت عزاء شهداء البلدة الذين قتلهم الاحتلال”.

وأشار بشار: “إن القناة الصهيونية الثانية رافقت الوفد وهي من أكمل أهداف الزيارة” منوهاً: لقد: “صورت كل مراحل زيارة الوفد بشكل سينمائي، يظهر الأطباء وهم يبتسمون للمواطنين ويقدمون لهم العلاج بلمسات حانية، وعمل المراسل الصهيوني، على إجراء مقابلات مع المواطنين والأطفال وهم يؤيدون المقاومة، في محاولة لتصويرهم بأنهم يحبون القتل، وأن الأطباء الصهاينة رغم ذلك أتوا بكل (إنسانية) ليقدموا لهم العلاج والدواء”.

وقد أكد العديد من المواطنين الذين التقاهم مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الفعالية تمت برعاية محافظ محافظة نابلس ومن إقليم حركة فتح في جنوب نابلس، وقد عملوا على التدليس والكذب على المواطنين، فقد كانت الدعوة على أن من سيحضر هم أطباء من فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948، وأطباء وأجانب متضامنين مع الشعب الفلسطيني”.

وأضاف المواطنون: ” لكن المفاجأة التي لم نتوقعها، أن كل الأطباء الذين حضروا كانوا من اليهود، وقد رافقتهم القناة الصهيونية الثانية”.

وقال المواطن محمد عازم لمراسلنا: “لقد وصلت على بوابة المدرسة سعياً للحصول على العلاج، لكن بعض المواطنين الخارجين من مدرسة البلدة التي حولت لمستوصف، أخبروني أن الحضور هم من اليهود، فعدت أدراجي من فوري.

ويضيف مستهجناً: “إن السلطة غرقت حتى أذنيها في وحل التنسيق الأمني وفيما يسمى السلام، لكننا كمواطنين نرفض مصافحة أي صهيوني يحتل أرضنا ويقتل أبناءنا صباح مساء، على السلطة وحركة فتح أن تقدم اعتذارها للمواطنين على ما قامت به، برعاية حضور هؤلاء القتلة”.

أهداف استخباراتيةيقول سعيد بشارات الباحث في الشأن الصهيوني، والمبعد إلى غزة، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن هذه الزيارة تقريبا هي الأولى من نوعها بهذا الحجم وبهذه التغطية، رغم أنها تكررت في قرى كثيرة في الضفة؛ خاصة التي خرج منها استشهاديون ممن قاموا بعمليات طعن”.

وأشار بشارات: “الطاقم يحملون خرائط ويعلمون أين هم ذاهبون ولماذا، فهم مكلفون بمهمة الدخول بالمجتمع المدني الذي خرج منه الاستشهادي الفردي للوصول إلى (الدواء) المناسب للعلاج، وطبعا يستغلون الناس البسطاء والعمال وحاجاتهم”.

ونوه بشارات: “فالجيش غير قادر على أن يصل لعمق المجتمع المدني الفلسطيني لذلك أرسل السلاح الناعم الذي يدخل بالعقل بسهولة وبإرادة الفلسطيني، فهؤلاء باختصار، سلاح الجيش الصهيوني، وباختصار مهمتهم السرية حسب تعليمات الإدارة المدنية، دراسة الواقع الفلسطيني عن قرب”.

وقد أيده بذلك بشار القريوتي الذي قال: “لقد صاحب الوفد أطباء نفسيون وعناصر شاباك ومخابرات، وعملوا على استهداف الفتيان والشبان الذين يمثلون الشريحة التي تقوم في الأغلب في العمليات ضد الاحتلال الصهيوني وخاصة الطعن منها، وعملوا على الغوص في نفسياتهم، ورؤيتهم لدولة الكيان”.

يقول المواطن إبراهيم مجلي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “من المعيب السماح لهؤلاء القتلة الدخول إلى البلدة بكل أمن وسلام”، وأضاف: “إن كان يسعى هؤلاء لتقديم خدمات إنسانية للشعب الفلسطيني، فليرحلوا باستيطانهم عن أراضينا، لكن ما يقومون به أشبه بمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته”.

أما السيدة أم محمد بدوي فتقول: “لقد تبينت عن جنسيات هؤلاء بعد عودتي للبيت، وقد تفاجأ أبنائي أن الدواء الذي أعطاني الطبيب منتهي الصلاحية، ولو كان هؤلاء حقاً يريدون تقديم العلاج لنا، لتنبهوا لطبيعة الدواء الذي صحبوه معهم، لقد جاء هؤلاء لقتلنا وقتل العشرات بالدواء الذي وزعوه علينا، ولولا تقصير السلطة في علاجنا، وعدم معرفتنا بهوية هؤلاء لما توجهنا لهم”.

فيما قال مجموعة من الشبان الذين حضروا للمكان: “لقد قتلوا الشهيدين لبيب عازم ومحمد زغلوان قبل شهر تقريباً، وجاءوا ليمسحوا الدماء عن يد الجنود، إن الاحتلال واهم إن اعتقد أن ما يقوم به سينطلي علينا”.

خطورة الأمرويؤكد بشار القريوتي الناشط ضد الاستيطان: “لأول مرة يخترق الإعلام الصهيوني القرى التي تواجه الاستيطان، وتم اختراقها بدواعي إنسانية، وهذا ترويج للاحتلال ومؤسساته”.

وأضاف: “قبل أسبوع من زيارتهم تم عرض فيلم على قناة الجزيرة، تحت سلسلة فلسطين تحت المجهر، تحدث عن معاناة بلدة قريوت جراء الاستيطان، والذي التهم آلاف الدونمات من أراضيها ويسعى للمزيد، والاحتلال أرادوا أن يرد على رسالة الفيلم بتقرير مطول يشابهه يحمل رسالة: إنه لا توجد معاناة في قريوت ونحن نقدم حالات إنسانية للشباب الذين عملوا عملية من قريوت، فنحن نرد بمساعدتهم”.

وأكد بشار القريوتي: “هناك نظرة للمخابرات الصهيونية لإحباط أي تحرك شعبي لمنع النشطاء من تنظيم فعاليات، وإحباط المواطنين، وإشغال الناس بأمور مجتمعية، خاصة في قريوت مع الهجمة الشرسة للاحتلال والاستيطان على البلدة، والسعي لتنفيذ مخططات لربط مستوطنتي شيلو وعيليه على حساب أراضي المواطنين، وعمليات ممنهجة لحرمان المواطنين من الوصول لأراضيهم، وهذا العام المواطنون محرومون من الوصول لأراضيهم”.

وأضاف بشار القريوتي: “أن ما قام به الاحتلال يسعى لتشويه الفلسطينيين وتشويه المقاومة الشعبية وعملية ترويجية للاحتلال وتحسين صورته، بأننا لا نستهدفهم وهم من يستهدفونا، ولكسر العلاقة الوطيدة بين المقاومة الشعبية والمواطنين، في مواجهتهما وعملهما على التصدي لمخططات الاستيطان”.