السبت 05/أكتوبر/2024

الاعتقال السياسي.. الملف الأسود

إياد القرا

الصحفي طارق أبو زيد ما يزال محتجزًا في سجون السلطة في نابلس بقرار من جهاز المخابرات التابع لها، تحت دعوى نشر أنباء كاذبة تمس هيبة الدولة، ولم يوضح ما الأخبار الكاذبة التي تمس هيبة الدولة؟ وعن أي دولة وأي هيبة التي تم المساس بها؟

الزميل طارق هو مراسل فضائية الأقصى في الضفة الغربية، وتمت مطاردته من قبل الاحتلال، وتم إغلاق الفضائية منذ بداية انتفاضة القدس الحالية في أكتوبر الماضي، ومع ذلك واصل الزميل طارق أبو زيد عمله بإعلاء صوت الانتفاضة ونقل قصص الشهداء والأسرى دقيقة بدقيقة، وخاطر بحياته كثيرًا في سبيل إيصال رسالته.

الأجهزة الأمنية لم تخجل وهي تعلن اعتقاله؛ بل وأعلنت ذلك بوضوح والتهمة الموجّهة له، وفي نفس الوقت وجدت من يصمت على ذلك من قبل ما تسمى نقابة الصحفيين الفلسطينيين التي تعتبر جزءًا من منظومة العمل الإعلامي في الأجهزة الأمنية وتنشغل خلال الفترة الماضية بتعزيز التعاون مع المؤسسات الإعلامية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

المكافأة التي تقدمها السلطة للصحفيين في الضفة الغربية هي الاعتقال والتضييق والاستدعاء كما حدث مع الزميل محمود حمامرة الذي سبق أن اعتقل قبل شهرين، والتهديد للصحفيين وخداعهم كما حدث أثناء افتتاح المتحف “الوطني”، حيث تم التضييق على الصحفيين الفلسطينيين لصالح صحفيين قيل إنهم أجانب بينما في الحقيقة هم صحفيون صهاينة.

اعتقال الصحفيين جزء من ممارسات السلطة السياسية ضد كافة شرائح المجتمع الفلسطيني وأشهرهم الأسرى المحررون الذين يطلق سراحهم من سجون الاحتلال ليتم اعتقالهم بعد أقل من أسبوع في سجون السلطة أو العكس.

نموذج اعتقال وتعذيب الأسير المحرر رامي البرغوثي الذي اعتقل في سجون الاحتلال ما يزيد على 14 عامًا، ليتم بعد ذلك اعتقاله لدى أجهزة عباس في رام الله تحت تهم تمت محاكمته عليها لدى الاحتلال في تكاملٍ للأدوار، وسياسة الباب الدوار حيث تتبادل الأجهزة الدور في اعتقال الأسرى في الضفة الغربية.

لا أفق بأن يتغير الموقف في ظل تدهور الحريات ضمن سياسة قمع انتفاضة القدس التي تنفذها الأجهزة الأمنية الصهيونية والفلسطينية العاملة هناك، بدليل أنه خلال كتابة المقال تم اختطاف الطالب صالح سعدي العامر لدى الاحتلال، وقد أفرج عنه حديثًا من سجون الاحتلال، وتواصل السلطة اعتقال زميله الطالب بجامعة النجاح مراد فتاش، ويُعتقلون إلى جانب زملاء سابقين منذ 7 سنوات بينهم عبد الفتاح شريم وعلاء ذياب.

المتابع لملف الاعتقال السياسي في الضفة الغربية يجد أن من يتم اعتقالهم هم طلاب الجامعات، والصحفيون والإعلاميون الأحرار، والمقاومون، والمدرسون، والطبقة المثقفة وأبناء العائلات المحترمة من المجتمع، بينما يتم اعتقالهم على يد حثالة من اللصوص والمتسلقين في الرتب العسكرية، والمشبوهين أمنيًّا والساقطين أخلاقيًّا، ويتم الصمت عليهم من قبل ما تسمى نقابة الصحفيين التي استولت على النقابة بقوة الأجهزة الأمنية والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات