الاعتقال السياسي.. الملف الأسود
الصحفي طارق أبو زيد ما يزال محتجزًا في سجون السلطة في نابلس بقرار من جهاز المخابرات التابع لها، تحت دعوى نشر أنباء كاذبة تمس هيبة الدولة، ولم يوضح ما الأخبار الكاذبة التي تمس هيبة الدولة؟ وعن أي دولة وأي هيبة التي تم المساس بها؟
الزميل طارق هو مراسل فضائية الأقصى في الضفة الغربية، وتمت مطاردته من قبل الاحتلال، وتم إغلاق الفضائية منذ بداية انتفاضة القدس الحالية في أكتوبر الماضي، ومع ذلك واصل الزميل طارق أبو زيد عمله بإعلاء صوت الانتفاضة ونقل قصص الشهداء والأسرى دقيقة بدقيقة، وخاطر بحياته كثيرًا في سبيل إيصال رسالته.
الأجهزة الأمنية لم تخجل وهي تعلن اعتقاله؛ بل وأعلنت ذلك بوضوح والتهمة الموجّهة له، وفي نفس الوقت وجدت من يصمت على ذلك من قبل ما تسمى نقابة الصحفيين الفلسطينيين التي تعتبر جزءًا من منظومة العمل الإعلامي في الأجهزة الأمنية وتنشغل خلال الفترة الماضية بتعزيز التعاون مع المؤسسات الإعلامية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
المكافأة التي تقدمها السلطة للصحفيين في الضفة الغربية هي الاعتقال والتضييق والاستدعاء كما حدث مع الزميل محمود حمامرة الذي سبق أن اعتقل قبل شهرين، والتهديد للصحفيين وخداعهم كما حدث أثناء افتتاح المتحف “الوطني”، حيث تم التضييق على الصحفيين الفلسطينيين لصالح صحفيين قيل إنهم أجانب بينما في الحقيقة هم صحفيون صهاينة.
اعتقال الصحفيين جزء من ممارسات السلطة السياسية ضد كافة شرائح المجتمع الفلسطيني وأشهرهم الأسرى المحررون الذين يطلق سراحهم من سجون الاحتلال ليتم اعتقالهم بعد أقل من أسبوع في سجون السلطة أو العكس.
نموذج اعتقال وتعذيب الأسير المحرر رامي البرغوثي الذي اعتقل في سجون الاحتلال ما يزيد على 14 عامًا، ليتم بعد ذلك اعتقاله لدى أجهزة عباس في رام الله تحت تهم تمت محاكمته عليها لدى الاحتلال في تكاملٍ للأدوار، وسياسة الباب الدوار حيث تتبادل الأجهزة الدور في اعتقال الأسرى في الضفة الغربية.
لا أفق بأن يتغير الموقف في ظل تدهور الحريات ضمن سياسة قمع انتفاضة القدس التي تنفذها الأجهزة الأمنية الصهيونية والفلسطينية العاملة هناك، بدليل أنه خلال كتابة المقال تم اختطاف الطالب صالح سعدي العامر لدى الاحتلال، وقد أفرج عنه حديثًا من سجون الاحتلال، وتواصل السلطة اعتقال زميله الطالب بجامعة النجاح مراد فتاش، ويُعتقلون إلى جانب زملاء سابقين منذ 7 سنوات بينهم عبد الفتاح شريم وعلاء ذياب.
المتابع لملف الاعتقال السياسي في الضفة الغربية يجد أن من يتم اعتقالهم هم طلاب الجامعات، والصحفيون والإعلاميون الأحرار، والمقاومون، والمدرسون، والطبقة المثقفة وأبناء العائلات المحترمة من المجتمع، بينما يتم اعتقالهم على يد حثالة من اللصوص والمتسلقين في الرتب العسكرية، والمشبوهين أمنيًّا والساقطين أخلاقيًّا، ويتم الصمت عليهم من قبل ما تسمى نقابة الصحفيين التي استولت على النقابة بقوة الأجهزة الأمنية والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
كتائب القسام تنعى القائد القسامي سعيد علي وعائلته
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام نعت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، القائد القسامي سعيد عطا الله علي الذي استشهد برفقة عائلته، إثر غارة...
الأوقاف: جيش الاحتلال دمر 79% من مساجد غزة و3 كنائس ونبش عشرات المقابر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي 79% من مساجد في قطاع غزة خلال عام من حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من...
وثائق داخلية تكشف عن تقييد “ميتا” استخدام رمز المثلث الأحمر
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام كشف وثائق داخلية تتعلق بقواعد الإشراف على المحتوى، عن تقييد شركة ميتا استخدام رمز المثلث الأحمر المقلوب على منصات...
القيادي مرداوي: خطبة المرشد الإيراني حملت أبعادا سياسية وميدانية مهمة
إسطنبول – المركز الفلسطيني للإعلام أكد القيادي في حركة حماس محمود مرداوي على أهمية خطبة المرشد الإيراني علي خامنئي بما حملته من مواقف وأبعاد سياسية...
استشهاد شاب برصاص الاحتلال أثناء اعتقاله في وادي الفارعة بطوباس
طوباس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، أثناء محاولة اعتقاله عقب محاصرة منزله في وادي...
قطاع الطيران الإسرائيلي يواجه أزمة حادة وآلاف الجنود عالقون في الخارج
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام يشهد قطاع الطيران الإسرائيلي أزمة حادة، حيث يُترك آلاف الإسرائيليين، بمن فيهم جنود الاحتياط الذين استلموا أوامر...
غارات ليلية على ضاحية بيروت وتحذيرات لسكانها بالإخلاء
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم السبت، العديد من الغارات على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وذلك...