الأربعاء 07/مايو/2025

عبد الرحمن رداد.. الشهيد الذي سال دمه بعد شهرين من استشهاده

عبد الرحمن رداد.. الشهيد الذي سال دمه بعد شهرين من استشهاده

كثيرة هي كرامات الشهداء الأبطال؛ ومن بينها كرامة الشهيد عبد الرحمن رداد (16 عاما) من بلدة الزاوية غرب سلفيت، والذي سالت دماؤه الزكية على الرغم من أكثر من شهرين على استشهاده وتنفيذه عملية طعن بطولية في صفوف المستوطنين.

وكانت جماهير غفيرة قد شيّعت مساء الجمعة (19-5)، جثمانيْ الشهيديْن بشار مصالحة من مدينة قلقيلية، الذي كان قد  قتل وجرح عددا من المستوطنين في عملية طعن في يافا؛ وعبد الرحمن رداد من سلفيت الذي نفذ عملية طعن أخرى في مدينة بتاح تكفا في “تل أبيب”، بعد تسليمهما من الاحتلال، إثر احتجازهما لأكثر من شهرين؛ حيث سلم الاحتلال جثمانيهما على حاجز (109) العسكري قرب مدينة قلقيلية، وجرى نُقل الشهيد رداد إلى إحدى مستشفيات مدينة سلفيت، ومن ثم تم تشييعه إلى مقبرة بلدته في الزاوية مع ساعات المساء.

كرامات الشهيد
ويقول أحمد رداد قريب الشهيد لمراسلنا، إنه تفاجأ بعد إلقاء عائلته نظرة الوداع والصلاة عليه، أن دماءه سالت على الكوفية التي كانت تلفّه، وأن الشبان كبروا وحمدوا الله على نعمة الشهادة.

وتابع: “أيضا يوم استشهاد عبد الرحمن رداد هو نفس يوم ميلاده، وهو ما عُدّ أيضا من كرامات استشهاده”.

ويضيف أحمد أن الشهيد رداد؛ الذي أحبه كل من عرفه؛ والذي كان يستشيط غضبا عند سماعه بقتل الأطفال على الحواجز؛ نفذ في الثامن من شهر آذار/مارس الماضي، المُوَافِق 8/3/2016 عملية طعن في منطقة “بتاح تكفا” قرب تل الربيع ” تل أبيب” وسط الأراضي المحتلة عام 1948، أسفرت عن إصابة مستوطن  صهيوني بجراح متوسطة.

ومن وسط ساحة منزل الشهيد حملت والدته صورته، ووضعتها على صدرها، وأخذت تودعه بارتياح وبالزغاريد، وتقول: “الله يرضى عليك يا عبد، وربنا يرحمك”؛ فيما أطلقت النسوة الزغاريد في وداعه.

وتشير إحصائيات فلسطينية إلى أنه بتسليم الشهيديْن رداد ومصالحة؛ يواصل الاحتلال احتجاز جثامين 13 شهيدًا فلسطينيًّا، من بينهم 11 شهيداً من مدينة القدس وضواحيها، وشهيدان آخران من مدينتي الخليل وبيت لحم.

وكانت “المحكمة العليا” التابعة للاحتلال، قد أوصت بداية الشهر الجاري؛ خلال جلسة بحث الالتماس الذي تقدم به ذوو الشهداء المحتجزة جثامينهم، بتسليمهم تباعًا لذويهم قبل حلول شهر رمضان المبارك.

غير أن وزير الأمن الداخلي الصهيوني، جلعاد أردان، أصدر أمس الثلاثاء، قرارا يقضي بوقف تسليم جثامين الشهداء المحتجزين في ثلاجات الاحتلال، منذ أكثر من سبعة شهور، بحجة “التحريض” خلال جنازات الشهداء.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات